كشف تقرير صحفي نشره موقع "بي بي سي" البريطاني عن أخطاء طبية كبيرة تضرر بسببها عشرات المرضى على يد طبيب ليبي تمكن من الوصول إلى مهمة رئيس قسم الجراحة في مستشفى ناينويلز في اسكتلندا بناء على إدعاءات وشهادات غير حقيقية.وتناول التقرير الذي تابعته بوابة افريقيا الإخبارية وترجمته، عدة مشاكل تسبب فيها الطبيب الذي يدعى مفتاح الجمل، حيث ورد في التقرير، أن أحد كبار الجراحين في بريطانيا قد أصاب العديد من المرضى بأذى بالغ على مدار سنوات، ولم يكن لدى هيئة الخدمات الصحية الوطنية الأنظمة اللازمة لاستيعاب أخطائه.

ووفقا لبي بي سي، فأن فريق الكشف التابعة لهيئة الإذاعة البريطانية في اسكتلندا أدلة على أن العشرات من الأشخاص قد أكدوا تعرضهم للأذى على يد الجراح مفتاح الجمل الذي عرف باسم "سام الجمل" الرئيس السابق لجراحة الأعصاب في مركز تيسايد التابع هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

في إحدى العمليات الجراحية  أزال الدكتور الجمل الجزء الخطأ من جسم المريض.

وقال مركز تيسايد إنه استمع للمرضى وغير من أدائه وأدخل تحسينات نتيجة لذلك، إلا أن تحقيق البي بي سي كشف أن الدكتور الجمل استمر في العمل حتى بعد أن كشف تحقيق خارجي أنه كان يؤذي المرضى.

وقال محامي  الجمل إن موكله ليس لديه تعليق على الأمر.

من هو سام الجمل؟

وكان رئيس قسم جراحة الأعصاب في مركز نينويلز واحد من أربعة مراكز متخصصة موجودة في اسكتلندا.

وكان الجراح مستشارًا للحكومة الاسكتلندية وعمل أيضًا في مستشفى فيرنبراي الخاص في دندي.

وصل إلى مدينة ليفربول في بريطانيا ومن هناك ذهب إلى دبلن حيث عمل  كمساعد استشاري لجراحة الأعصاب.

ثم ذهب إلى ولاية كونيتيكت حيث أدعى أنه أكمل الزمالة في مستشفى هارتفورد.

وعندما تواصلت هيئة الإذاعة البريطانية مع مستشفى هاتفورد نفت أن يكون لديها أي سجل يخص الدكتور الجمل.

كما يدعي أنه كان أستاذاً زائراً في جامعتي كونيتيكت وسان دييغو، لكن عندما اتصلت بهما بي بي سي نفت الجامعتان هذا الأمر.

إنهاء مسيرة عداءة

كانت جول روز عداءة ماراثونية حريصة حتى أُبلغت عام 2013 بأنها مصابة بورم في المخ.

كانت متوترة من إجراء العملية الجراحية لكنها اطمئنت بعد أن العملية سينفذها رئيس القسم.

في شهر أغسطس 2013 قالت السيدة روز إن الدكتور الجمل أخبرها أن الورم الحميد وراء عينيها "تمت إزالته بنسبة 99٪".

لكن بعد بضعة أشهر أخبرها الجراح أنه سيتعين عليه إجراء العملية مرة أخرى، وفي 9 ديسمبر 2013 تم إجراء العملية الجراحية الثانية في المخ وجرى إزالة الغدة المسيلة للدموع بدلاً من الورم.

بعد أن طلبت روز سجلاتها الطبية ، اكتشفت روز أنه في العملية الأولى قام الدكتور الجمل بإزالة الجزء الخطأ من جسدها بدلاً من الورم الذي أخرجه من الغدة المسيلة للدموع.

ورفعت روز دعوى قضائية ضد المستشفى وحصلت على تعويض، إلا انه حتى ذلك الحين لم يخبرها أحد أنه منذ يونيو 2013 كان جراحها يخضع للتحقيق وتحت "المراقبة".

بعد العملية أصحب روز تعاني من الألم ومشاكل العين الجافة المستمرة، وتصف روز الألم الذي   تشعر به "بالفظيع".

وأضافت روز "سماح مركز تيسايد لهذا الجراح الذي ارتكب خطأً بشكل صارخ في المرة الأولى   بإجراء عملية معقدة أخرى أمر لا يمكن تصوره. هذا غير مقبول".

ووضع الدكتور الجمل   تحت المراقبة منذ  يونيو 2013 وجرى تعليقه عن العمل في 10 أكتوبر من نفس العام بعد أكتشاف ارتكابه أخطاء كارثية خلال العمليات الجراحية التي نفذها أو أشرف عليها. 

وأرتكب الجمل عدة أخطاء طبية خلال فترة تواجده في المستشفى، من بينها أجرى عملية قام خلالها بالفتح على فقرة في العمود الفقري ليست الفقرة المطلوبة و تسبب في شلل المريض.

عاد للوطن كخبير عالمي

وأكد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الجمل، عاد إلى ليبيا عقب مغادرته لبريطانيا، حيث عاد إلى مدينة مصراتة ويعمل بها منذ سنة 2015 ويتردد على عدة مصحات ومستشفيات خاصة بالمدينة.

 وقد لوحظ تقديم هذه المصحات للجمل على أنه خبير عالمي قادم من أوروبا كاستشاري في جراحات العيون والمخ والأعصاب والعمود الفقري، ولم يتسنى التأكد من نتائج نشاطه في تلك المستشفيات، ما إذا قام بأخطاء طبية فيها.