يعتبر علي الصلابي أحد أبرز وجوه الإسلام السياسي في ليبيا. كما يحظى الرّجل بنفوذ واسع داخل الدّوائر الإخوانيّة العربيّة والدّوليّة، خاصة في تركيا وقطر. علي الصلابي رجل المواقف المتقلبة بامتياز، الذي ينقلب من الموقف إلى نقيضه ولا تعوزه في ذلك بلاغة التخريجات الفقهية والسياسية.

علي محمد محمد الصلابي، من مواليد بنغازي 1963، ينتمي إلي تيار الإسلام السياسي، وعرف عنه أنه راعى لمجموعات مسلحة في ليبيا، كما يوصف بـ "قرضاوي ليبيا"، وتربطه صلات قوية بالجماعة الليبية المقاتلة، كما عرف بتأييده لمجموعات مسلحة مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي في ليبيا والمدرجة ضمن لوائح العقوبات الأمريكية والدولية.

حصل الصلابي، على درجة الإجازة العالمية (الليسانس) من كلية الدعوة وأصول الدين من جامعة المدينة المنورة عام 1992 / 1993م، ونال درجة الماجستير من جامعة أم درمان الإسلامية- كلية أصول الدين قسم التفسير وعلوم القرآن عام 1996 م، ثم نال درجة الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بمؤلفه فقه التمكين في القرآن الكريم.

له العديد من المؤلفات من بينها، الدولة العثمانية عوامل النهوض والسقوط، وفاتح القسطنطينية السلطان محمد الفاتح، والدولة الزنكية، وغيرها.


** الصلابي والسياسية والمواقف المتلونة:

سعى الصلابي للقيام بأدوار سياسية في ليبيا، وذلك بحكم انتماء الصلاّبي إلى تيار سياسي هو الإخوان المسلمين، واتخذ في البداية موقف المعارض لنظام الزعيم الراحل معمر القذافي،  ثم تقاربه مع النظام عبر علاقته بسيف الإسلام القذافي، والتي توطدت خلال الفترة الأخيرة من فترة حكم القذافي، كما وقّع عام 2008، صفقة مع النظام السابق، خرج بموجبها أعضاء جماعات مسلحة، بينهم عبدالحكيم بلحاج، من السجون الليبية.

ومع بداية الأحداث مطلع عام 2011 أعلن الصلابي تخليه التام عن سيف الإسلام، كما تورط في استقبال شحنات الأسلحة والدعم من قطر وتسليمها إلى المجموعات المسلحة في ليبيا، ثم قام بتسهيل اجتماع للمجموعات الإسلامية الليبية، بما في ذلك أعضاء من الجماعة الإسلامية المقاتلة بليبيا لتنسيق جهودهم في تأسيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي.

وبعد ذلك خرج الصلابي بتصريحات لقناة الجزيرة القطرية، دعا خلالها رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي "محمود جبريل"، أن يقدم استقالته، ويترك الليبيين و"القوى الوطنية الحقيقية" يبنون مستقبل بلادهم، مضيفا أن "جبريل ليس" عليه إجماع في الشارع الليبي، وأن غالبية الليبيين يرفضونه ويرفضون. قائلا "لو سمح الليبيون لجبريل -والذين معه- بأن يمارس عقليته لوقعنا في عصر جديد من الاستبداد والدكتاتورية"، بحسب تعبيره.

كما قدم الصلابي نفسه أثناء توجيهه تلك الاتهامات على أنه (يتحدث باسم الشعب الليبي)، الأمر الذي جعل آلاف الليبين يتظاهرون في مدن ليبية عدّة ضد تصريحات الصلابي ويتخوّفون من دوره السياسي، ثم عاد بعد ذلك الصلاّبي وأقر أنه في تصريحاته ضد جبريل لا يمثل سوى نفسه، ثم ظهر الصلابي مجددًا عبر الإعلام معلنًا أن دوره في إسقاط النظام السابق كان جوهريًا، الأمر الذي عرَضه لانتقاد من مصطفى عبد الجليل، حيث أعلن الأخير أن الشعب الليبي بأكمله ساهم في التغيير ولا يوجد لأحد فضل على آخر.

** الصلابي وقوائم الإرهاب:

في عام 2017، صنفت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، أفرادا وكيانات ترعاها قطر على قوائم الإرهاب المحظورة في بيان مشترك أصدرته تلك الدول،  وضمت القوائم 12 مؤسسة و59 فردا منهم شخصيات مطلوبة دوليا أو من دول عدة دول، وكان من بين أبرز هذه الأسماء علي الصلابي.

