الأمن والاستقرار يشكل مصدر قلق شديد في ليبيا، حيث تواصل الكتائب المسلحة التصرف خارج نطاق سيطرة الحكومة، وكانت طرفا في عديد من الاشتباكات العنيفة على مدي العامين الماضين.
كما تتفاقم تحديات الأمن والعدالة في ليبيا جراء الانتشار واسع النطاق لمخلفات من سلاح وذخيرة، حيث يقدر مخزون الأسلحة الليبية بأكثر من 100 ضعف ما عثر عليه في العراق، وقد أكَدت الحكومة الليبية عزمها التصدي لهذه التحديات، بالإضافة إلى أن الانقسامات السياسية في ليبيا تعيق التقدم بشكل عام.
ويري كثيرون ان الأوضاع الأمنية والسياسية تواصل تدهورها في ليبيا ، منذ التدخل العسكري لحلف شمال الأطلسي سنة 2011 ، ما أدى إلى انهيار الدولة، كما فشل القادة الجدد في بناء سلطة جديدة وقوية، الأمر الذي جعل البلاد تقع تحت رحمة "الميليشيات" التي سيطرت على البلاد ومختلف البنى التحتية المهمة، فعلى سبيل المثال كان مطار العاصمة طرابلس مسرحا لاشتباكات عنيفة بين "كتائب الزنتان" و"كتائب مصراتة" التي تقود "ميليشيات" "فجر ليبيا" منذ شهر يوليو الماضي، ما فتح الباب على مصراعيه لحرب أهلية واسعة النطاق، ويري اخرون أن "الإسلاميين المتطرفين" يعتبرون هذه الحرب، حربا مقدسة على حد قولهم.
وتتحدث مصادر مطلعة ازداد تغوَل "الجماعات الجهادية" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مناطق شاسعة من ليبيا، وأنه كلما زادت حدة الصراع والفوضى في ليبيا، كلما زاد تدهور الأوضاع الإنسانية، وازدادت مهمة المنظمات الإنسانية صعوبة في إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة من الحرب.
وفي تطوارت المشهد فى غرب ليبيا وسيطرة شبه كاملة لمليشيات فجر ليبيا التى يصفها البرلمان الليبي بالارهابية وهي التابعة لغرفة ثوار ليبيا أكد رئيس المجلس العسكري غريان، أن قوات فجر ليبيا أحرزت تقدماً كبيراً على كافة المحاور وأن أمتاراً قليلة تفصلهم على السيطرة الكاملة على منطقة سد وادي زارت وفك الحصار على مدينة ككلة.
وأوضح رئيس المجلس العسكري "مفتاح شنكادة" لوكالة الأنباء الليبية بأن قوات الجيش بعد محاصرتها في منطقة "وادي زارت" وتضييق الخِناق عليها اضطرت إلى التقهقر والانسحاب باتجاه منطقة "بئر الغنم" حيث تصدت لها سرايا ثوار الزاوية التابعة لقوات فجر ليبيا عند نقطة "حرف التي" وألحقت بهم خسائر فادحة. وأضاف "شنكادة" أن المعركة قد اقتربت من الحسم، وأن الجيش قد تراجعت إلى منطقة "المليعب" جنوب غرب ككلة.
الا ان مصادر عسكرية تابعة لقيادة المنطقة الغربية نفت ان هذه الأخبار جملة وتفصيلا وتحدثت فى ذات السياق عن استمرار المعارك دون سقوط مناطق تقع تحت سيطرتها طيلة الأيام الماضية مضيفة بأن الجيش يستعد للتقدم نحو العاصمة طرابلس وهي تصريحات كانت قد اعلن عنها عديد المرات الا الجيش وعلى مايبدو يعاني من ضعف الامكانيات فى غرب ليبيا ما أدي الي تأخر الحسم فى الوقت الذي تتحصل فيه مليشيات فجر ليبيا على دعم خارجي قال مصادر عنه ان مصدره من السودان التى ارسلت طائرات محملة بالاسلحة الي مطار امعيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس.
ورشفانة والتى شهدت معارك عديدة ادت الي وقوعها تحت سيطرة مليشيات فجر ليبيا لاتزال تشهد معارك متفرقة فى الضواحي بين كر وفر دون حسم مرتقب لصالح طرف بعينه ما أدي الي سوء الأوضاع الإنسانية وتدورها بشكل كبير ونقص فى الامدادات الطبية ما ينذر بوقوع كارثة انسانية محتملة.
وفي ظل ماتشهد غرب ليبيا من عمليات عسكرية لازالت المعركة السياسية فى طرابلس مستمرة حيث اتجهت الأنظار الي الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا والتى قامت بتأجيل الحكم في دستورية انعقاد البرلمان بطبرق حيث استأنفت الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا اليوم الأربعاء جلسة النظر في الطعن المقدم من عدد من أعضاء مجلس النواب المقاطعين جلساته وبعض مؤسسات المجتمع المدني عن عدم دستورية انعقاد جلسات مجلس النواب في مدينة طبرق، حيث قررت حجز الحكم إلى جلسة غدٍ الخميس.
