ذي نيويورك تايمز

قال الكاتب دايفيد كيركباتريك، في مقال نشرته صحيفة ذي نيويورك تايمز بتاريخ 20 ديسمبر 2013، انه لأول مرة منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي في 2011، انسحبت الكتائب المستقلة التي تحتل أكبر المدن في ليبيا وغالبا ما روعت الحكومة المركزية، من الشوارع، بعد أن طردت من قبل احتجاجات السكان ومجموعات مسلحة أخرى.

وأضاف أنه عوض أن ترتاح حكومة علي زيدان الانتقالية لهذا الانسحاب، دخلت ليبيا في مرحلة جديدة من الفوضى، حيث تكافح الحكومة الآن في العاصمة طرابلس من أجل ملئ الفراغ الذي تسبب به غياب الكتائب، التي كانت تؤمن الحماية لعشرات من المنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة.

وأشار إلى أنه في مدينة بنغازي، تعذر على الحكومة التقليل من موجة حملة الاغتيالات والتفجيرات التي يعتقد أنها من صنيع رجال الكتائب المتطرفين الذين أصبحوا يختبؤون تحت الأرض، وأصبحوا الآن يستهدفون قوات الأمن الحكومية.

توسيع النفوذ

كما أصبحت الحكومة غير قادرة على فعل شيء إزاء محاولات القبائل المتناحرة توسيع نفوذها عن طريق قطع إمدادات النفط، بعد أن كانت تعتمد على الكتائب لردع الصراعات الداخلية.

وقال وزير الكهرباء علي محيريق إن "الليبيين يحسون بانتماء قوي إلى قبائلهم أو مناطقهم الأصلية أكثر من إحساسهم بالانتماء إلى الحكومة المركزية أو إلى الأمة الليبية". وألقى المحيريق باللوم  على نظام القذافي الذي قال إنه تصرف في الدولة الليبية كأنها ملكيته الخاصة، "لذلك أنا أحس أن كثيرا من الليبيين يرون ليبيا بطريقة "ما الذي أخذته من الحكومة"؟".

ولئن اختفت أبرز الكتائب من طرابلس وبنغازي فإن، القبائل المختلفة في ليبيا ترسل كتائبها الخاصة لقطع إمدادات النفط والغاز، التي تعتبر أكبر مصادر تمويل الدولة وشريان الحياة بالنسبة للاقتصاد.

صعوبات يومية

وبين الكاتب أن البربر في الغرب يطالبون بالاعتراف رسميا بلغتهم، وقبائل التبو في الصحراء الجنوبية يصرون على التمتع باستقلال ذاتي أكبر. ويقول السكان في شرق ليبيا إنهم يستحقون نصيبا أوفر من عائدات النفط واستقلالا ذاتيا أكبر.

ويقدر مسؤولون في الحكومة الليبية أن قطع إنتاج النفط كلف ليبيا خسائر بأكثر من 7 مليون دولار. وذكر الكاتب أن العاصمة تغرق في الظلام بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والعجز في إمدادات المحروقات، كما ينتظر سواق السيارات ساعات لملئ البنزين. وأشار إلى أن الطرقات السيارة السريعة التي كانت تعج بالسيارات تقريبا خالية، ويقف رجال بأسلحتهم وشاحناتهم لحراسة محطات الغاز لردع الهجومات عليها.

ولاحظ وزير الكهرباء محمد المحيريق أن المشكل الأكبر في ليبيا هو تمسك الكثير من القبائل بالكتائب الخاصة بها، وقال في هذا الصدد "هناك الكثير من الكتائب المنتمية إلى القبائل  خارج طرابلس تملك أسلحة ثقيلة أكثر من الجيش الليبي نفسه"، وأضاف قائلا "إذا تسألهم لماذا لا تلقون أسلحتكم، سيقولون لك إن جيرانهم يملكون الأسلحة ذاتها".

المحرر: دايفيد كيركباتريك