قال أحمد قذاف الدم لصحيفة نوتيزي جيوبوليتيش الايطالية  ان على إيطاليا أن تتعلم الدرس من الماضي الاستعماري وتحترام الاتفاق الذي وقعناه معها .

جاء ذلك في مقابلة صحفيةة مع الصحيفة المذكورة هذا نصها:

أولا، يمكنك من فضلك أن قل لنا من هو أحمد قذاف الدم وما هو دورك في ليبيا اليوم؟

1.  أنا مواطن عربي من شمال أفريقيا .. كنت ولا زلت جندياً لبلادي .. والمباديء التي أمنت بها .. وعملت من أجل تحقيقها .. واليوم بعد أن وصلت الأمور في بلادي إلي هذا الوضع البائس .. أصبح العار يلحق بالجميع .. ما لم نسارع في إنقاذها .. ولذا فأنا مع الخيرين من الليبيين .. نعمل لإنقاذ الوطن من خلال " جبهة النضال الوطني " التي أتشرف بأن أكون " المسئول السياسي لها .

عقد الرئيس الفرنسي ماكرون اجتماع في باريس مع رئيس الوزراء فايز السراج واللواء خليفة حفتر: وكان هناك التزام بوقف إطلاق النار والتوصل إلى الانتخابات في فصل الربيع، ولكن لا توجد التوقيعات، ما الانطباع الذيث تحصلت عليه من هذا الاجتماع؟

2. أنا مع أي جهد يجمع الليبيين من طرف دول أو منظمات أو أفراد .. ولقاء باريس حلقه في سلسلة .. تكتمل إذا كان الحوار لا يستثني أحد .. ويعمل لبناء دولة جديدة .. ويفتح الطريق أمام " عودة ثلث الشعبي المهجر منذ 7 سنوات ،، وخروج الآلاف من السجناء دون محاكمة ،، ويواجهون معاملة غير إنسانية وسط صمت العالم والأمم المتحدة " .

العمل الدبلوماسي الإيطالي في ليبيا هو محور العلاقات بين بلدك والغرب، إلا أن الفرنسيين أخذوا زمام المبادرة مرة أخرى، كما فعلوا مع المرة الأولى في عام 2011، دون انتظار مداولات الأمم المتحدة. مع من، هل تعتقد، يجب على ليبيا أن تتعامل؟

3. للأسف إن ما يحدث اليوم هو نتيجة طبيعية لعدوان الحلف الأطلسي علي بلادي .. والتجاوز الذي كان مخالف لكل الأعراف .. والقوانين الدولية وقادته فرنسا " ساركوزي " وساهم فيه الجميع .. والجميع اليوم عليهم أن يعتذروا للشعب الليبي ويصححون أخطائهم .. كما يقول المسيح " من أفسد شيء عليه بأصلاحه .. ونحن سنرحب بكل دور إيجابي  .. إنما للأسف ما تقوم به الأمم المتحدة وأوروبا هو " إداره للصراع " وليس عملاً لإنهاء الصراع وعلي إيطاليا أن تتعلم " دروس الماضي الإستعماري" وأن تحترم الإتفاقية التي وقعناها معاً .. وطوينا بها سنوات العداء .. للأسف ما أراه اليوم أن التعامل مع حكومات ليبيا الوهمية بدون إحترام .. وأدعو الحكومة الإيطالية " بالا تجر أساطيلها إلي ليبيا " لحساسية كبيرة تجعل كل الأطراف تتوحد ضد إيطاليا .. ولن يكون لها في المستقبل أي مستقبل في ليبيا .. عندما تعود قريباً .. ولن يكون لإيطاليا مصداقية بعد أن خرقت المعاهدة .

 معمر القذافي كان قائدا لبلد موحد، في حين أن الواقع اليوم يرى ليبيا مجزئة في العديد من القبائل الخاضعة للحكم الذاتي، ما وراء الانقسام بين طرابلس وطبرق: كيف تتخيل مستقبل ليبيا؟ هل هناك رجل قوي قادر على أخذ زمام البلاد وإعادتها إلى الوحدة؟

4. إن بصمات القذافي الثائر ستبقي للأجيال القادمة .. فهو لم يوحد ليبيا فقط وإنما عمل لجمع العرب .. وكان المحرك لوحدة أفريقيا .. وكان حلمه الولايات المتحدة الأفريقية .. وهذا الجيل تربي علي صوته وأفكاره .. عندما يري أوروبا التي لا يجمع بينها شيئاً إلا ماضي أسود  .. " الحرب العالمية الأولي والثانية " وهي دول ذريه تتوحد .. وهي علي مرمي حجر من ليبيا .. لن يقبل أن تتقسم ليبيا العربية المسلمة .. ونحن نراهن علي ذلك .. رغم ما نشاهده الان .. من إنقسام وظهور بعض الفيروسات علي الجسد الليبي المريض عندما يتعافي  " لن يكون لها مكان " .. وفي ليبيا رجال خيرين سيقودون دفة الخلاص وغدا ستشرق الشمس من جديد .

