تستعد مدينة الزهراء الليبية لإحتضان مؤتمر للقبائل والمدن الليبية تشرف عليه وتنظمه قبيلة ورشفانة يوم الأحد القادم ،وأكدت مصادر قباية ل« بوابة افريقيا الإخبارية » أن أكثر من 2000 شخصية وطنية ومن أعيان ووجهاء القبائل والمدن الليبية سيحضرون المؤتمر في أكبر تجمْع من نوعه بعد الإطاحة بنظام الزعيم الراحل معمر القذافي

وأضافت المصادر أن قبائل ليبية من شرق البلاد وغربها وجنوبها وساحلها ووسطها ستشارك في المؤتمر ، وأن قبائل عربية ستكون حاضرة الى جانب قبائل تمثل أقليات الأمازيغ والتبو الطوارق ، مشيرة الى أنه تم الإعداد جيدا للمؤتمر عبر التواصل مع القبائل الليبية وشيوخها وأعيانها ،وأن هذا الإجتماع الكبير تم آقراره والإعداد له قبل عملية الكرامة التي إطلقها الجيش الليبي بقيادة اللواء المتقاعد خليفة حفتر 

وحسب مصادر البوابة ، فإن الهدف من الإجتماع هو البحث عن حلول جذرية للأزمة الليبية من قبل القيادات الإجتماعية بعد فشل القيادات السياسية ،وأن أغلب القبائل والمدن الحاضرة تتفق حول جملة من المباديء المهمة والقرارات الحاسمة في إتجاه المصالحة الوطنية وإعادة المهجرين والنازحين بالداخل والخارج وإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن السجون السرية وحل الميلشيات المسلحة وتشكيل جيش وشرطة وطنيين ومواجهة الجماعات التكفيرية 

وسينتظم المؤتمر بمبادرة من قبيلة ورشفانة التي تهيمن على المناطق الغربية والجنوبية الغربية للعاصمة طرابلس وتعتبر من أكبر قبائل ليبيا بعدد أفراد يتجاوز 900 ألف نسمة ، ويحافظ الجزء الأكبر من القبيلة على ولائه لنظام العقيد الراحل معمر القذافي ويرفض الإعتراف بالعملية السياسية القائمة حاليا ،وقال أحد أعيان القبيلة « لا نزال على مبادئنا وعهدنا ، نؤمن بشرعية نظام القذافي ،ونرفض الخضوع للتحولات التي فرضتها علينا القوى الأجنبية ،، ليس منا أرهابيون ولا إخوان مثلنا مثل أغلب القبائل الشريفة » 

وأضافت مصادر البوابة أن القبائل الليبية ستعلن الأحد القادم موقفها النهائي من معركة الكرامة التي يقودها اللواء خليفة حفتر ، كما ستعلن تبرؤها من أي من أبنائها يمكن أن يكون إنضم ّ الى الجماعات التكفيرية ، ومن المنتظر أن يصدر قرار من قبائل ليبيا بتوحيد الصف لتحرير العاصمة من الميلشيات ، والعمل على المصالحة الإجتماعية بين القبائل المتحالفة التي جدت بينها خلافات ،  علما وأن القبائل الليبية الكبرى ومنها ورشفانة وورفلة وترهونة لا تزال ترفض الإعتراف بالحكم الحالي كما ترفض الإنضمام لعملية الكرامة .

وكانت قبيلتا ورشفانة وورفلة رفضتا إستقبال السفيرة الأمريكية والتشاور معها حول الوضع الليبي في إعلان منها عن رفضهما أي تدخل خارجي في شؤون بلادهما الداخلية 

 وكان  بيان صادر عن مؤتمر شباب القبائل الليبية  الذي إحتضنته ورشفانة مؤخرا دعا في موقف لافت الى تسليم جثامين العقيد الراحل معمر القذافي وعدد من رموز نظامه الى قبائلهم لدفنها في مناطقهم الأصلية ،وإعتبرت ذلك شرطا من شروط المصالحة ، كما طالبت بالكشف عن مصير المغيبين وإطلاق سراح السجناء وعودة المهجرّين في الخارج والداخل ،وقالت القبائل أنها مستعدة لتحمّل تبعات رحلة 42 عاما من حكم القذافي مقابل أن يتحمل الطرف الثاني تبعات الأعوام الثلاثة الماضية ، يأتي ذلك في الوقت الذي بدأت  فيه القبائل الليبية الموالية لنظام العقيد الراحل معمرّ القذافي تلملم جراحها وتبحث عن منفذ لتجاوز النفق الذي وقعت فيه البلاد ،وفي ظل حالة عامّة من عجز الدولة وفشل السلطات الحاكمة على مواجهة الإنفلات الأمني و إنتشار السلاح وإتساع نفوذ الميلشيات المسلحة والجماعات المتطرفة ، تبدو القبائل الليبية وقد إتجهت لتنسيق المواقف فيما بينها ،وخصوصا في المناطق الوسطى والغربية والجنوبية التي كان أغلب قراها ومدنها قد حافظت على ولائها للنظام السابق حتى الإطاحة به ومقتل القذافي في العشرين من أكتوبر 2011، ولا تزال الى اليوم ترفض الإعتراف بتبعات سقوط النظام بما في ذلك العملية السياسية التي يجمع المراقبون المحليون والدوليون على فشلها .وقال بيان صادر عن ملتقى  شباب القبائل الليبية المجتمعة في حمى قبائل ورشفّانة تضامنا مع المهجرين بالداخل والخارج أن لا مجال للإعتراف بما سمّاها نكبة فبراير، وجاء في البيان «  ونحن نختتم الملتقى الاول لقبائل ليبيا المتضامنة مع المهجرين في الداخل والخارج بسبب نكبة فبراير المشؤومة ، نعلن الآتي : 

