ذكرت وكالة الأنباء البريطانية، في مقال صدر بتاريخ 2 أكتوبر 2014، أن ليبيا تعيش الآن على وقع حكومتين وبرلمانين، يدعم كلا منهما مجموعات من المقاتلين والعناصر المسلحين، وهي الآن على شفا حرب أهلية، وبعيدة كل البعد عن الديمقراطية التي أملت فيها، قبل ثلاثة سنوات من الآن.

ففي مدينة طبرق، أين يتواجد مجلس النواب الليبي، يناقش النواب الإجراءات المالية والقوانين على غرار قانون مكافحة "الإرهاب"، ولكن في الحقيقة، ليس بإمكان هؤلاء النواب أو حكومتهم القيام بالكثير لتطبيق ما يناقشونه، فقد قام تحالف مصراتة بإحياء المؤتمر الوطني العام في طرابلس، الذي قام بدوره بتعيين حكومة تقول هي الأخرىأن لها الشرعية السياسية.

وخلافا لبرلمان طبرق، استطاع تحالف مصراتة،  أن يعزز مكانته عبر السيطرة على الوزارات والمؤسسات الليبية ، على غرار وزارة الخارجية ومحطة التلفزيون الليبي، وقامت حكومة طرابلس، التي أطلقت على نفسها "حكومة الإنقاذ الوطني"، بجملة من الإجراءات، حيث أعلنت عن مساعدات للعائلات المحتاجة.

وقد نددت السلطة الإسلامية العليا في ليبيا، -الواقعة حاليا تحت سيطرة الحكام الجدد في طرابلس-، بمطالبة برلمان طبرق التدخل الأجنبي والمساعدة من قبل الدول الأجنبية.

واعتبرت رويترز أن الصراع في ليبيا يعد جزءا من صراع أوسع في أكبر دولة منتجة للنفط في إفريقيا، تتنافس فيها القبائل والإسلاميون وقوى أكثر اعتدالا، اشتركوا في الإطاحة بالقذافي.

ولكن بالنسبة لبعض النواب، طبرق ليست فقط مكانا للعمل ولكن أيضا المكان الآمن الأخير في ليبيا، ويقيم النواب في نزل دار السلام مع عائلاتهم، على حساب ميزانية الدولة الليبية، بمجموع يقدر بـ47 مليار دولار.

وأشارت رويترز إلى أنه منذ سيطرة تحالف مصراتة على طرابلس، أصبحت ليبيا مجزأة، وتسيطر على أجزاء من غرب ووسط ليبيا قوات مسلحة من مصراتة، وتقف مدينة بنغازي بين طرفي الصراع، هذا وتم تجاهل الجنوب الفقير والمهمل إلى حد كبير، حيث تحكمه القبائل المتنافسة.

وبينت الوكالة أن المجلس كافح من أجل إيجاد أرضية مشتركة بين نوابه، فقد احتاج لأسبوعين للتوافق على الحكومة الجديدة، كما أن هناك التباسابشأن تحالف المجلس مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر في محاربة إسلاميي بنغازي.

وتعرف طبرق حاليا توافد 5 آلاف وافد جديد، حسب عضو المجلس المحلي، فرج ياسين،مؤكدا أن الحجوزات الجوية في مطار المدينة مستوفاة،  وتقوم شركة بريطانية ببناء مجمع مؤمن لاستيعاب الزائرين الدبلوماسيين من طرابلس.