تسود حالة من التفاؤل في أوساط المشاركين في الحوار، الذي ترعاه الأمم المتحدة، بين أعضاء بالبرلمان الليبي (المشاركون في الجلسات والمقاطعون) بعد يوم من انطلاق الجلسة الثانية للحوار والتي دشنها أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون.

من جهته كتب نوري بوسهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام، في تعليق له على الجلسة على صفحته على "فيس بوك"، إن "حدثا كبيرا تنتظهره ليبيا خلال الساعات القادمة وستكون طرابلس العاصمة الموحدة لليبيا"، مما يعد تحولا في الموقف داخل المؤتمر الوطني وأعضاءه الذين قدموا في وقت سابق مذكرة للقضاء الليبي للطعن في شرعية جلساته المنعقدة بطبرق (شرق).

كما رحب عبد الرحمن السويحلي، أبرز النواب المقاطعين لجلسات البرلمان، في تدوينة على صفحته بموقع "فيس بوك"، بـ "الحوار الشامل شريطة أن يرتكز على مبادئ ثورة فبراير (أنهت حكم العقيد معمر القذافي)"، وهو ما يعد تحولا كبيرا وسريعا في مواقف أبرز المقاطعين، حيث أعلن صلاح بادي، أحد أبرز قادة قوات "فجر ليبيا"، والمقرب من السويحلي في تسجيل متلفز من أرض المعارك بث أمس السبت، استمرار العمليات العسكرية ورفضه للحوار.

ورغم رفض السويحلي الاعتراف بـ"شرعية" مجلس النواب، واعتباره فاقدا للشرعية إلا أن مراقبين يرون أن "الجنوح للسلم قد بدأ بالظهور على مواقف نواب مصراته أحد أكبر المدن الداعمة لقوات فجر ليبيا".

فيما برز النائب فتحي باش آغا قائدا لتيار يضغط داخل مدينة "مصراتة" للقبول بالحوار فعلاوة على حضوره على رأس 12 نائبا لجلسة الحوار بين الفرقاء نهاية الشهر الماضي فقد تحدث أمام بان كي مون في الجلسة الحوارية بالأمس كمتحدث عن جماعة المقاطعين ذاتها، معلنا أن نية زملائه في الوصول الى نقاط تفاهم يمكنها أن تكون "أساسا لحوار شامل يقضي بانهاء الأزمة السياسية في البلاد".

وختم "باش آغا"، كلمته بالقول، إن "الليبيين تربطهم أواصر الدم والمصاهرة"، مؤكدا أن هذه العلاقات المتينة "لن تصمد أمامها النزاعات".

وتشدد  كي مون، في كلمته الافتتاحية للجلسة مساء الأمس، على ضرورة احترام شرعية مجلس النواب والالتفاف حوله ، و أكد  قبيل مغادرته ليبيا  على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في كل أنحاء ليبيا، مما اعتبره مراقبون انعكاسا لإيجابية الحوار، وربما زوال الخلاف بين النواب على ضرورة الالتفاف حول مجلس طبرق.

وربما يؤيد تأكيد برناردينو ليون، المبعوث الخاص للأمين العام بليبيا، خلال تصريحات صحفية بالأمس، على استمرار انعقاد جلسات الحوار بطرابلس مؤشرا آخر على التقارب بين الخصوم البرلمانيين.