تقام, غدا السبت، بقصر قرطاج مراسم الجنازة الوطنية لرئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي بحضور قادة دول شقيقة وصديقة وممثلي منظمات دولية وإقليمية, إلى جانب ثلة من الشخصيات الوطنية.

وكان في استقبال جثمان الرئيس التونسي الراحل بقصر قرطاج كلا من رئيس الحكومة ووزير الدفاع الوطني, إلى جانب شخصيات وطنية وأفراد عائلته.

وتم, صباح اليوم الجمعة, نقل جثمان الرئيس التونسي الراحل من المستشفى العسكري بالعاصمة إلى قصر قرطاج تحت إشراف الجيش والوطني والأمن الرئاسي ومختلف التشكيلات الأمنية للقوات المسلحة, إلى جانب عدد من الشخصيات الوطنية.

وتجمهر العديد من المواطنين بمحيط المستشفى العسكري لإلقاء نظرة الوداع على رئيسهم المنتخب, مرددين النشيد الوطني, وملوحين بالتحية للجثمان في خشوع وحزن.

ومنذ الإعلان عن وفاة رئيس الجمهورية محمد الباجي قائد السبسي يـوم 25 يوليو الجاري بالمستشفى العسكري بالعاصمة إثر توعك صحي, تولت وزارة الداخلية وضع خطط أمنية استثنائية لتأمين كل الفعاليات ذات العلاقة بالحدث, وذلك من حيث منظومة تأمين محيط المستشفى العسكري والقصر الرئاسي بقرطاج والمنافذ والمسالك المؤدية إليهما.

كما تولت مصالح وزارة الداخلية تأمين ومرافقة موكب نقل جثمان رئيس الجمهورية الراحل من المستشفى العسكري إلى القصر الرئاسي بقرطاج, إضافة إلى وضع منظومة متكاملة خاصة باستقبال ضيوف تونس من ملوك وأمراء ورؤساء الـــــــــدول والحكومات وممثلي مختلف المنظمات الإقليمية والدولية الذين بدأوا في التوافد منذ ظهر اليوم.

وأفادت وزارة الداخلية التونسية، في بلاغ لها اليوم, بأنها اتخذت احتياطات إستثنائية بتسخير كافة الإمكانيات البشرية والمادية لتأمين موكب الجنازة في مختلف مراحله, مع الأخذ بعين الإعتبار مواكبة التجمعات التلقائيـــــــــة للمواطنين في مختلف المسالك.

وفي ذات السياق, أكدت الوزارة جاهزية أفرادها ويقظتهم في تأمين جميع المهام الموكولة إليهم.

كما أكدت الوزارة أنه تم إعداد مختلف الترتيبات الخاصة بالحدث والخطط الأمنية الاستثنائية بالتنسيق التام مع كل من المؤسسة العسكرية والإدارة العامة لأمن رئيــــس الدولة والشخصيات الرسمية.

وأشادت وزارة الداخلية التونسية بأنها تعول على حسن تفهم وتجاوب المواطنين مع الترتيبات الأمنية الخاصة بالحدث المذكور.

ويشارك عدد كبير من قادة العالم, غدا السبت, في مراسم الجنازة الوطنية لقائد السبسي, علما وأن مختلف دول العالم الغربية والعربية أعلنت مشاركة ممثلين عنها في الجنازة.

كما نعت مختلف دول العالم, إلى جانب المنظمات الدولية والإقليمية, في برقيات وبلاغات وتصريحات رسمية قائد السبسي, وتقدمت بالتعازي إلى تونس حكومة وشعبا في هذا المصاب الجلل.

وأقرت الأمم المتحدة تنكيس الأعلام في كل مقراتها, وإعلان غرة أوت المقبل موعدا لتأبين قائد السبسي.

ويغادر, غدا السبت, جثمان الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي, أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تونس وأول رئيس يموت وهو في الحكم, قصر قرطاج في اتجاه مقبرة الجلاز, مرورا بشارع الزعيم الحبيب بورقيبة, قلب العاصمة.

وأمنت الصحافة المكتوبة في تونس, اليوم الجمعة, تغطية وفاة السبسي باللونين الأبيض والأسود, كما اقتصر بث كل الإذاعات والقنوات التلفزية العمومية والخاصة على نقل الحدث والأخبار والقران الكريم منذ اللحظات الأولى من الإعلان عن الوفاة في إطار الحداد الوطني الذي يتواصل على مدى سبعة أيام, كما أمنت وسائل الإعلام الأجنبية تغطية مكثفة لوفاة قائد السبسي.

ومباشرة إثر الإعلان عن وفاة قائد السبسي مع الساعة العاشرة و25 دقيقة من يوم أمس الخميس, وبعد حوالي نصف ساعة تقريبا اجتمع كل من رئيس الحكومة يوسف الشاهد ورئيس البرلمان محمد الناصر ووزراء السيادة بمقر البرلمان لتباحث إجراءات انتقال السلطة إثر الشغور النهائي لمنصب الرئيس.

ليتم لاحقا اجتماع اخر بين الناصر ورئيس الهيئة الوقتية لمراقبة دستورية القوانين, ثم الإعلان بعد ذلك عن شغور منصب الرئيس نهائيا وتولي الناصر منصب القائم بأعمال رئيس الجمهورية لمدة أقصاها 90 يوما وفق ما ينص عليه الدستور, فأداء الناصر اليمين الدستورية.

وبمجرد تولي الناصر مهمة القائم بأعمال رئيس الجمهورية اجتمع أعضاء الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات, ليتمخض الاجتماع عن تقديم موعد الانتخابات الرئاسية من 17 نوفمبر 2019 إلى 15 سبتمبر المقبل, حتى يتوافق موعدها مع الفترة التي ينص عليها الدستور لمهام الناصر كقائم بأعمال رئيس الجمهورية.

إلى ذلك, تولى نائب رئيس البرلمان عبد الفتاح مورو منصب رئيس البرلمان بعد الشغور المؤقت لمنصب الناصر, وفق ما ينص عليه الدستور.

ورحل السبسي, أو "البجبوج" كما يحلو للتونسيين مناداته في عيد الجمهورية الثاني والستين, وهو يوم كان ينتظر فيه التونسيون ظهوره ليطمئنوا على وضعه الصحي, وليعرفوا موقفه من عدم ختم القانون الإنتخابي الجديد.

ويحسب للسبسي, السياسي المخضرم الذي واكب أغلب مراحل التاريخ التونسي الحديث بدء من فترة الإستعمار والحركة الوطنية, فدولة الإستقلال وقيام الجمهورية مع الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة, ولاحقا فترة حكم زين العابدين بن علي, ثم فترة ما بعد سقوط نظام بن علي, أين تولى رئاسة الحكومة وساهم في إنجاح انتخابات أكتوبر 2011, فلاحقا تأسيس حزب نداء تونس في 2012 والوصول إلى قصر قرطاج بفوز النداء في الانتخابات التشريعية وفوز السبسي في الإنتخابات الرئاسية في 2014, في أول انتخابات ديمقراطية تشهدها تونس في تاريخها بشهادة العالم.