بعد ساعات من وصول وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إلى ليبيا في زيارة اطلع فيها على غرف العمليات التركية في ليبيا والتقى خلالها مع الضباط الأتراك في طرابلس، وسط استقبل رسمي كبير من قبل أعضاء حكومة الوفاق الوطني، استهدفت طائرات حربية قاعدة الوطية الجوية غرب البلاد القريبة من الحدود التونسية ما نتج عنه تدمير منظومات دفاع جوي تركية في ما تضاربت الأنباء عن وجود إصابات بشريّة. 

وجاءت الغارة كذلك بعد ساعات من تداول فيديوهات على منصات التواصل الاجتماعي لأرتال عسكرية تركية تحمل منصات دفاع جوي متجهة إلى قاعدة الوطية تحت حماية جماعات مسلحة مسلحة قالت مصادر إعلامية انها تنتمي لمدينة الزاوية.

كما جاءت هذه الغارة التي دمّرت منظومات دفاع جوي من طراز "هوك" ومنظومة "كورال" للتشويش، بعد أيام من زيارة وفد تركي رفيع المستوى لتوقيع اتفاقيات اقتصاديّة وأمنية مع حكومة الوفاق من بينها انشاء قواعد عسكريّة وفق ما نقلت مصادر إعلامية.

** الجيش الليبي يتوعّد بمزيد الضربات: 

بعد تلك الغارات التي اعتبرت في نظر المراقبين الضربة الأقوى التي تلقتها تركيا منذ دخولها إلى المعركة الليبية بشكل معلن إلى جانب حكومة الوفاق الوطني، أطلق تركيا تهديدات إعلاميّة بالسيطرة على قاعدة جفرة تبعتها تصريحات مماثلة من قبل الناطق الرسمي باسم قوات حكومة الوفاق، لكن تلك التصريحات بقية مجرّد كلام إعلامي.

في المقابل أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب، أن ضربات أخرى مماثلة ستنفذ قريبا على القاعدة. وقال المحجوب خلال لقاء مع قناة العربية: "نحن في حرب حقيقية مع تركيا التي لديها أطماع نفطية في ليبيا".

وأضاف المحجوب أنّ "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان صحا من نومه الأحد على خبر ضرب القاعدة"، كاشفاً أنه تم قصف رادارات ومنظومات دفاع تركية في الوطية.

ولفت أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي إلى أن ضربة قاعدة الوطية، كانت موجعة لتركيا، فقد قصفت القاعدة بـ 9 غارات.

كما صرح العميد خالد محجوب في حديث لقناة "صدى البلد" المصرية بأن استهداف قاعدة الوطية غربي ليبيا أسفر عن مقتل عدد من "مرتزقة أردوغان". مؤكدا أن "أعداد القتلى في قوات تركيا بالعشرات والضربة لم تكن متوقعة وجاءت في الوقت المناسب وكشفت لأردوغان ما سيواجهه على أراضي ليبيا".

وأضاف أن "استهداف قاعدة الوطية كان موجعا إلى حد الألم وتم عبر 9 ضربات جوية".

واعتبر محجوب أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "سيعيد حساباته في ليبيا بعد تدمير منظومة دفاعه في قاعدة الوطية"، مشيرا إلى أن "الشعب الليبي لن يسمح بعودة الإخوان إلى المنطقة".

وأضاف أن استهداف قاعدة الوطية "نجح في تحقيق الأهداف بنسبة 90%"، مشيرا إلى أن الضربة أسفرت عن مقتل 12 عنصرا من بينهم "قائد كبير".

** ضربة قوية ضد الوجود التركي في ليبيا: 

يرى مراقبون أنّ الضربة التي تلقتها تركيا في قاعدة الوطيّة هي الأقوى منذ دخولها العلني إلى الحرب الليبية. وتبدو أهميّة الضربة في عجز تركيا عن تأمين نظام دفاعاتها الجويّة في القاعدة ما يضعف كثيرا قدرتها على تحويل القاعدة إلى قاعدة عسكرية تركيّة هي الأولى في شمال أفريقيا.

عسكريًا كشفت الضربة عن واقع قدرة عسكرية عالية عند الجيش الليبي في استهداف منظومات دفاع جوي وتشويش على قدرة عملية عالية. كما تمثّل الضربة خسارة معنويّة كبيرة للقوات التركية وحلفائها المحليين بعد انسحاب الجيش من معظم تمركزاته في المنطقة الغربية وإعادة التموقع في كل من سرت والجفرة.

تقرأ الضربة أيضًا في سياق إقليمي أشمل خاصة في علاقة بالمبادرة المصريّة التي رسمت "خطا أحمرا" في المشهد الليبي ودعمته بمبادرة سياسية لحلحلة الجمود وايجاد حل جذري للأزمة الليبية عبر استئناف الحوار السياسي والعودة الى طاولة الحوار. فاستهداف قاعدة الوطيّة وترسانة الأسلحة والمنظومات التركيّة المتطورة كان في نظر الكثيرين رسالة من القاهرة عبر الحليف المحلي وهو الجيش الوطني الليبي بأنّ مسألة "الخط الأحمر" والالتزام بالمشهد القائم عسكريا من أجل البحث عن العودة الى الحل السياسي، ليست مسألة لمجرّد الاستهلاك الإعلامي.