حفتر غير محبوب من قبل الجميع، لأنه تم القبض عليه في عام 1987 من قبل الجيش التشادي خلال "حرب تويوتا"، ثم نقلت من وكالة المخابرات المركزية واقتيد إلى الولايات المتحدة، حيث بقي حتى عام 2011 ليعود إلى الظهور في ليبيا لقيادة ساحة بنغازي، في التمرد الذي أدى إلى ترحيل معمر القذافي. لكنه يبدو أن الرجل القوي في هذه اللحظة، في حين أن السراج في الواقع هو على رأس حكومة قبلية ومتشددة، "عمدة طرابلس". هل أخطأ المجتمع الدولي في اختيار السراج؟

5. إننا في جبهة النضال نعتبر أن الصراع في 2011 كان مع الغرب .. وأن كل من شارك فيه هم ضحايا مؤامرة تستهدف الوطن .. لأنه وفقاً لكل قوانين الدول لا تسمح بالتآمر مع دول أجنبية .. ولا تبرر ذلك .. كما أننا نعتبر أن الصراع ليس علي سلطة .. وإنما معركتنا إنقاذ وطن .. ولذا نتعاطي مع كل الأطراف لمواجهة معركة التطرف والإرهاب وهذا ما يقوم به الجيش في الشرق ويقوده اللواء خليفه حفتر .. ولا أحد يعرف كيف أختير السراج من خلال مؤتمر الصخيرات الذي لم نشارك فيه نحن " ونحن نمثل الأغلبية 

( القبائل ،الجيش،الشرطة،النخب،المهجرين).. أيضاً البرلمان لم يدعم إختياره وفقاً للأعراف السياسية .. ولا شرعية له .. ومن السخرية أن الدول الأوروبية تتعاطي معه وتوقع معه العقود والإتفاقيات التي لن تكون لها قيمة غداً .. عندما يعود الوطن لحكومة شرعية .. وادعو الأخرين أن يحترموا عقول الليبيين لسنا أطفال ولسنا خونه نبيع وطننا .

كان هناك حديث عن الإفراج الأخير عن سيف الإسلام. وهو قريب: هل تعتقد أنه قد يلعب دورا في الأزمة الليبية أو يعود بطريقة أو بأخرى إلى اللعبة؟

6. سيف الأسلام القذافي أسير حرب .. وكان ينبغي أن ترفع عنه كل القيود .. ليساهم في إستقرار الوطن وهذا حقه وواجبه كغيره من القيادات الليبية .. ولا ندري بعد كل هذه الجرائم التي تحدث في ليبيا وهذا الدمار الذي طال كل شيء من يحاكم من .. وعلي المنظمات العالمية ان ترفع كل القيود عن القيادات التابعة للنظام السابق حتي يتمكنوا من المساهمة في عودة السلام للوطن .. لما لديهم من خبرة ومكانتهم بين قبائلهم التي تشكل الاغلبية في ليبيا .

تواصل حركة المهاجرين، لأنها أيضا تمول المنظمات الإجرامية والإرهابية عندما لا تمثل شكل سبل العيش لعدة قبائل في جنوب البلاد. في الآونة الأخيرة، اجتمع وزير الداخلية الإيطالي ماركو منيتي في روما نحو ستين نقيبا والاتحاد الأوروبي نفسه يسكب المال (حتى الآن 136 مليون يورو) لاستقبال القبائل في الجنوب، ولكننا نقول أيضا رفض المهاجرين. هل تعتقد أنها استراتيجيات جيدة؟

7. كل المعالجات التي تجري الان للأسف سوف لن تنجح .. لأنها تتعاطي مع العصابات المسئوله علي الهجرة في ليبيا .. التي تحولت إلي ساحة مفتوحة لكل عصابات العالم من الهجرة الي السلاح الي المخدرات وتجارة الاعضاء .. وعلي الجميع أن يعترف أن ليبيا هي ضحية لهذه الهجرة تماماً كأوروبا .. فنحن نندهش عندما يتحدث حكام أوروبا عن معسكرات وتوطين .. أو إرسال أساطيل تهدد سيادة الليبيين وتستفزهم .. ونحن علي أستعداد للمساهمة بما نملكه من خبرة وكوادر في إيجاد حلول منطقية وسريعة لهذه المشكله الخطيرة والانسانية .. وفعلاً تهدد ليبيا والديمغرافيا .. أكثر من غيرها وللأسف العصابات التي جاء بها الناتو تجند هؤلاء ., كمرتزقة وفي عمليات ارهابية مستغلة حاجتهم .. وحتي ان عادوا الي بلدانهم سيكونوا تماماً كالذين عادوا من افغانستان يخلقون عدم استقرار في افريقيا .

ما هي التدابير التي اعتمدها معمر القذافي لاحتواء تدفق المهاجرين على البحر الأبيض المتوسط؟ وقبل كل شيء، كيف تعامل رايس مع أمن ليبيا وقوة العشائر الجنوبية .

8. القذافي كان زعيماً إستثنائياً .. ويحمل فكراُ متمرداً .. وليس تقليدياً .. وللأسف الغرب يتعامل مع دولنا بعقلية قديمة " فاما أن تكون عبداً أو عدواُ " .. حاول القذافي مع الغرب لأنشاء تجمع خمسة +خمسة .. لأمن البحر المتوسط .. وتعاون بين أفريقيا الجديدة وأوروبا من خلال قمم تجمع أفريقيا أوروبا كان أخرها في طرابلس 2010 .. أيضاً جهده لتوحيد القارة الافريقية الغنيه .. وقيام حكومة افريقية واحدة تفتح أفاق الحياة الكريمة لابناء القارة .. والاستثمارات الكبيرة واستقباله الملايين دون تاشيرات ليعملوا في ليبيا كل ذلك للأسف تم تدميره 2011 .. وأصبح اليوم الليبيين أنفسهم يتسولون في أنحاء الارض .. بل أصبحت ليبيا التي كانت صمام الامان ضد التطرف .. تصدر الارهاب وتساهم في قتل الافارقة من خلال قوارب الموت .. وعلي الجميع تحمل مسئوليته .. ونعلن نحن استعدادنا للعمل مع الجميع .. ونرحب بكل مبادرات من شأنها حقن الدماء ونشر السلام وطالما احترمت سيادة ليبيا .. لنبني معاً غداً جديداً مزدهراً .