منذ سنوات عديدة يُعاني القطاع الصحي من عديد الإشكاليات، أبرزها ضعف الموارد البشرية المحلية من أطباء وممرضين ومساعدين وغيرهم، إلى جانب ضعف البنية التحتية للمؤسسات الصحية العمومية والمستشفيات التي تفتقر للصيانة وللمعدات الصحية الضرورية وللأدوية، يُضاف إلى ذلك تردي الأوضاع الأمنية في السنوات الماضية مَا أدى إلى هروب الطواقم الصحية وعودتها لبلدانها.

ورغم المحاولات المستمرة لإصلاح هذا القطاع الحيوي وتدعيمها من خلال المساعدات الخارجية،مازالت العراقيل قائمة في ظل تردي الأوضاع الأمنية في البلاد التي مازالت تعيش على وقع إنقسامات سياسية حادة.


** مساعدات

إلى ذلك، سلمت السفارة الإيطالية في ليبيا، عميد بلدية جنزور معدات وأجهزة طبية ومستلزمات التشغيل والأدوية لمستسفى جنزور،   ضمن برنامج جسر التضامن الذي تموله وتشرف عليه وزارة الخارجية الإيطالية.

وكانت السفارة الإيطالية قامت بتسليم أدوية ومعدات، الأربعاء الماضي، لمستشفى القطرون القروي في أقصى الجنوب، التي يشتكي سكانها من نقص الأدوية والخدمات الأساسية بعد أن باءت كل المخاطبات للجهات المسؤولة بالفشل في تلبية احتياجات المنطقة الملحة.

وتأتي هذه المساعدات في إطارعودة برنامج جسر التضامن بعد توقفه عند مغادرة السفير الايطالي لدى ليبيا جوزيبي بيروني إلى روما بسبب احجاجات على تصريحاته الرافضة للانتخابات خلال استضافته على قناة ليبيا في وقت سابق.وإعتبرت السفارة الإيطالية في تغريدة لها على موقع التواصل الإجتماعي"تويتر" أن ذلك يعد خطوة جديدة لدعم ليبيا خاصة للمدن الأكثر تضرراً من الهجرة غير القانونية وتهريب البشر بما في ذلك مناطق الجنوب.

وأطلقت السفارة الإيطالية في ليبيا،في يناير الماضي ، برنامج "جسر التضامن" لمساعدة عدد من البلديات المتضررة في ليبيا وتقديم الدعم الإنساني لها.وقد دشن السفير الإيطالي جوزيبي بيروني، برنامج المساعدات بزيارة إلى مستشفى بلدية القربوللي كما قام بتسليم معدات طبية حديثة إلى المستشفى.وقال السفير الإيطالي حينها أن برنامج جسر التضامن يأتي في إطار تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بين الشعبين الليبي والإيطالي.


** تدريب

من جهة أخرى، أنهى 34 فرداً من المركز الوطني الليبي لمكافحة الأمراض دورة تدريب فريق الاستجابة السريعة برعاية منظمة الصحة العالمية ، في تونس.وبين المكتب الإعلامي لمنظمة الصحة العالمية أن التدريب الذي استمر لمدة أسبوع ركز على الاستجابة لأزمات الطوارئ وتفشي الأمراض موضحا ان المتدربين مروا بدورات نظرية وعملية مكثفة شملت العناصر المختلفة لمفهوم الاستجابة السريعة.

وسيعمل فريق الاستجابة السريعة عن كثب مع فرق شبكة الإنذار المبكر والتنبيه في جميع المواقع في ليبيا للرد على جميع التنبيهات خلال 24 ساعة ، وإجراء تحقيقات ميدانية والقضاء على جميع احتماليات تفشي الأمراض.

ولفتت المنظمة إلى أن المجموعة الثانية التي تحمل نفس العدد من المتدربين ستحضر دورة مماثلة في الأسبوع المقبل.مشيرة إلى أنها تدعم تدريب 15 فريق للاستجابة السريعة في المستشفيات والذي سيغطي كامل أحياء وبلديات ليبيا.

وقال ممثل ورئيس بعثة منظمة الصحة العالمية في ليبيا الدكتور سيد جعفر حسين "أن مشروع الاستجابة السريعة هو جزء من الجهود المكثفة التي تبذلها المنظمة لتعزيز قدرات وزارة الصحة في مجال التأهب لحالات الطوارئ والتخطيط للاستجابة للحد من آثار الطوارئ الصحية العمومية في ليبيا، مضيفة أن الموارد المحدودة في ليبيا والنظام الصحي الضعيف يتطلبان نظام استجابة سريعة فعالة".

وفي وقت سابق،نظمت منظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع وزارة الصحة، ورشة عمل تدريبية لمدة أربعة أيام، حول إدخال نظام معلومات الصحة بالمناطق، لتطوير نظام المراقبة والتقييم، في 6 مرافق للرعاية الصحية الأولية، حي الأندلس، جنزور، سبها، إدري، طبرق والبيضاء، تحت رعاية مشروع تموله وزارة التنمية الدولية.


** تحذيرات

وتواجه مُستشفيات ليبيا عراقيل عديدة في ظل النقص الحاد في المستلزمات الطبية والأدوية وغيرها،ناهيك إلى ذلك تردي الأوضاع الأمنية التي تكرس إستهداف المرافق الصحية والتعدي على الطواقم الطبية.

وكشفت منظمة الصحة العالمية في ليبيا،أن هناك تزايد في أعداد الهجمات على المرافق الصحية والعاملين الطبيين في جميع أنحاء ليبيا، مشيرةً  إلى أن العاملين الصحيين يعملون في أوضاع صعبة ويواجهون الترهيب والمضايقة ومحاولات الاغتيال بينما ينقذون أرواح الآلاف الذين يكون وصولهم إلى خدمات الرعاية الصحية محدودًا حسب قولها.

هذا وجددت منظمة الصحة العالمية، تذكيرها لجميع الأطراف بأن الاعتداءات على العاملين الصحيين والمرافق والمرضى هي انتهاك للقانون الإنساني الدولي، داعية جميع الأطراف إلى احترام حرمة الرعاية الصحية.

وفي مايو الماضي، قالت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة فى تقرير مشترك مع بعثة الأمم المتحدة للدعم فى ليبيا صدر فى جنيف، إن العنف فى ليبيا لا يزال يؤثر تأثيرا مدمرا على الرعاية الصحية فى البلاد حيث تتعرض المستشفيات والمرافق الطبية الأخرى إلى التفجير والقصف والنهب.وكما يتم استهداف العاملين فى المجال الطبى أو الاعتداء عليهم أو حتى أخذهم كرهائن أو احتجازهم تعسفيا. 

وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا،أدانت في وقت سابق الاعتداءات على المرافق الطبية والعاملين في ليبيا،وطالبت البعثة في تغريدة لها عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" بوقف أعمال العنف المستمرة ضد المرافق الطبية وأطقمها ، التي يحظرها القانون الإنساني الدولي، داعيةً إلى تقديم المسؤولين عنها للعدالة.

ويشتكي الليبيون منذ سنوات من ضعف الخدمات الصحية في بِلادهم، ما يجعل بعضهم يُسافرون إلى الدول المجاورة لتلقي العلاج والرعاية الصحية التي يستحقونها، الأمر الذي يرفع تكاليف التغطية الصحية، ويعرض حياة وسلامة الكثيرين للخطر، خاصة بالنسبة للحالات الصحية المستعجلة والإصابات.