واستمعت المحكمة خلال الجلسة التي تم نقلها على الهواء مباشرة من مقر المحكمة بطرابلس إلى محامي الطرفين ونيابة النقض، والطعن 61/13 بشأن قانون انتخاب مجلس النواب.
وفي شرق ليبيا التى ليست بأفضل حال عن غربها تشهد عمليات عسكرية مابين الجيش الليبي والمليشيات الإرهابية من جماعة انصار الشريعة والدروع ووبعض الفصائل الاخري التى تعمل خارج اطار رئاسة الأركان الجيش الليبي حيث تشهد انتهاكات وجرائم واسعة النطاق، ما دفع باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان إلى إدانة الاستهداف الممنهج للمدنيين والإعلاميين، والأعمال الانتقامية، واغتيالات رجال الأمن والجيش في مدينة بنغازي، لافتةً إلى أن هذه التجاوزات ترقى لمصاف جرائم حرب.
كما حملت المنظمة جماعة أنصار الشريعة ومسلحي الدروع مسؤولية الأعمال العدائية ضد المدنيين، ما أدى إلى هروب عشرات الشباب خارج البلاد.
ولازالت العمليات العسكرية مستمرة فى بنغازي فى كثير الاحياء والمناطق ولاتزال عناصر انصار الشريعة تستخدم البيوت والمؤسسات التابعة للدولة للتصدي للجيش وهو ما أدي الي وقوع عشرات القتلي والجرحي وتعرض المستشفيات الي الهجوم ما قد يؤدي الي وقوع كارثة انسانية فى المدينة التى تشهد بالاضافة الي نقص فى المواد الغذائية وانفلات فى مناطق عديدة ادي الي تفاقم عمليات النهب والسرقة.
وفي سياق اخر كشف نائب رئيس البرلمان الليبي المنتخب، محمد شعيب، أمس الثلاثاء، أن البرلمان سينقل مقره عما قريب إلى مدينة بنغازي ما إن تعيد وحدات الجيش الأمن إلى تلك المنطقة.
وستكون هذه هي المرة الثانية التي يغير فيها أعضاء البرلمان الليبي مقره بعد أن انتقلوا للعمل في طبرق منذ أغسطس الماضي عقب سيطرة ميليشيات مسلحة خارج سيطرة الدولة وصفها الكثيرون بالارهابية على العاصمة طرابلس، مقسمةً بذلك ليبيا فعليا الي قسمين.
وألقت اللجنة بالمسؤولية القانونية على شخصيات سياسية وإعلامية، من بينها حكومة عمر الحاسي غير المعترف بها، وقيادة ميليشيات "فجر ليبيا" وأعضاء المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، والمفتي الصادق الغرياني، الذين يمنحون، بحسب اللجنة، الغطاء والمبرر للأعمال الإرهابية.
وفي جنوب ليبيا البعيد عن عدسات الإعلام واخبار الصحف تجددت الاشتباكات بين مسلحي "التبو" و"الطوارق" يوم الثلاثاء، في أنحاء متفرقة بمدينة "أوباري"، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وذكرت مصادر أن الوضع الانساني حرج للغاية بالمدينة التي انهكها القتال، وتعاني من نقص حاد في المواد الأساسية كالمواد الغذائية والوقود والأدوية المتعلقة بمرضي الكلى والضغط والسكري، إضافة إلى تواصل انقطاع التيار الكهربائي على فترات.
يذكر أن المدينة تشهد توترا شديدا بين مسلحي التبو والطوارق منذ فترة، وفشلت كل جهود المصالحة في وضح حد لها.
وفي وقت سابق أكد وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان في حوار مع إذاعة فرانس انتار نشر أمس 28 أكتوبر أن "العمليات الإرهابية" شمال مالي تصاعدت خلال الفترة الأخيرة، لكن تبقى أقل وطأة من عمليات بداية 2013 ، مضيفا أن "الجماعات الإرهابية" في المنطقة تريد أن تستعيد مواقعها، بعد أن تزودت بقدر كبير من الأسلحة القادمة من جنوب ليبيا.
وأكد لودريان أن القوات الفرنسية المتمركزة في المنطقة بدأت منذ أيام في القيام بعمليات تحد من قدرات هذه الجماعات.
وقلل لودريان من خطر هذه التحركات، معتبرا أن الوضع اليوم في مالي أفضل بكثير مما كان عليه سنة 2013.
كما أكد أنه من الضروري التحرك على مستوى "إقليمي" لأن الروابط تأكدت بين مختف "الجماعات الإرهابية" في منطقة الساحل، التي تتزود بالأسلحة والعتاد من جنوب ليبيا.
ويشدد لودريان أن من الضروري رفع عدد أعضاء البعثة العسكرية الأممية في شمال النيجر، مثنيا على وصول جنود هولنديين وسويديين.
ويقر لودريان أن الجنوب الليبي هو المصدر الأول لحالة الاضطراب التي تعيشها منطقة الساحل، حيث تحولت المنطقة إلى محضنة للإرهابيين ومحطة للتزود بالسلاح والعتاد، مضيفا "سيأتي يوم يطرح فيه الوضع جنوب ليبيا على طاولة النقاش".