التقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج، اليوم الثلاثاء، وفداً من الأمم المتحدة ضم كل من الأمين العام المساعد لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمنطقة العربية مراد وهبة، والأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية أورسولا مولر والأمين العام المساعد ومديرة مكتب منع الأزمات أساكو أوكاني، ومنسقة الشؤون الإنسانية في ليبيا ماريا دوفالي ربيرو، وعدد آخر من مسؤولي البرامج بالأمم المتحدة، وحضر اللقاء وزير الخارجية محمد سيالة والمستشار السياسي للرئيس طاهر السني ومدير إدارة المنظمات صلاح عبود.

وأكد أعضاء الوفد الأممي بأن زيارتهم تأتي وفقا لتعليمات الأمين العام انطونيو غوتيرس بدعم جهود السراج لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا، والعمل بالتنسيق مع حكومة الوفاق وتلبية متطلبات الحكومة في المجالات التي يمثلونها، وأن يتسع نطاق عمل برامج ووكالات ومؤسسات ومكاتب الأمم المتحدة لتشمل جل المناطق الليبية.

وقال أعضاء الوفد إن وكالات الأمم المتحدة المختلفة تعمل على التنسيق فيما بينها لربط المتطلبات الإنسانية بمجال التنمية والتي ستكون عاجلة وتشمل أيضاً مشاريع قصيرة وطويلة المدى.

وتحدثت الأمينة العامة المساعدة للشؤون الإنسانية عن خطة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية التي انطلقت بالشراكة مع حكومة الوفاق، وأكدت على إعطاء المنطقة الجنوبية اهتمام أكبر وأن يكون هناك تواصل مع برامج الإصلاح التي أعلنها السراج.

من جانبه رحب رئيس المجلس الرئاسي بالوفد الأممي مثمناً ما تبذله وكالات الأمم المتحدة من جهود في مجالات متعددة في ليبيا. وقدم السراج، لمحة عن مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية.

وأكد السراج، أن خيار الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والذي أعلنه منذ أكثر من عام هو الحل الحاسم للصراع على السلطة وإنهاء إشكالية الشرعيات وحالة الانقسام ، وقال إن هذا التوجه الذي تضمنته مبادرة المبعوث الأممي غسان سلامة تم الاتفاق حوله في لقاءات دولية عديدة ولكن تنصلت بعض الأطراف المشاركة من تنفيذه.

وأضاف قائلاً بأننا اليوم نؤيد خطوات سلامة لعقد ملتقى وطنياً جامعاً يليه انتخابات متزامنة لاختيار رئيس وجسم تشريعي جديد بعد إتمام الاستحقاقات الدستورية اللازمة لذلك.

وفي الجانب الأمني تحدث رئيس المجلس الرئاسي عن ما تحقق من إنجازات، خاصة في مكافحة الإرهاب وتحسن الأوضاع الأمنية بشكل كبير في العاصمة ومدن عديدة أخرى، وهو ما يلمسه أي زائر، وأشار إلى أن هذا الانجاز يحتاج إلى تطوير القدرات ورفع الحظر على تسليح القوات الأمنية والعسكرية، كما أن ظاهرة الهجرة غير الشرعية تؤثر سلباً على الأمن العام، مشيراً إلى وجود ما يقارب 800 ألف مهاجر غير شرعي في ليبيا بينما تضم معسكرات الإيواء زهاء العشرين ألف فقط.

وتمثل هذه الظاهرة عبئا اقتصادياً إضافة للعبأ الأمني حيث يتسرب بين قوافل المهاجرين غير القانونيين عناصر إرهابية وإجرامية إضافة لشبكات الاتجار بالبشر العابرة للحدود.

من جهة أخرى تحدث السراج عن الاحتياج لخبرة مؤسسات الأمم المتحدة وتجارب دول أخرى في عملية دمج وإحلال التشكيلات المسلحة وتأهيل العناصر العسكرية، والمساهمة في تأسيس برامج تنموية للشباب.

وفي الجانب الاقتصادي تحدث عن ما اتخذ من إجراءات لتطوير قطاع النفط إضافة لبرنامج الإصلاح الاقتصادي والنقدي الذي أعلن عن تنفيذه منذ ثلاثة أشهر وحقق حتى الآن نجاحاً ملموساً، وهو بدوره يحتاج إلى توحيد المؤسسات وفي مقدمتها مصرف ليبيا المركزي.

وأثنى السراج، على ما تقوم به وكالات الأمم المتحدة من ادوار مهمة إلا أنها تحتاج إلى تنسيق أكبر والتأكد من أن برامجها لا تتعارض بعضها مع بعض حتى لا يهدر الوقت والإمكانيات.

على صعيد آخر طالب السراج، المجتمع الدولي بتقديم الدعم الفني واللوجستي للمفوضية العليا للانتخابات إضافة لتواجد مشرفين ومراقبين دوليين لتتم العملية الانتخابية بنزاهة وشفافية وتجرى بمعايير دولية رفيعة. كما دعا إلى الاجتماع بوحدة تمكين المرأة والتنسيق معها ودعمها بالخبرات اللازمة وبما يمكن من تطوير الأداء.

وفِي ختام اللقاء وجه السراج من خلال الوفد الأممي دعوة للأمين العام للأمم المتحدة غوتيرس لزيارة ليبيا في أقرب فرصة ممكنة.