ذكر موقع مجلة لو كوريي انترناسيونال الفرنسية المتخصصة في تقديم معرض للصحافة العالمية أن عدد الليبيين الذين لجأوا إلى تونس منذ اندلاع ثورة 17 فبراير يرون أن بلادهم تضيع، في ظل سيطرة الكتائب المسلحة المتناحرة على السلطة والنفوذ في البلاد.

ومنذ اندلاع الثورة الليبية سنة 2011 وصل ما يقارب مليون و800 ألف لاجئ ليبي إلى تونس أي ما يعادل قرابة ثلث الشعب الليبي، حيث شهدت الفترة الأخيرة زيادة في عدد اللاجئين إلى تونس بعد اندلاع أعمال العنف في العاصمة طرابلس والتي أدت إلى نقص في المحروقات والسيولة المالية وإمدادات الكهرباء بعد معركة طاحنة درات في الشهرين الماضيين بين كتائب إسلامية مدعومة بكتائب مصراتة وكتائب الزنتان المقربة من التيار الليبرالي من أجل السيطرة على مطار العاصمة.

ويقول جمعة عبد الله 68 سنة يقطن في ضواحي طرابلس وتحول إلى تونس لعلاج ابنه الذي أصيب برصاصة خلال مواجهات طرابلس إن "البلاد تعيش في الظلام، لقد انتهى كل شيء، عدد كبير من الجرحى من الجانبين جاؤوا إلى مدينة صفاقس التونسية للعلاج" في الوقت الذي يضطر فيه أقرباؤهم للبقاء ساعات طويلة خارج المصحات.

صراع وخسائر

وينتمي معظم الجرحى إلى وحدات عسكرية في طرابلس بالإضافة إلى جرحى كتائب الزنتان التي كانت مكلفة بتأمين مؤسسات الدولة في طرابلس على غرار المطار وخزانات الوقود، لكنها اضطرت لإخلاء مقراتها غداة الهجوم الذي تعرضت له من قبل كتائب مصراتة وحلفائها الإسلاميين، حيث يقول منير أحمد 34 سنة "كنت مكلفا بحراسة أحد خزانات المحروقات وتلقيت رصاصتين في البطن والظهر" مؤكدا أن الخزان كان يضم 10 حراس عندما هاجمت الكتائب الخزان، وقد اتهمه الإسلاميون بالخيانة "نريد أن تعيش البلد في  استقرار والإسلاميون يقولون أنهم يدافعون عن الإسلام بالرغم من أننا كلنا مسلمون" في الوقت الذي يتحدث فيه المدنيون عن مجرد صراع على السلطة بين الكتائب المتناحرة.

ويقول محمد مفتاح الصيد  الذي أصيب في ساقه إنه عندما كان في طريقه إلى منزله أن كل من كتائب الزنتان ومصراتة تريد الاستحواذ على السلطة، بينما اضطر للتنقل عبر البر إلى تونس على اعتبار أن إغلاق المطار يجبر الليبيين إلى السفر ساعات برا للخروج من ليبيا، فيما يؤكد الصيد أن هناك في ليبيا من يعول على البرلمان الجديد بينما ينتظر آخرون حدوث تدخل عسكري جديد على غرار سنة 2011.

ويضيف أحد الموظفين بمصحة في صفاقس "نعلم  جيدا أنه إذا لم تهدأ الأمور في ليبيا ،لن تهدأ في تونس ولابد من تدخل غربي وهذا ما ينتظره الليبيون".