يصادف اليوم الأربعاء اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفالحيث قررت منظمة العمل الدولية الاحتفال به كيوم عالمي منذ سنة  2002 وذلك لتركيز الاهتمام على مدى انتشار ظاهرة عمل الأطفال في العالم، والعمل على بذل الجهود اللازمة للقضاء عليها عبر تبني استراتيجيات وسياسات مختلفة كهدف استراتيجي من أهداف المنظمة.

وأوضحت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا أن منظمة العمل الدولية وضعت منذ تأسيسها في عام 1919م القضاء على عمل الأطفال كأحد أبرز أهدافها وعملت في سبيل تحقيق هذا الهدف على عدة مستويات، ومن أهم مجهوداتها في هذا الصدد تحديد الحد الأدنى لسن العمل أو الاستخدام وربطه بالدراسة، حيث نصت مواثيق المنظمة على ألا يكون الحد الأدنى لسن القبول في الاستخدام أدنى من الحد الأدنى لسن الإنتهاء من التعليم الإلزامي، كما وضعت الاستراتيجيات التي تحدد أولويات العمل للقضاء على عمالة الأطفال فضلا عن عدد من الاتفاقيات ذات الصلة.

وأشارت اللجنة إلى أن عمل الأطفال الذي يحظره القانون الدولي ينقسم إلى ثلاثة فئات تمثل الفئة الأولى منها أسوأ أشكال عمالة الأطفال على الإطلاق وتشمل الاستعباد، الإتجار بالبشر، العمل سدادا لدين وسائر أشكال العمل الجبري، توظيف الأطفال جبرا لاستخدامهم في النزاعات المسلحة وأعمال الدعارة والأعمال الإباحية والأنشطة غير المشروعة، أما الفئة الثانية فهي العمل الذي يؤديه طفل دون الحد الأدنى للسن المخول لهذا النوع من العمل بالذات (وفقا للتشريع الوطني والمعايير الدولية المعترف بها) إضافة للعمل الذي يعيق تعليم الطفل ونموه والفئة الأخيرة تشمل العمل الذي يهدد الصحة الجسدية والفكرية والمعنوية للطفل بسبب طبيعته أو بسبب الظروف التي يؤدى فيها، وهو ما أصطلح على تسميته ب "العمل الخطر".

وبينت اللجنة أنالتقارير تشير إلى انتشار عمالة الأطفال في مختلف أنحاء العالم وبخاصة الفتيات سواء كان ذلك العمل عملا منزليا بأجر أو بدون أجر، أو غير ذلك من الأعمال، وفي كثير من الأحيان يتعرض الأطفال للاستغلال بسبب صغر سنهم واستضعافهم وبعدهم عن ذويهم، وبشكل عام ترتبط عمالة الأطفال بنوع ومستوى التعليم السائد، ومستوى دخل الفرد والفقر والنزاعات المسلحة والحروب الأهلية.

 ولفتت اللجنة إلى أن احتفال هذا العام جاء تحت شعار: يجب ألا ينشغل الأطفال بالعمل في الحقول، ولكن بتحقيق أحلامهم! وذلك للحد من الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال الذين ينخرطون في العمل في الحقول لافتة إلى أن الإحصاءات تشير إلى أن 218 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و 17 سنة يعملون في أنحاء العالم، في جميع القطاعات تقريبًا، إلا أن 7 من كل 10 أطفال عاملين يوجدون في قطاع الزراعة وأن 73 مليون طفل، أي أكثر من نصفهم، يعملون في أعمال خطرة.

وجددت اللجنة التزامها بحقوق الإنسان كافة ومن بينها حقوق الأطفال مشيرة إلى معاناة الأطفال في مناطق النزاعات والإضرابات في ليبيا، ودعت المنظمات الدولية والأممية والإقليمية والوطنية لتسليط الضوء على هذه الظاهرة وتبني الاستراتيجيات التي تعمل على القضاء عليها صونا لأطفالنا من الانتهاكات والاستغلال.