كلثوم كنو الرئيسة السابقة لجمعية القضاة التونسيين التي غادرت كرسيها لتضمن التداول على المسؤولية في جمعية القضاة هي المرأة الوحيدة والأولى التي ستخوض السباق الرئاسي  ، وهي تطرق باب قصر قرطاج بالكعب العالي في سابقة هي الاولى في تاريخ تونس الجديدة الذي يمتد على ستة عقود ٠

اعلان ترشح كنو صاحبته حملة مساندة كبرى جسدتها انشاء صفحات رسمية باسمها على صفحات التواصل الاجتماعي وموقع واب في سابقة فريدة تزامنت مع تزايد مؤشرات نفور التونسيين من الساسة ومن الشأن الوطني، كل هذا جعل من المرشحة المستقلة في سباق الوصول الى قرطاج تؤمن اكثر بحظوظها في الفوز بلقب رئيسة تونس،وتقول في تصريحات صحفية "حظوظي كبيرة وقد اتمكن من تخطي الدورة الاولى من الانتخابات الرئاسية».

هذا الأمل الذي التحف به كلثوم مرده وفق تقديراتها فشل الطبقة السياسية في تحقيق طموحات المواطنين التونسيين و ايضا كما تقول افول نجم الاسماء التي تقدم نفسها للانتخابات القادمة، ولئن لم تنسب كنو لنفسها بطولة التحسيس بالتسجيل او ان اعلان ترشيحها دفع التونسيين للتوجه نحو مكاتب التسجيل فإنها تؤكد عزمها تكريس جهودها لحث المواطن التونسي على القيام بواجبه في الانتخابات التي تعد وفق قولها من اسس بناء الديمقراطية في البلاد.

ويحسب للقاضية كنو أن تزكياتها الشعبية لم تلحقها شبهات التزوير والتدليس ، عكس عديد المترشحين ، الذين يعتبرون أنفسهم كبارا وتسندهم " ماكينات " حزبية ومالية كبيرة ، وهو ما يزيد من احترام الناخبين لها٠

لكن هل يدعم ذلك حظوظها في الفوز وهي التي لم تعرف لها مواقف سياسية وانتماءات حزبية ، ربما في التصاق بطبيعة مهنتها ، عدى مواقفها الشجاعة الداعمة لاستقلالية القضاء وهو ما أغضب منها النظام السابق الذي تعسف عليها كثيراً وإكسبها تضامنا شعبيا وخاصة في الأوساط الحقوقية والمعارضة ٠

عن سؤال الحظوظ  يعتقد قيس سعيد خبير القانون الدستوري والمحلل السياسي  أن " حظوظ كلثوم كنو  تبدو ضئيلة باعتبارها تواجه قطبين سياسيين كبيرين وهما حركة "النهضة" "ونداء تونس"، يحاول كل منهما عبر رسائل إعلامية طمأنة الآخر، وإصبع كل منهما على الزناد، إضافة لأنها تواجه أكثر من ستين مرشحا آخر وبالتالي ورغم سيرة كلثوم كنو ومواقفها المطالبة باستقلالية القضاء قبل وبعد الثورة، فإن حظوظها كغيرها من المرشحين، فمن كان خارج الاستقطاب كان حظه ضئيلا." 

أما الحقوقية نزيهة رجيبة المعروفة في الوسط الإعلامي باسم آم زياد  فقد قالت إنها تساند كلثوم كنو فهي بالنسبة لها مناضلة وإنسانة ذات خلق ورغم أنها رفضت عدة مناصب وزارية ترشحت اليوم للرئاسية للوقوف في وجه فكرة المرشح التوافقي، حسب قول رجيبة، وهي الفكرة التي تقف وراءها "حركة النهضة".

وعن حظوظها في الفوز بمنصب رئاسة الجمهورية قالت رجيبة إن كلثوم ليس لديها "ماكينة" انتخابية تغرر بالناس وتعطيهم وعودا كاذبة وليس لها سند مالي أو رجال أعمال يدعمونها، بل هي تعول فقط على السند الشعبي