وحمل علي الصلابي الرقم 23 في قائمة الإرهاب التي أعلنتها الدول الأربعة للأشخاص الإرهابيين المرتبطين بقطر، ويعد الصلابي ثاني أعضاء ما يعرف بـ"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" المدرجين في القائمة بعد رئيس الاتحاد يوسف القرضاوي.

ولازالت أسرة الصلابي تواصل تفريخ الإرهابيين ودعم الإرهاب في سعيها المتواصل لضرب الدولة الليبية وإلحاقها بالمشروع القطري التركي لتأسيس مشروع دولة الإخوان في المنطقة، حيث كشف مصدر مطلع، خلال الأسبوع الماضي (أكتوبر 2019) أن نجل القيادي في تنظيم الإخوان المسلمين وعضو ما يعرف “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” المدعو أسامة الصلابي أصيب خلال المواجهات ضد القوات المسلحة الليبية في محور اليرموك – طرابلس، حيث كان عبدالمجيد أسامة محمد الصلابي والشهير بـ”عبدو”، قد التحق بقوات الوفاق في محاور القتال جنوب طرابلس منذ 4 أبريل 2019 ومنها خاض مواجهات ضد القوات المسلحة الليبية إلى أن أصيب.

كما كان الصلابي، قد أشاد -في ذات الشهر أكتوبر 2019، خلال لقاء بمعرض إسطنبول الدولي للكتاب العربي بنسخته الخامسة- بالموقف التركي من مختلف القضايا التي تهم العرب والمسلمين، قائلا: “إن الخطاب التركي يتميز أنه خطاب إنساني ينحاز للقضايا الإنسانية العادلة”، وتابع “إن الموقف التركي من قضايا الأمتين العربية والإسلامية منحاز للهوية وتاريخها وحضارتها”، مضيفا، أن تركيا تقف مع الشعوب في مطالبها العادلة، ومع الديمقراطية والحرية والتعدد السلمي ومع السلام والمصالحة ومع الرأي والرأي الآخر”.

وتابع القيادي الإخواني: “الخطاب التركي خطاب إنساني ينحاز للقضايا الإنسانية العادلة، وينحاز للقضايا الإنسانية الكبرى، كما يحاول دفع الظلم وإقامة العدل، والدعوة لكلمة طيبة وحقن الدماء بين الناس، وهذا انحياز للقيم الإنسانية الرفيعة”، بحسب قوله.

**الصلابي موضوع انتقادات واسعة:

في يوليو 2018، أشار المتحدث الرسمي باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، إلى تورط «علي الصلابي»، في ملف تلاعب بالمال العام الليبي لدعم الجماعات المسلحة.

في فبراير 2019، حذرت مصادر دبلوماسية من اجتماع عقده ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع قادة تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا؛ لبحث آلية إفشال العملية العسكرية لقوات الجيش الوطني الليبي جنوب البلاد، وأكدت أن علي الصلابي بحث مع أقطاي وعدد من المسؤولين عن ملف ليبيا بالمخابرات التركية، خطة عرقلة تقدم الجيش الليبي جنوب غرب البلاد، ووضع سيناريو تحرك إعلامي وسياسي وحقوقي لذلك تموله حكومة أردوغان.

في يونيو 2019، الإعلامي المصري نشأت الديهي، قال "إن نظام الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي لم يسقط إلا بعد تدخل "حلف الناتو"، وأن "الناتو" دخل ليبيا بفتوى شرعية من المفتي الليبي علي الصلابي".

الخبير البريطانى فى شؤون الشرق الأوسط، «كريستيان كوتس أورليخسن»، فى كتابه الصادر عن دار النشر التابعة لجامعة «أوكسفورد»، بعنوان «قطر والربيع العربى»، تحليله لانهيار الدور القطرى فى الشرق الأوسط، قال عن الصلابي "أن الاستثمار الاقتصادى القطرى فى ليبيا، كان الوجه الظاهر فقط لتدخل السياسة القطرية فيها فى مرحلة ما بعد إسقاط النظام، كان هناك جانب آخر أكثر غموضاً، تمثل فى تلك العلاقات الوثيقة التى أقامتها قطر مع قيادات المجموعات المسلحة الإسلامية المسلحة فى ليبيا، كان على رأسهم «عبدالحكيم بلحاج»، وإسماعيل وعلى الصلابى..".