سلطت صحيفة مالطا توداي اليوم الإثنين الضوء على مستجدات المصادمات العنيفة التي نشبت في العاصمة طرابلس وأسفرت عن مقتل 40 شخصا على الأقل.

ونقلت الصحيفة في تقرير تابعته ونشرته بوابة افريقيا الإخبارية، عن مارك ميكاليف الصحفي المتخصص في التحقيقات والهجرة إنه من المرجح أن يزداد النزاع في ليبيا سوءًا في الأيام القادمة ، في الوقت الذي تكافح فيه ميليشيات منافسة من أجل السلطة في المنطقة.

وأعلنت حكومة الوفاق الوطني الليبية المدعومة من الأمم المتحدة حالة الطوارئ في طرابلس مع دخول القتال أسبوعه الثاني ، حيث تم الإبلاغ عن مقتل أكثر من 40 شخصاً معظمهم في حي صلاح الدين.

ولا يزال مطار معيتيقة الدولي -الذي كان قد تم إغلاقه في البداية لمدة 48 ساعة- مغلقا بينما تواصل الفصائل المتحاربة قتالها من أجل السيطرة على الأراضي المحيطة بالمدينة.

وفي حديثه إلى صحيفة مالطا توداي  أوضح ميكاليف أن على مدار ما يقرب من عام ونصف بالرغم وجود خلافات بين مختلف الميليشيات، فإن هذه الصراعات لم تسفر أبداً عن الكثير من النزاعات مع الحفاظ على الوضع الراهن في البلاد.

وقال ميكاليف إن "الوضع يمكن التنبؤ به. إن الميليشيات التي تتحكم في الوضع الراهن تحصل على المال والموارد في حين أن الفصائل الأصغر ليست كذلك ، وهم يقاومون الآن.

واندلع القتال في 26 أغسطس عندما شن اللواء السابع هجومًا مفاجئًا على أحياء في جنوب طرابلس،وأشار ميكاليف إلى أنه تم ملاحظة تحالفات جديدة لا يمكن اعتبارها قابلة للتنبؤ، موضحا "الوضع في أسوأ حالاته الآن.

 وقال إن "اللواء السابع ، الذي لم يعد تابعًا لـ" الجيش الوطني "، هاجم المناطق التي تسيطر عليها كتيبة ثوار طرابلس".

وتنتسب كتيبة ثوار طرابلس إلى حكومة الوفاق الوطني وهي أكبر قوة في طرابلس، وتابع  "التحالفات الجديدة تتشكل الآن ونحن نتحدث. هناك فصائل جديدة تتحالف مع اللواء السابع".

وبدأ العنف في الأحياء ذات الكثافة السكانية العالية في وادي الربيع وتوجه شمالاً نحو قلب طرابلس.

وردا على سؤال حول ما يمكن أن يحل الوضع، لم يكن ميكاليف متفائلا، وأصر على أنه من المرجح أن يستمر القتال حتى يتم إما الإطاحة بأي من الجانبين أو استسلام أحدهما. عندها فقط سوف يتم الاستعداد للتفاوض.

وأضاف: "المشكلة في هذا، هو أن هذا سيؤدي على الأرجح إلى وضع جديد، مع وجود خمسة ميليشيات مختلفة تسيطر على طرابلس، فالأمر سيعيد نفسه وستظهر في النهاية خصومة جديدة "

هذا ما أكده وزير خارجية مالطا السابق جورج فيلا  الذي صرح لصحيفة مالطا توداي بأن ليبيا لا تزال دولة غير مستقرة إلى حد كبير. وقال إن الوضع متفجر  إذ لا تستطيع السلطات المحلية فرض سيادة القانون.

وقد أعلنت منظمة أطباء بلا حدود مراراً وتكراراً أن ليبيا ليست مكاناً آمناً للمهاجرين وطالبي اللجوء ، وكثير منهم محتجزون حالياً دون طعام وماء مع استمرار القتال.

وقال فيلا إن العديد من المهاجرين من بلدان مثل إثيوبيا والصومال وإريتريا وغيرهم  تقطعت بهم السبل حالياً في طرابلس ، مضيفاً أن السلطات لا تستطيع التمسك بحقوقهم مع استمرار القتال.

وأوضح ميكاليف أنه لم يتم إجلاء مركزي الاحتجاز في ليبيا في طرابلس حيث تتأزم الأمور ، لكنهم لم يكونوا موجودين في منطقة تعرضت للعنف.

وقال ميكاليف "ومع ذلك فالعديد من الميليشيات تلعب الآن دور منفذ القانون ويتم تركهم للدفاع عن أنفسهم، لهذا السبب يفر الكثيرون ليبيا ".

وقال ميكاليف أيضا إن المرء لا يستطيع إلا أن يلوم المجتمع الدولي على الوضع الحالي لأن القوى العالمية كانت على علم بالوضع.