قتل شخصان على الأقل، وأحرق منزلان، في هجوم مسلحين يشتبه أنهم ينتمون لجماعة "بوكو حرام"، استهدف مدينة أقصى شمال الكاميرون على الحدود مع نيجيريا، حسب مصدر أمني كاميروني.وفي تصريح لوكلة الأناضول، اليوم الإثنين، قال المصدر الأمني، إنّ "الهجوم جدّ في حوالي الساعة 22:00 (بالتوقيت المحلّي 21:00 تغ)، من يوم السبت الماضي، واستهدف بلدة ساغمي التابعة لدائرة فوتوكول، وبحسب الحصيلة الأوّلية، فقد لقي شخصان حتفهما، بينهما زعيم البلدة موسى عبدولاي".

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته أن "المهاجمين أحرقوا منزلين، غير أنّ قوات الأمن الكاميرونية تمكّنت من الوصول في الوقت المناسب، فكان أن تصدّوا للمعتدين الذين بلغ عددهم العشرين".وتشهد منطقة "فوتوكول" حالة من التوتّر، وذلك منذ القبض، في 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، في مدينة "كوسيري" المجاورة لـ"ساغمي"، على 3 أشخاص يرجح انتماؤهم لجماعة "بوكو حرام"، إضافة إلى اكتشاف كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر في أحد منازل الموقوفين، حسب ما أفاد به مصدر أمني كاميروني، آنذاك، لوكالة الأناضول.

وقبل أيام قليلة من عملية الاعتقال هذه، تحدّثت بعض المصادر الكاميرونية عن "اختفاء" عمدة "فوتوكول" "محمد موسى"، ورغم أنّ بعض المصادر الأخرى نفت الخبر، لكن مصادر إدارية كاميرونية، ذكرت، في تصريح هاتفي لوكالة الأناضول، أنّ السلطات الكاميرونية أوقفت العمدة "بتهمة التواطؤ مع بوكو حرام".

وكانت منطقة أقصى الشمال الكاميروني، في الآونة الأخيرة، مسرحا لعمليات متواترة شنّتها "بوكو حرام" على المدنيين والجيش الكاميروني.وفي الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري، فتحت عناصر من "بوكو حرام" النار على رتل من الجنود الكاميرونيين، والذين ردّوا بدورهم على الهجوم بإطلاق النار، وأسفر تبادل إطلاق النار بين الجانبين عن مقتل 40 عنصرا من المجموعة المسلّحة.

ويعتبر هذا الهجوم الذي استهدف الجيش الكاميروني في منطقة "فوتوكول" الحدودية مع نيجيريا، الثاني من نوعه خلال أسبوع، حيث تحدّثت مصادر أمنية كاميرونية في 26 أغسطس/ آب الماضي، عن اندلاع اشتباكات بين الجنود الكاميرونيين و"بوكو حرام"، أسفرت عن مقتل 24 مسلّحا من عناصر الجماعة.وضاعفت "بوكو حرام" من عملياتها ضد الكاميرون في الفترة الماضية، وكان آخرها عملية 26 أغسطس/ آب الماضي، المتمثلة في تفخيخ عربة على جسر "بايد" الرابط بين الكاميرون ونيجيريا، قبل أن تتمكن فرقة كاميرونية مختصة من إبطال مفعول المتفجرات.

وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.وحافظت جماعة "بوكو حرام" على سلمية حملاتها - رغم طابعها المتشدد - ضد ما تصفه بـ"الحكم السيء والفساد"، قبل أن تلجأ عام 2009 إلى العنف، إثر مقتل زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة.