يعتبر النهر الصناعي شريان حياة أساسي للسكان في ليبيا، حيث يمثل النهر رئة ليبيا المائية التي تغذيها بحوالي 60 في المائة من المياه. وهو أضخم مشروع في العالم لنقل المياه الجوفية من الصحراء إلى المدن والمناطق الزراعية.

ومنذ إندلاع الأزمة في العام 2011، بات هذا المشروع الحيوي في مرمى الفوضى، بسبب قيام الجماعات المسلحة بتعطيل ضخ المياه وإستهداف الآبار، وهو ما يتسبب في خسائر مادية جسيمة التي تقدر بالملايين، ناهيك عن أن هذه الإعتداءات تهدد بأزمة في المياه مع توقف الإمداد المائي عن أكثر من مدينة.

جديد هجوم

إلى ذلك، هاجمت مجموعة مسلحة مجهولة الهوية، الأحد، الحقل الغربي بجهاز النهر الصناعي بمنظومة الحساونة سهل الجفارة ودمرت معدّاته بشكل شبه كامل.

وقالت إدارة الجهاز الذي يدير تدفق المياه في ليبيا، في بيان عبر صفحتها بموقع فيسبوك، إن "الهجوم الإرهابي نتج عنه تخريب وسرقة معدات 4 آبار"، مشيرة إلى أن "عدد الآبار المدمرة والخارجة عن الخدمة أصبح 92 بئراً".

وأوضحت أن هذه "الاعتداءات التي تقودها المجموعات الإرهابية المسلحة، تأتي في ظل غياب تام لحماية هذه الآبار الاستراتيجية والحيوية المغذية لمدن الساحل الغربي ومدن جبل نفوسه ومدينة الشويرف والمناطق المحيطه وتردي الوضع الأمني بالمنطقة".

يذكر بأن اجمالي ابار منظومة الحساونة والتي تغطي المنطقة الوسطى والغربية ومنطقة جبل نفوسة 476 بئر وبعد توقف 92 بئر عن الخدمة المتبقي 384 بئر ومعظم الآبار بحاجة الي صيانة وتوربينات ضخ وبحاجة لصيانة محطات الكهرباء التي تقوم بتغذيتها. 

ونشر جهاز تنفيذ وإدارة مشروع النهر الصناعي صورا لآثار الاعتداءات التي حدثت بموقع آبار المياه بالحقل الغربي لمنظومة الحساونة سهل الجفارة، حيث أظهرت أعمال التخريب والتدمير والتكسير التي طالت بنية الآبار الرئيسية.وأكد الجهازأنه ناشد عدة مرات السلطات التشريعية والتنفيذية لحماية هذه الحقول ومكونات مشروع النهر الصناعي، ونبه إلى خطورة هذه الاعتداءات التي ستكون سببا في إيقاف الإمداد المائي إلى تلك المدن.

انقطاع المياه

وفي أعقاب هذه التطورات، توقعت الهيئة العامة للموارد المائية، الإثنين 10 ديسمبر 2018، انخفاض المياه أو انقطاعها عن بعض المناطق في طرابلس، بسبب انخفاض ضغط المياه.

وأرجعت الهيئة انخفاض ضغط المياه إلى تغيير مسار الإمداد المائي بمنظومة الحساونة إلى مناطق طرابلس من المسار الأوسط إلى المسار الشرقي، للقيام ببعض أعمال الصيانة الناجمة عن اعتداءات بعض المواطنين بالتوصيلات غير الشرعية على بعض محطات المنظومة، وفق الصفحة الرسمية للهئية.

وأضافت الهيئة أن فرق التشغيل والصيانة تعمل على عودة الإمداد المائي في أقرب وقت، مشيرة إلى أن كثرة الاعتداءات على مسارات النهر وكذلك حقول الآبار يهدد إيقاف الإمداد المائي على العاصمة.

هذا وتأتي الإعتداءات من قبل المجموعات الإرهابيه المسلحه في ظل غياب تام لحمايه المنشآت العامة، وكانت إدارة النهر الصناعي قد ناشدت عدة مرات السلطات التشريعية والتنفيذية لحماية هذه الحقول ومكونات مشروع النهر الصناعي منبهة خطورة هذه الاعتداءات التي ستكون سبباً في إيقاف الامداد المائي.

وسبق أن حذرت منظمة "يونيسف"، من الأعمال العدوانية التي تستهدف منظومة جهاز النهر الصناعي في ليبيا. وأشارت المنظمة في بيان لها نشره مكتب اليونيسيف في ليبيا على صفحته على "فيسبوك" في 16 تموز/يوليو الماضي، إلى أن "النهر يعد أكبر مصدر للمياه في ليبيا، ويساهم بنسبة 60 في المئة من إمدادات المياه للأطفال والعائلات في جميع أنحاء البلاد".

وأضافت المنظمة، أن "وصول المياه الذي يعد حقا أساسيا من حقوق الإنسان، يجب أن يكون في طليعة الأولويات الحكومية بحسب شرعة حقوق الإنسان. وفي ليبيا، أطراف الصراع مسؤولة عن وقف الهجمات على مرافق المياه".

ورغم التحسن الأمني الذي شهدته ليبيا منذ نهاية العام الماضي، فإن الاعتداءات على منظومة النهر الصناعي تواصلت وبشكل كبير خلال الأشهر الماضية بسبب تواصل حالة الفوضى وانتشار الجماعات المسلحة التي تستغل غياب سلطة الدولة والقانون لتمارس أنشطتها التي تستهدف المنشآت الحيوية في البلاد.

ويعد النهر الصناعي من المشروعات التي تعتمد عليها ليبيا لنقل المياه الجوفية من الصحراء إلى المدن والمناطق الزراعية.ويرى مراقبون أن إستمرار الإعتدءات على منظومة النهر الصناعي، من شأنه أن يخلق أزمة مي