استعرضت صحفية لوفيغارو الفرنسية اليومية مجمل الموقف الليبي إزاء التوجه الأوروبي للتعامل مع مهربي البشر في البحر المتوسط، والساعي إلى تشكيل قوة عسكرية مشتركة لضرب زوارق المهربين، وهو الموقف الذي رفضته الحكومة الليبية الموقتة. وأشارت الصحفية في مقال تحت عنوان "ليبيا تحمِّل المسؤولية لأوروبا"، إلى أن العملية التي أقرها الاتحاد الأوروبي في 18 مايو الماضي من أجل إنهاء نشاط مهربي البشر في البحر الأبيض المتوسط حققت المستحيل بتوافق جميع الأطراف الليبية المتصارعة على رفض المخطط الذي تعتبره غير مناسب.

ونقلت الصحيفة عن الناطق باسم الحكومة الليبية الموقتة المعترف بها دوليًا حاتم العريبي أن الخيار العسكري غير إنساني، مشيرة إلى أن حكومة الإنقاذ الوطني التابعة لما يعرف بـفجر ليبيا اعتبرت أيضًا أن الحل الأوروبي غير مناسب. وأشارت إلى تزايد عمليات توقيف المهاجرين قبل ركوبهم الزوارق في الغرب الليبي، لافتة إلى أنه تم اعتقال 600 مهاجر في مزرعة مهجورة بتاجوراء بشرق طرابلس السبت الماضي، وجدت الشرطة بحوزتهم سترات نجاة وتليفونات ساتلايت وأجهزة GPRS، وفق الصحيفة. وأضافت الصحيفة الفرنسية أن من وصفتهم بـ«السلطة في طرابلس الساعية للحصول على اعتراف دولي» عرضت المهاجرين أمام وسائل الإعلام العالمية، من أجل أن تثبت أنها تعمل مستغلةً تلك العملية من أجل توجيه التهمة إلى أوروبا.

ونقلت الصحيفة عن رئيس خفر السواحل في مصراتة الكولونيل رضا عيسى، قوله: نحن مطالبون بمعالجة هذا الملف بجدية، لكن لا أحد يساعدنا. وقال الذي ما زال يتذكر توافد الدبلوماسيين والملحقين العسكريين الأجانب إبان الثورة: كنا نسألهم إذا كانوا سيقدمون لنا المساعدة فكانوا يضعون العقود التجارية على الطاولة. لم يكن همهم سوى المال. وأشار الكولونيل عيسى إلى أن البحرية الإيطالية منعهتم خلال الشهر الماضي ثلاث مرات من تفتيش زوارق صيد إيطالية، لا يعلم ما الذي تنقله هذه الزوارق، لافتًا إلى أن الصحفية الإيطالية نانسي بروسيا شاهدت في شهر مايو بحرية بلادها وهي تمنع عمليات تفتيش زوارق الصيد. وقال الناطق الرسمي لمكتب الهجرة غير الشرعية بطرابلس محمد أبوبريدا، وفق الصحيفة الفرنسية، إنه مقتنع بوجود علاقات قوية بين المهربين والمافيا الإيطالية، مشيرًا إلى أنه لاحظ المهربين الليبيين الذين يمتلكون علاقات في إيطاليا لا يواجهون أي مشكلة لدى نقلهم المهاجرين، لافتًا إلى أنهم يدفعون لقاء الحماية ودائمًا تصل زوارقهم بأمان".