أولا : عدم اعتراف قبائلنا الشريفة بمايسمى ب 17 فبراير واعتبار كل مابني على اساسها باطلا شرعآ وقانونا

ثانيا: ان القبائل المجتمعة توجه النداء لكل المهجرين خارج الوطن بضرورة الاسراع في العودة الى حضن الوطن وهي تتحمل المسؤلية الكاملة في توفير الحماية لكل العائدين وتضع كافة امكانيات القبائل في خدمة اهلنا حتى يتم استقرارهم يشكل طبيعي في المدن التي هجروا منه

ثالتا : تدعو المليشيات بضرورة اطلاق سراح كافة السجناء المدنيين والعسكريين والسياسيين دون قيد او شرط وتتحمل القبائل مسؤلية تسليمهم لجهات الاختصاص عند عودة الدولة ومؤسساتها

رابعا : لامصالحة مع من تحالف مع الناتو لتدمير ليبيا ،ونطالب كل الوطنيين في ليبيا بضرورة القبض على كل من شارك في خراب الوطن ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمى بعد عودة الدولة ومؤسساتها القضائية

خامسا : تتحمل القبائل الليبية الموقعة على البيان مسؤلية اخطاء 42 عام من حكم الزعيم البطل معمر القذافي وتطالب حكام فبراير بأعلان تحملهم مسؤلية 3 سنوات من الارهاب المتواصل

سادسا : تطالب القبائل الليبية حكام فبراير يضرورة تسليم جثامين كلّ من  اللواء ابوبكر يونس جابر القائد العام لقوات الشعب المسلح و المعتصم بالله معمّر القذافي وجثمان العقيد معمر القذافي لأهلهم وذويهم ليتم دفنها وفق الشريعة الإسلامية »ودعا البيان «القبائل الشريفة لضروة الإستعداد للمرحلة القادمة » 

ويرى المراقبون أن هذا البيان يعتبر الأقوى الذي يصدر عن القبائل الليبية الرافضة للعملية السياسية الحالية منذ الإطاحة بنظام القذافي ، في حين أكدت مصادر مطلعة ل « بوابة افريقيا الإخبارية » أن تنسيقا جرى بين القبائل ومنها ورشفانة وورفلة وترهونة والزنتان  والصيعان والمشاشية والنوايل والعجيلات والأصابعة والرياينة والقذاذفة والمقارحة والطوارق والتبو وغيرها على التواصل مع قبائل الشرق في إطار البحث عن حل ليبي \ ليبي لتجاوز الأزمة التي تمر بها البلاد ، وأن قبائل الشرق الليبي التي كانت بادرت بالحراك الشعبي ضد النظام السابق باتت على إستعداد للتحالف مع قبائل الوسط والغرب والجنوب لتكريس الحلّ القبلي التي تحدده القيادات الإجتماعية ، كما أنها موافقة على تجاوز إشكاليات الماضي والتأسيس لخطة عملية يتم من خلالها إستقبال المهجرين في الخارج والذين يتجاوز عددهم ثلث الشعب الليبي 

وخلال الأسابيع الماضية إستقبلت قبائل ورشفانة وفودا من القبائل الأخرى الذين جاؤا لتهنئتها بإطلاق سراح عدد من أبنائها من كانوا معتقلين في سجون الميلشيات ،وقد تم الحديث مع وفود قبائل ورفلة والمقارحة وترهونة والصيعان والمشاشية والطوارق والحساونة والرياينة والعجيلات والزنتان والنوايل وغيرها ، حول ضرورة الإتفاق على حلول حاسمة للأزمة الليبية خلال المؤتمر القادم وشهدت قاعة المؤتمرات الشعبية بمدينة الزهراء مؤخرا  إجتماعا لأعيان قبائل ورشفانة ،تم خلاله تدارس توفير مساكن وسبل عيش للأسر المهجرة وضمان كرامتها كما تم البحث عن أفضل الطرق لإستقبالها سواء عن طريق البر أو الجو ، وعلمت « بوابة افريقيا الإخبارية » أن القيادات الإجتماعية لقبائل الزنتان أعطت أوامرها لأبنائها المسلحين الذين يسيطرون على مطار طرابلس والطريق إليه ومعبر راس ذهيبة وازن بتأمين عودة المهجّرين 

وكانت قبائل ورشفانة قد عرضت قرارها بتأمين عودة المهجرين الى بلادهم على مكتب الأمم المتحدة بطرابلس في خطوة وصفها المراقبون بالحاسمة في ظل العجز الحكومي ،وتمتلك قبائل ورشفانة والقبائل المتحالفة معها العدّة والعتاد لحماية العائدين وقال أحد شبان القبيلة للبوابة : «مستعدون لأية مواجهة مسلحة تفرض علينا من الميلشيات الإرهابية وغرفة ثوار الإخوان ودروع الإرهاب ، والقبائل الشريفة معنا ، وقبائل الزنتان إتخذت موقفا شريفا لدعم عودة أبنائنا من الخارج »ويوجد خارج ليبيا حوالي مليونين و300 ألف مهجر من أنصار النظام السابق من بينهم 500 ألف في تونس وأكثر من مليون و200 ألف بمصر الى جانب عشرات الألاف في الجزائر والمغرب ومالي والنيجر وتشاد والسودان ودول الخليج وأوروبا وأمريكا اللاتينية