توالى على حكومات ليبيا المؤقتة بعد 17 فبراير 2011، خمس حكومات، وإذا أضفنا لها حكومة أبوشاقور التي لم تحظ  بثقة المجلس الوطني، ستكون ست حكومات. يبدو العدد كبيرا في فترة زمنية امتدت من مارس 2011 إلى الآن. هنا، يصف الإعلامي والحقوقي حسن الأمين رئيس تحرير موقع ليبيا المستقبل، والذي يعرفهم عن قرب، كل واحد منهم في جملة واحدة.

 

العلماني

 

 

 

 

 

 

 

محمود جبريل (62 عاماً) افتتح القائمة، التي طالت في فترة وجيزة. يصفه حسن الأمين: "تسمع منه حلو الكلام، ولا ترى كثير الأفعال. منظر أكثر منه منفذ. يحتمي بماضيه، ويخشي من مستقبله". في 23 مارس 2011، أصبح خبير التخطيط الدولي ومستشار القذافي السابق، الدكتور جبريل رئيساً للمكتب التنفيذي التابع للمجلس الوطني، وهو منصب يساوي منصب رئيس الوزراء. واكتسبت حكومته الشرعية باعتراف دولي، باعتبارها الحكومة الشرعية الوحيدة لدولة ليبيا. وهو الآن رئيس كتلة تحالف القوى الوطنية، أكبر ائتلاف في المؤتمر الوطني. اقترنت سمعة جبريل بالعلمانية. جبريل نفسه اضطر للاعتراف بأنه علماني مسلم. ولكن الإسلاميين استغلوها ضده، وانتهت فترته في نوفمبر 2011.

 

الأكاديمي

 

 

 

 

 

 

 

عبد الرحيم الكيب (64 عاماً)، أول من رأس الحكومة الانتقالية. ترك ليبيا عام 1976، وانضم للمعارضة الليبية في الخارج. يقول الأمين: "أدرك منذ البداية من يحكم على الأرض، فراهن على تدخل السماء. ولم يكن الوقت وقته". شكل "حكومة تكنوقراط". ويُسجل له أنه أول من صرح بأن هناك "قوة عليا" تحكم البلاد. ولكن الكيب كان أقرب للإسلاميين من غيرهم. قال مراراً إن "الشريعة لا تعني التطرف، والإسلام دين وسطي بطبيعته ، وليس تطرفا أبدا أن تطبق الشريعة بطبعها الحقيقي".

 

المهندس

 

 

 

 

 

 

مصطفى أبو شاقور، (63 عاماً)، فقد المنصب قبل أن يمارسه، فأصبح رئيس الحكومة الذي لم يرأس أية حكومة. كان نائباً لعبد الرحيم الكيب،  ومن معارضي نظام القذافي في الخارج منذ الثمانينات. يصفه الأمين: "مثل الشاعر الذي قتلته أبياته. قدرة هائلة لم يحسن إخراجها". مساء أحد أيام سبتمبر 2012، انتخب المؤتمر الوطني العام الليبي أبو شاقور، مرشح الجبهة الوطنية المحسوب على التيار الإسلامي، رئيسا للحكومة، لكن المؤتمر حجب الثقة عن تشكيلة الحكومة الثانية التي قدمها أبو شاقور،  وشملت عشرة وزراء فقط، ما يعني عمليا إنهاء تكليفه.

 

المحامي (الألماني)

 

 

 

 

 

 

علي زيدان (64 عاماً)، تولى رئاسة الحكومة يوم 14 نوفمبر 2012 واستمر إلى 11 مارس 2014. الأمين يقول: "سياسي أكثر من اللزوم. صلب وعنيد ومحارب، لكنه لا يحسن استغلال الفرص". أقام  زيدان كمعارض جزءا من حياته في ألمانيا، ولذلك يلقبه الشارع الليبي بــ"الألماني" من باب التنكيت. اشتغل دبلوماسياً تحت لواء القذافي قبل التحاقه بالمعارضة في 1980. عمل محامياً مدافعا عن حقوق الإنسان وعضوا مؤسسا للرابطة الليبية لحقوق الإنسان في جنيف. اختطفته ميلشيا مسلحة من فندق يقيم فيه، وكان خبرا أبهر العالم. كان فشل الحكومة في منع ناقلة نفط- تحمل علم كوريا الشمالية- من مغادرة ميناء السدرة محملة بالنفط، الحدث المباشر الذي أسقط زيدان من مكانه.

 

العسكري (النيجيري)

 

 

 

 

 

 

عبد الله الثني (64 سنة)، رأس الحكومة لأسبوعين. كان وزيراً للدفاع في حكومة زيدان. انتشرت صورة جواز سفره الليبي على الانترنت، بعد أن قيل إنه "نيجيري"، إذ ولد في نيجيريا. اعتقل مرارا في عهد القذافي. يصفه الأمين: "يتعامل مع الأحداث ببساطة مفرطة ولا يشارك في صنعها. مهمة تسيير الأعمال تناسبه جداً جداً". استقال الثني، موضحاً السبب في تعرضه لهجوم مسلح أثناء مرافقته أسرته، معتبراً أنه لا يريد أن يكون "سببا في الاقتتال بين الليبيين".

 

رجل الأعمال (المصراتي)

 

 

 

 

 

 

 

أحمد معيتيق (42 عاماً)، انتُخب في 4 مايو الجاري، رئيسا للحكومة. أصغر من شغل المنصب منذ 17 فبراير. هو ابن شقيقة "القيادي" المصراتي عبد الرحمان السويحلي، الذي يرأس كتلة نيابية في المؤتمر الوطني. يقول الأمين: "شباب وحيوية وخبرة في إدارة الأعمال.. أما إدارة الدولة، فقد يأتي بجديد "محدود التأثير". هذا إذا لم يتكرر سيناريو أبوشاقور". هناك علامات استفهام حول فوزه في التصويت الذي لم  ينجح فيه إلا بعد الجلسة الرابعة. ورغم أنه مستقل فإن مصادر مختلفة تشير إلى قربه من الإسلاميين.