مدينة مصراتة.. إحدى أكبر المدن الليبية وتكمن أهميتها ليس فقط بسبب مساحتها وعدد قاطنيها وإنما لدورها خلال أحداث 2011 والسنوات الثمانية التي أعقبتها كما أن بها عدد كبير من التشكيلات المسلحة التي تشارك في الحروب حتى خارج المدينة كحرب طرابلس وسرت.. لمعرفة واقع المدينة العسكري ورؤيتها لسبل تحقيق السلام التقينا رئيس المجلس العسكري لثوار مصراتة سابقا ووزير الجرحى الأسبق رمضان زرموح.

كيف تنظر إلى دور مدينة مصراتة في المرحلة القادمة؟

مدينة مصراتة من المدن الكبرى في ليبيا وكان لها دور ريادي في أحداث 17 فبراير وكنا نسعى لأن تكون ليبيا دولة مدنية ديمقراطية إلا أن البلاد دخلت مرحلة صراع على السلطة وكل ما نهدف إليه الآن هو إقرار دستور توافقي بين مختلف أطياف الشعب الليبي وتفعيل القوانين وإجراء انتخابات حرة نزيهة.

وهل ترى أن ذلك يمكن أن يحدث قريبا؟

أعتقد أن هناك أطراف تسعى لإطالة عمر الأزمة فكان يمكن العودة لدستور المملكة بعد تعديله كما كان يمكن الوصول بليبيا لبر الأمان لكن المشكلة أن من شاركوا في الأحداث عام 2011 ليسوا هم الموجودين في المشهد الآن ما يعني أن الثورة سرقت.

هناك اتهامات لبعض الأطراف في مصراتة بالتسبب في إطالة أمد الأزمة في ليبيا؟

هذا الكلام غير صحيح فخلال العام 2014-2016 كنت رئيسا لمجلس الوفاق الوطني وقمنا بعقد اجتماعات في مختلف المدن ومع مختلف الأطراف بهدف الصلح وحقن الدماء ووقف الحروب لكن السلطات التنفيذية لم تستجب لطلبات وتوصيات المجلس الذي عمل بدون دعم مادي.

لمن كان يتبع هذا المجلس وما مصيره؟

كان يتبع لمؤسسات المجتمع المدني وقوامه 150 عضوا وله هيكل تنظيمي يراعي التركيبة المناطقية في ليبيا إلا أن عمله توقف بسبب عدم الاستجابة لمطالبه وتوصياته وعدم الاكتراث لدوره. 

بعد 8 سنوات كيف هي أوضاع المسلحين الذين شاركوا في أحداث عام 2011 ؟

هناك من يسعى لتشويه صورة من شاركوا في الأحداث ضد النظام السابق وإظهارهم على أنهم مليشيات.

أليسوا كذلك؟

بعضهم اضطرته الظروف ليكون كذلك إلا أنهم في المجمل شباب تنادوا لتغيير النظام ولكن بعد العام 2011 لم تتم عملية إعادة بناء القوات المسلحة ووزارة الدفاع التي يمكنها أن تستوعب هؤلاء الشباب كما أن التعيينات العشوائية جعلت إدارة القوات المسلحة ضعيفة مخلخلة.

ما صحة ما يتردد حول وجود أكثر من 200 مجموعة مسلحة في مصراتة.

نعم يوجد في مصراتة هذا العدد من المجموعات المسلحة؟

من يضمن ضبط هذه المجموعات؟ وكم قوامها؟

أعدادها تقدر بعشرات الآلاف وبعد الأحداث انضموا للمنطقة العسكرية الوسطى والتي يوجد بها عسكريين منضبطين وانضت إليهم القوات المساندة التي كانت تقاتل عام 2011 إلا أنه لم يتم تنظيمهم بسبب ضعف وزارة الدفاع التي فشلت في استيعابهم وبقوا في تشكيلات مسلحة.

هل هم مليشيات؟

لا إنهم مقاتلين بزي عسكري ولهم رواتب ويتبعون سلطة الدولة.

من قائدهم؟

فائز السراج القائد الأعلى للجيش المعترف به دوليا.

هل ينفذون جميعا أوامر السراج وهل يملك القدرة على إيقافهم أو استبدالهم كأي قائد عسكري في العالم؟

هناك مشكلة ثقة بعد تعيين بعض القيادات المشكوك في أمرهم من حيث كانوا خصومنا  عام 2011  ولابد من التأكيد على أن ضعف القيادة ورئاسة الأركان هو السبب في عدم وجود برنامج لدمج هؤلاء المقاتلين

هذا يعني أن كل تشكيل مسلح يفعل ما يريد؟

ليس لهذه الدرجة فعندما تم تشكيل غرفة عمليات من المجلس الرئاسي انضموا لها ويقاتلون الآن في العاصمة طرابلس بموجب تعليمات وأوامر عسكرية

هل هؤلاء المقاتلين ملتزمون بالسمع والطاعة المطلقة لقيادة واحدة؟

هناك أزمة ثقة كما أن الدولة الليبية تعاني من حالة ضعف ناتج عن تدخل المجتمع الدولي في شؤون البلاد والذي يتحمل نتائج تدهور الأوضاع فبعد العام 2011 لم تقام مؤسسات في ليبيا لتوحد الليبيين تحت قيادة واحدة.

لماذا لم يتم جمع السلاح منهم طالما أنهم غير نظاميين؟

عام 2012 شكلت لجنة لاستلام الأسلحة من هذه الكتائب وبالفعل بدأت عمليات التسليم إلا أننا تفاجأنا بتشكيلات وقيادات سياسية تسعى للانقلاب على مكتسبات فبراير فخاف المسلحين من تسليم أسلحتهم.

بعد 8 سنوات هل مازلت تؤمن أن فبراير كانت ثورة؟

نعم وأهالي مصراتة يتفقون معي في هذا الرأي.

وهل تتوقع أن أهالي القتلى والجرحى والمهجرين والمشردين يتفقون معك؟

عام 2011 كنا نهدف لتغيير النظام ولو كانت النوايا حسنة لتغير الوضع ولتم بناء الدولة خاصة وأن ليبيا دولة غنية إلا أن المواطن الآن يعاني من نقص في السلع الأساسية والفقر والعوز بسبب ضعف الرقابة والمحاسبة وسرقة المال العام.