كتاب من تأليف الدكتورين: الليبي عبد الكريم الزيّاني، والجزائري ساعد ساعد، وكما جاء في التقديم هو محاولة جادّة لفهم التّغيّرات الّتي صاحبت الصّحافة الرّقميّة منذ بداية اعتمادها على الوسائط المتعدّدة والوسائط الفائقة في العمل الصّحفيّ، وصولا إلى مرحلة توظيف الذّكاء الاصطناعيّ والرّوبرت في إنتاج المادّة الصّحفيّة.

وقد أولى الكاتبان عناية فائقة بتتبّع أثر هذه التّكنولوجيّات على شكل الصّحافة الرّقميّة ومحتواها، وعلى طرق معالجتها للأحداث، وكيف مكّنت هذه التكنولوجيّات وسائل الإعلام من مواكبة التّغيّرات الّتي طرأت على طُرق استهلاك المتلقّي للمنتوج الصّحفيّ في هذا العصر الرّقميّ. ويرصد الكتاب الكيفيّة الّتي أثرت بها التّكنولوجيا الجديدة على الصّحافة الرّقميّة، وآليّات توظيف الممكنات التّكنولوجيّة في سبيل تجديد شكل المادّة الصّحفيّة المُنْتَجَةِ ومحتوياتها، وفي سبيل استدامة قدرة الصّحافة على التكيّيف مع المتغيّرات التّقنيّة المتجدّدة في كل يوم.

لقد دأب الأكاديميّون والمتخصّصون على إطلاق العديد من المصطلحات والتسميات على العمل الصّحفيّ الذي يعتمد على التكنولوجيّات الحديثة مثل: صحافة الوسائط المتعدّدة، صحافة الموبايل، صحافة البيانات، صحافة الذّكاء الاصطناعيّ... وغيرها. وهذه التسميّات ليست سوى تعبيرات مجازيّة، لا تعني بأيّ حال من الأحوال وجود صحافة أخرى مستقلّة بديلة عن الصّحافة المعروفة في العالم. بل هي تسميات تحمل إشارة إلى توظيف التّكنولوجيا في إنتاج العمل الصّحفيّ لصالح الصّحافة الرّقميّة التي تبقى الوعاء الإعلاميّ والمرجعيّ الحاضن لكل تلك التسميات التي سبقت الإشارة إليها.
إنّ توظيف تكنولوجيا الاتّصال والحوسبة ساهمت بشكل كبير جدا في إنتاج مضامين صحفيّة رقميّة تختلف باختلاف التّقنية المستخدمة في تجميع الأخبار وصياغتها وعرضها في الصّحافة الرّقميّة. فقد تميّزت كلّ واحدة من هده التّكنولوجيّات بخصائصه محدّدة انعكست بشكل كبير على طرق جمع المادّة الصّحفيّة وتحريرها وعرضها في المنصّات والمواقع الإخباريّة.
في موضوع ذي صلة، تلقى الدكتور زياني دعوة من جامعة الزنتان لعضوية اللجنة العلمية للمؤتمر العلمي حول الممارسة الإعلامية في تغطية الأزمة الليبية. وحسب تدوينة نشرها على جداره، وصف هذه الدعوة بكسر "طوق الاقصاء المتعمد" الذي رضته أقسام الإعلام الليبية" على مشاركته "في مؤتمراتها ومناقشتها".
وتأتي هذه الاتفاتة في سياق المصالحة الوطنية والتحول الإيجابي الذي تعيشه ليبيا كبلد يتسع لكل الليبيين دون إقصاء.