تطارد السلطات التونسية منذ نحو عامين مقاتلي كتيبة عقبة بن نافع في مناطق جبلية على الحدود التونسية الجزائرية، خصوصا جبل الشعانبي، الذي يعد معقلا لهذه المجموعة الإسلامية المسلحة، ورغم ذلك أعلنت الكتيبة مبايعتها لخليفة داعش ودعمها لهذا التنظيم الإرهابي متحدية الحكومة ووحدات الجيش والشرطة.

أعلنت كتيبة عقبة بن نافع، وهي مجموعة إسلامية تونسية مسلحة، مبايعتها تنظيم “داعش” الإرهابي، ودعته إلى التحرك خارج سوريا والعراق، بحسب ما أعلن عنه المركز الأميركي لمراقبة المواقع الإسلامية.

وجاء في بيان الكتيبة ما يلي: “الإخوة المجاهدون في كتيبة عقبة بن نافع يدعمون بقوة ويبايعون تنظيم الدولة الإسلامية، ويدعونه إلى التقدم وتجاوز الحدود وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان”.

وتأتي مبايعة كتيبة عقبة بن نافع لتنظيم “داعش” بعد أيام من دعوة فرعي القاعدة في المغرب الإسلامي واليمن، المسلحين الإسلاميين المتطرفين في سوريا والعراق إلى الاتحاد ضد التحالف الدولي الذي بادرت واشنطن إلى تشكيله بهدف القضاء على تنظيم “داعش”.

وأكد مراقبون، تعليقا على خبر المبايعة، أن كتيبة عقبة بن نافع المتشددة تفتح النار على السلطات التونسية وعلى كامل المنطقة المغاربية، لأنها دعت بصريح العبارة تنظيم داعش إلى تجاوز حدود العراق وسوريا والزحف إلى كامل الوطن العربي لإقامة دولة الخلافة ولـ”تحطيم عروش الطغاة” والمقصود بذلك رؤساء الدول والحكام.

وتعتبر كتيبة عقبة ابن نافع، البلاد التونسية، دار حرب والتونسيين من “الكافرين”، لذلك يجوز قتالهم والتنكيل بهم، غايتها في ذلك إقامة دولة الخلافة والإطاحة بمؤسسات الدولة. وكتيبة عقبة بن نافع تعدّ أول تنظيم يتأسس في تونس وله ارتباط بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما له علاقات وثيقة بكتيبة جزائرية متشددة تدعى “الفتح المبين”. يستقطب الشباب المتبني للفكر الجهادي ويتم إرساله إلى ليبيا لتقلي تدريبات عسكرية من أجل القيام بهجمات إرهابية في تونس فيما بعد.

واكتشفت وحدات الأمن كتيبة عقبة بن نافع بعد أن قام أحد عناصرها بإطلاق النار على شرطي في منطقة فريانة من محافظة القصرين (غرب تونس)، وظهر للعلن كتنظيم خطير يهدد أمن تونس إثر تنبيه رسميا الهجمات الإرهابية التي طالت منزل وزير الداخلية لطفي بن جدو ووحدات الجيش في جبل الشعانبي.

يذكر أن هجوما إرهابيا بقذائف “الإر بي جي”، استهدف نقطتين متقدمتين للجيش الوطني التونسي بجبل الشعانبي مما أسفر عن استشهاد 17 عسكريا وجرح 23 آخرين في حصيلة هي الأثقل في سجل المواجهات التي جرت خلال الأشهر الماضية بين قوات الجيش والأمن الوطنيين من ناحية والمجموعات الإرهابية المتحصنة بالجبل من ناحية أخرى.

ونشرت العناصر الإرهابية، صورا للعملية على صفحة كتيبة عقبة بن نافع في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وتوعدت بعمليات أخرى أكثر دموية، وبتوجيه ضربات جديدة إلى الأمن والجيش وبتوسيع نطاق عملياتها لتشمل المدنيين المعارضين لتطبيق الشريعة ولدولة الخلافة.

وقد أكدت تقارير استخباراتية جزائرية وتونسية أن كتيبة عقبة ابن نافع التي نفذت الهجوم على الجنود التونسيين تلقت تدريبا في المعسكرات التي يشرف عليها مختار بلمختار في ليبيا.

وتشير التقارير إلى أن المجموعة التي قامت بالاعتداء دخلت من ليبيا قبل نحو شهرين فقط والتحقت بخلية جبل الشعانبي، قبل أن تستفيد في وقت لاحق من شحنة أسلحة مهربة من ليبيا عبر مركبتين رباعيتي الدفع.

وأفادت التحريات الأولية، استنادا إلى شهادات بعض المتشددين الذين تمّ إلقاء القبض عليهم في تونس، أن الجهادي الجزائري مختار بلمختار يتواصل بكثافة مع المكنى خالد أبو العباس، قائد الجماعات التكفيرية المسلحة في تونس، وأن بلمختار أشرف بنفسه على تدريب مقاتلين سلفيين جــهاديين وإرســالهم إلى الأراضي التونــسية.

الجدير بالذكر أن الحكومة التونسية فشلت إلى حدّ الآن في القضاء على الإرهاب وتفكيك التنظيمات الجهادية الضالعة في أعمال العنف الممنهج، ويعاب على الحكومات المتعاقبة خصوصا حكومة حركة النهضة الإخوانية تساهلها مع المتشددين وعدم القيام بإجراءات حازمة لمكافحة الإرهاب واجتثاثه، ممّا أدّى إلى تغلغل كتائب الجهاديين في الجبال وإعلانهم حربا مفتوحة على وحدات الجيش والشرطة.

كتيبة عقبة بن نافع:

* جماعة مسلحة متشددة في تونس

* لها علاقة وثيقة بكتيبة الفتح المبين الجزائرية

* أول كتيبة مرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي

* تبنت الهجوم على منزل وزير الداخلية التونسي

* نفذت هجوما دمويا على وحدات الجيش في جبل الشعانبي أسفر عن مقتل 17 جنديا

* تستقطب الشباب المتبني للفكر الجهادي

* تلقت عناصرها تدريبات في ليبيا بمعية مختار بلمختار

 

 

*نقلا عن العرب اللندنية