بالتزامن مع انسحاب القوات الأميركية والبريطانية من ليبيا عقب الإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي، بدأ يواجه رئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون موجة من التساؤلات بشأن الدور الذي تقوم به بريطانيا لبلد يتحمل الغرب جزء من مسؤولية الأزمة التي يعيشها في الوقت الراهن.

وعلقت على ذلك صحيفة التلغراف البريطانية في سياق تقرير مطول لها بهذا الخصوص بقولها إن ليبيا تشهد الآن حالة من التمزق نتيجة حرب كوميدية مع مجموعة جنرالات هواة، وهي الحرب التي لم يفعل الأميركيون شيئاً من أجل محاولة إيقافها أو وضع حد لها.

وأضافت الصحيفة أن الأمر لا يمكن تحميل أميركا مسؤوليته، لأن ليبيا ليست لعبة من لعب واشنطن، بل تقع المسؤولية الأكبر بشأن ما حدث في ليبيا على دافيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا، ونيكولا ساركوزي، رئيس فرنسا السابق، الذين دفعا أوباما، الذي يتسم بطبيعته الانعزالية الغريزية، لينضم لمساعيهما الخاصة بالإطاحة بالقذافي في 2011.

ومضت الصحيفة تشير إلى بدء قيام الثوار المسلحين، الذين كانوا يحظون من قبل بدعم كاميرون، بقصف مستودع الوقود الرئيسي في طرابلس، لتخرج بعدها الحرائق عن نطاق السيطرة، ويلقى العشرات حتفهم في معارك اشتعلت في كل من طرابلس وبنغازي والجزء الشرقي.

ولفتت التلغراف إلى أن السفير البريطاني لدى ليبيا، مايكل آرون، يجري مفاوضات الآن بين ممثلي الثوار السياسيين وبين باقي المشاركين فيما ينظر إليها باعتبارها حرب من أربعة جوانب.

ولم تغفل الصحيفة الإشارة إلى الحقيقة التي تتحدث عن دراية جهاز الإم آي 6 التامة بالأوضاع في ليبيا، من خلال عمله السابق مع جماعات المعارضة الموجودة في المنفى. فضلاً عن قيام القوات الجوية البريطانية الخاصة بتدريب القوات الخاصة التابعة للقذافي.

وختمت الصحيفة بتأكيدها أن مثل هذه السياسات التي تتبعها الدول الكبرى في هكذا مواقف عبارة عن عَرَض أكثر منها ديمقراطية نقص الانتباه الخاصة ببريطانيا، مشيرةً إلى عدم وجود إجابات سهلة في ليبيا، في ظل تشابك النظريات والسياسات والخطط الخاصة بالدول.