ألهمتنا كتب وقصص البحار و حتى الأساطير التي زرعت فينا تشويقا خاصا لسرد حياة قراصنة البحار في أزمنة غابرة ، بطولات و مغامرات اختلفت حسب المكان و الزمان ، لكننا لم نكن نتوقع يوما أن تعود الينا تلك الأحداث لنعيشها اليوم و تردنا تقارير من هنا و هناك عن فصل جديد من لعبة قراصنة مع تحديث جديد هو  قراصنة الجو و الكمامات ، البطل الخارق فيها هو ذلك الجزيء الصغير الذي ازال الستار على عار الأمم الكبيرة  إنه وباء كورونا  

بداية ، اشتكى مسؤولون محليون فرنسيون من عدم وصول شحنات أقنعة طبية واقية طلبتها بلادهم من الصين، متهمين مشترين أمريكيين بدفع أسعار مضاعفة لتحويل وجهة هذه الشحنات إلى بلادهم قبيل إقلاعها من المطارات الصينية.

حيث قال جان روتنر رئيس منطقة غراند إيست الفرنسية إحدى أكثر مناطق البلاد تأثرا بوباء كوفيد-19، إن شحنات أقنعة طبية كان يفترض أن تتوجه إلى فرنسا بعد أن تم شراؤها من الصين، يقوم أمريكيونبشرائها على مدارج المطارات الصينية قبل إقلاع الطائرات لتسليمها.

لاحقاً، أعترفت جمهورية التشيك بالاستيلاء على شحنة كمامات من الصليب الأحمر من مقاطعة تشجيانج الصينية الى العاصمة الايطالية روما، وأفادت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية بأن جمهورية التشيك قامت بالاستيلاء على شحنة من المعدات الطبية 680 الف قناع واجهزة تنفس ، كانت موجهة من دولة الصين لدعم إيطاليا لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

واعترفت وزارة الداخلية التشيكية، مبررة الامر بأنه “سوء فهم”، مؤكدة بأنه لا مجال لإعادة المعدات بعدما تم توزيعها على المستشفيات في البلاد.

وفي سياق ذي صلة، اختفت شحنة تضم 6 ملايين قطعة من الكمامات للحماية من فيروس كورونا، كانت تستعد للتوجه إلى ألمانيا من مطار بكينيا.

مجلة “دير شبيغل” الألمانية قالت أن الكمامات من طراز” FFP2 ” اشترتها وزارة الدفاع من إحدى الجهات دون تحديدها، مشيرة إلى أن الشحنة التي كانت في طريقها إلى ألمانيا اختفت في أحد المطارات بكينيا.

ولفتت المجلة إلى فتح السلطات المعنية تحقيقا حول اختفاء شحنة الكمامات التي كان من المقرر أن تصل البلاد في 20 مارس.

وأكدت متحدثة باسم وزارة الدفاع الألمانية النبأ، مشيرة إلى أن شحنة الكمامات تشكل جزءًا من إجمالي المستلزمات الصحية المطلوبة التي أبرمت بشأنها صفقة، بحسب المصدر ذاته.

 بين هذا و ذاك اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي و حتى المواقع الاخبارية التي عجت بأنباء عديدة حول قرصنة شحن هنا و هناك ، فبين مكذب و مستنكر  ، تكذب دول و تسابق أخرى في اعلان دعمها الاستراتيجي لبناء تحالفات اقتصادية و سياسية جديدة لضمان مكانة ترتيبية بين القراصنة الكبار و تحفظ ماء الوجه أمام شعوبها ، قبل أن تنجلي حقيقة الصراع الدولي القائم على زعامة كرسي الريادة في لعبة القراصنة  بالنسخة الحديثة .