نشرت مجلة بورجين الأمريكية تقريرا حول أوضاع التعليم في ليبيا، مسلطة الضوء على الدور الذي تلعبه تطبيقات الهاتف المحمول في تحسين وتعزيز جودة العملية التعليمة خاصة في ظل الصراع الذي تشهده البلاد وصعوبة انتظام الطلاب في المدراس بالصورة الطبيعية جراء تفشي فيروس كورونا وتدهور الوضع الأمني. 

وقال المجلة تأثر التعليم في ليبيا بشدة بالعديد من الأحداث بدءاً بالعنف العسكري الذي أطاح بالرئيس الراحل معمر القذافي. وبعد انتهاء حكمه في عام 2011 اندلعت حرب أهلية في عام 2014 مما أدى إلى إغلاق مئات المدارس وإبقاء 63 ألف طفل خارج المدرسة. أدى الصراع المستمر إلى تدمير البنية التحتية للمدارس واستمرار المخاوف المتعلقة بالسلامة مما زاد من تدهور التعليم في ليبيا. وتهدف تطبيقات الهاتف المحمول ومنصات التعلم عبر الإنترنت إلى تحسين التعليم في ليبيا.

التعليم أثناء الأزمات والصراعات

وتمكن العديد من الأطفال من العودة إلى المدرسة بعد انتهاء نظام القذافي إلا أن بعض المدارس تستخدم كملاجئ للعائلات النازحة. وبسبب مخاوف السلامة المستمرة يرفض العديد من الآباء إرسال أطفالهم إلى المدرسة سيرًا على الأقدام. وفي عام 2016 قدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة –اليونيسف- أنه من بين 1.2 مليون تلميذ في ليبيا سيتغيب حوالي 279 ألف طالب عن الدراسة.

تطوير تطبيقات الهاتف المحمول للتعلم

وقطع رواد الأعمال عزيزة الحاسي ، وتفاحة سحيم وأمين كشرود خطوة كبيرة في تحسين التعليم في ليبيا من خلال الموارد عبر الإنترنت. في عام 2018 أنشأوا تطبيق "سكول كونتاكت" School Connect الذي يركز على ربط المعلمين وأولياء الأمور لمناقشة المعلومات حول التقدم التعليمي والأداء السلوكي للأطفال. وتنبع بعض المشكلات الرئيسية في التعليم في ليبيا مثل عدم التواصل مع أولياء الأمور لذا فإن التطبيق يساعد في سد الفجوة. وبالتعاون مع الاتحاد الأوروبي ، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركة تطوير للأبحاث للتمويل وسع تطيبق  School Connect  من انتشاره في ليبيا وتطو إلى تطبيق يسمى باندا. نتيجة لمزيد من التطوير تم تسجيل حوالي عشرة الاف طالب وأولياء الأمور في التطبيق من 30 مدرسة في ليبيا. تم توسيع التطبيق بشكل أكبر بسبب جائحة كورونا للطلاب حتى يتمكنوا من الوصول إلى المحتوى الأكاديمي عبر الإنترنت.

ونفذت وزارة التربية والتعليم في ليبيا واليونيسف تدابير لزيادة استخدام التكنولوجيا للتعلم عبر الإنترنت بسبب الجائحة. وفي عام 2020 انتقل 1.3 مليون طالب إلى التعلم عبر الإنترنت معظمهم لأول مرة. وركزت وزارة التربية والتعليم واليونيسف على توزيع الموارد التكنولوجية مثل أجهزة الكمبيوتر والأجهزة اللوحية بالإضافة إلى ضمان اتصالات الإنترنت والتعلم التفاعلي للحفاظ على مشاركة الطلاب.

وأحد تطورات التعلم عبر الإنترنت من قبل وزارة التربية والتعليم في ليبيا هو إطلاق تطبيق "لنتعلم" للجوال في عام 2020. التطبيق مجاني ويساعد الطلاب من خلال توفير الوصول إلى الدروس في شكل مقاطع فيديو وأسئلة عبر الإنترنت.

مزيد من إصلاح التعليم

ويخضع التعليم في ليبيا أيضًا للإصلاح في مجالات أخرى لا تتضمن التعلم عبر الإنترنت. في عام 2013 وقعت اليونيسف والحكومة الليبية اتفاقية وضعت سياسات مختلفة لتعزيز تحسين نظام التعليم. وتشمل السياسات دعم تدريب المعلمين وتعزيز رعاية الطفولة المبكرة وإنشاء أنظمة شاملة في التعليم. تعطي السياسات أيضًا الأولوية لنظام معلومات إدارة التعليم وتوحيد التعلم المبكر.

وأطلقت اليونيسف ووزارة التربية والتعليم في ليبيا أيضًا حملة العودة إلى المدرسة في عام 2019. وزودت المبادرة 40 ألف طالب في ليبيا بمواد تعليمية وترفيهية. بالإضافة إلى ذلك تهدف اليونيسف ووزارة التربية والتعليم إلى توفير موارد تعليمية علاجية أساسية للأطفال المتأثرين بالنزاع المستمر في ليبيا. وتشمل الجهود الأخرى التي تبذلها اليونيسف ووزارة التربية والتعليم توفير تدريب المعلمين على موضوعات مثل التعليم الشامل والتعلم التفاعلي. من خلال الجهود المستمرة يمكن أن يتحسن التعليم في ليبيا بشكل كبير.