لم يكن الضحية الأولى للميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، ولن يكون الأخير. في مايو من العام 2016 كان نصيب محمد عبدالحق النهاري سقوط إحدى القذائف في فناء منزله دون انفجارها، ما دفع ابنه أبوبكر البالغ من العمر آنذاك 13 عاماً لمحاولة إبعادها خوفاً من إضرارها بأسرته، غير أنها انفجرت متسببة بفقد عينه ويده اليمنى كذلك، يقول أبوبكر: جرى نقلي للعلاج في أحد مشافي تعز، إلا أن جراحي كانت بليغة وأصبت بتضرر كبير في عيني ويدي اليمنى، ما أدى إلى بترها.

ويبلغ أبوبكر النهاري الآن الخامسة عشرة، وفيما يدرس في مدرسة الرشاد في الصف الأول الثانوي، إلا أن صدمة ما بعد الحادث لا تزال تسبب له الألم، لكنه يأمل تجاوز هذه المرحلة مع الأضرار التي نتجت عنها. وبعد عامين من فقدان أبوبكر النهاري لجزء من يده اليمنى، فإن تركيب يد صناعية أصبح أقصى أمانيه لتعينه على العيش بشكل أفضل.

وتسبب انفجار الألغام الأرضية والعبوات الناسفة والأجرام غير المتفجرة التي زرعتها ميليشيا الحوثي المسلحة خلال أربع سنوات مضت من الحرب متجاوزة كل القوانين والتشريعات الوطنية النافذة والاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تحظر استخدام هذا النوع من السلاح ضد العسكريين ناهيك عن المدنيين، في مقتل قرابة 2000 بينهم 316 طفلاً و116 امرأة بألغام الحوثي في اليمن.

وتصدرت محافظة تعز، حسب الناشطة والباحثة ليزا البدوي، قائمة المحافظات اليمنية الأكثر تضرراً من تلك الألغام والعبوات الناسفة المحظورة دولياً، وذلك بواقع 289 قتيلاً و417 جريحاً، تلتها محافظة لحج بعدد 117 قتيلاً 85 جريحاً، ثم محافظة مأرب بعدد 84 قتيلاً و136 جريحاً، ثم محافظة عدن بعدد 112 قتيلاً و61 جريحاً، ثم البيضاء 49 قتيلاً و70 جريحاً، ثم الجوف 47 قتيلاً و58 جريحاً، ثم الضالع 46 قتيلاً و36 جريحاً، ثم شبوة 16 قتيلاً و51 جريحاً، ثم أبين 36 قتيلاً و26 جريحاً، ثم الحديدة 32 قتيلاً و16 جريحاً، تتبعها صنعاء بواقع 14 قتيلاً و36 جريحاً، تليها حجة بعدد 21 قتيلاً و7 جرحى، ثم صعدة 8 قتلى و18 جريحاً، ثم إب 16 قتيلاً و5 جرحى، ثم حضرموت 9 قتلى و3 جرحى، ثم عمران 3 قتلى و5 جرحى، ثم الأمانة بقتل واحد و4 جرحى، ثم محافظتي المحويت وذمار بثلاثة قتلى في كل محافظة.