نشرت وول ستريت جورنال الأميركية معلومات جديدة حول حال زعيم تنظيم "داعش" الوحشي أبو بكر البغدادي الارهابي في مخبئه في البادية السورية، تفيد بأنه هزيل كثيرا وابيضت لحيته.

ابنا: وحصلت الصحيفة على معلوماتها من قيادي عراقي في التنظيم الوحشي يدعى إسماعيل الحيثاوي، مسجون حاليا في العراق بعد إلقاء القبض عليه ب‍تركيا التي قامت أجهزة استخباراتها باعتقاله وتسليمه إلى بغداد.

وأجرت الصحيفة مقابلة مع الحيثاوي -وهو في الـ 47 ، حيث أفاد أنه كان مسؤولا عن إعداد المناهج التعليمية بالمعهد الإسلامي التابع للتنظيم الارهابي بمدينة الرقة السورية، وأنه التقى البغدادي بمخبئه في أيار 2017 في إطار اجتماع موسع لقيادة التنظيم الارهابي، مؤكدا أنه كان مقربا من دائرة صنع القرار فيها ولكنه لم يكن جزءا منها.

وحول مكان الاجتماع، قال إنه في البادية السورية بموقع صحراوي قريب من مدينة الميادين، وإن الوصول إلى هناك استغرق يوما كاملا، وتخللته إجراءات أمنية معقدة حيث انتزع الحراس من المشاركين بالاجتماع ساعات اليد والأقلام، وأية أدوات يمكن أن تسهل تعقبهم من قبل أجهزة الاستخبارات المتعددة التي تلاحقهم.

واقتصر الاجتماع المذكور -حسب الحيثاوي- على قادة التنظيم الارهابي الكبار. وكان البغدادي المجرم وقتها يجلس نهاية الغرفة ويتحدث بصوت خفيض مع اثنين من قادة التنظيم الارهابي كانا يستعرضان آخر التطورات العسكرية.

ويضيف "ما لبث صوته أن علا" واتهمهما وهو يتميز غيظا بعدم الكفاءة، وأشار إلى أن الرجلين أقصيا من عضوية مجلس القيادة في ختام الاجتماع.

وحول انطباعه عن البغدادي المجرم، قال الحيثاوي إنه صدم بتدهور وضعه الصحي، مبينا انه "كان نحيفا للغاية، ولحيته أصبحت أكثر بياضا".

وعندما انتقل البحث بالاجتماع الذي استمر ثلاث ساعات لموضوع المناهج التعليمية بمدارس التنظيم، قال إن المنهج اعتبر "مغرقا في أكاديميته" ورفض.

ويقول الحيثاوي إن البحث تركز بعد ذلك حول ما إذا كان يتوجب إجلاء عائلات المقاتلين من المناطق المستهدفة بالقصف تجنبا لخسائر لا ضرورة لها بالأرواح. وقال إنه كان من مؤيدي الإجلاء.

وأشار الحيثاوي إلى أن البغدادي المجرم كان أول من غادر الاجتماع بعد اختتامه، وقال إن مسؤولي الأمن في تنظيم داعش (الوحشي) أوقفوه عندما هم بالخروج وأخضعوه للاستجواب "لشكهم في ولائه" وتأثيره على أسر أعضاء التنظيم.

وقال إنهم ما لبثوا أن أطلقوا سراحه بعد بضعة أسابيع، وإنه فر بعد ذلك إلى تركيا بصحبة زوجته وابنته حيث اعتقل بعد أن اجتاز الحدود.

وحول ترتيبات المقابلة، أفاد مراسلا وول ستريت جورنال أن الحيثاوي أدخل لإجرائها في أحد مراكز التوقيف العراقية مغمض العينين ويرتدي بدلة رياضية بينما كانت يداه مكبلتين بالأصفاد.

ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول أمني عراقي أن المعلومات التي حصلت السلطات عليها من الحيثاوي بما فيها لقاءه مع البغدادي الارهابي سهلت عملية الكشف عن أهداف أخرى، وألقت مزيدا من الضوء على سلوك قادتها وتفكيرهم وأخلاقهم.