يشارك الفيلم الروائي الطويل باستاردو، لمخرجه التونسي نجيب بلقاضي، حاليا في المهرجان الدولي للفيلم ببالم سبريتغز بكاليفورنيا من خلال قسم "السينما الآن". وهذه المشاركة هي أحد المواعيد قبل الأوسكار الأكثر متابعة في الولايات المتحدة.فيلم "باستاردو" الذي نوّه به النّقّاد تجاوز عدد مشاهديه في القاعات الـ20 ألف متفرّج في تونس بعد أقل من شهر من عرضه في قاعات السينما التونسية.ويروي الفيلم قصة محسن – شُهر "باستاردو" – الذي يعاني التهميش والفقر واحتقار سكان حيه، وتتغير حياته بعد أن يقوم بتركيب محطة إرسال للهواتف الجوّالة فوق سطح بيته ... فتتحسن وضعّيته المادّية والاجتماعيّة تدريجيا، كما تتغير حياة الحي بأكمله، إلا أن صديق طفولته "لرنوبة" زعيم الحي لم يستسغ وضعية "باستاردو" الجديدة التي أثارت غيظه.

وانحصر الصراع في الفيلم بين "الباستاردو" و"لرنوبة" فبعد أن كان "لرنوبة" يتحكم في كل الحي ويدّعي زعامة واهية تتحول تلك الزعامة بفضل الأقدار إلى "باستاردو" حيث كان منزله مناسبا جدا لوضع الهوائي الخاص بشبكة الاتصال اللاسلكي ومن ذلك الحدث تنقلب موازين القوى فأصبح الحيّ يدفع "الاتاوة" على استعمالهم الهواتف الجوالة لـ"باستاردو" الأمر الذي لم يستسغه كثيرا "لرنوب" فكان الصراع بينهم.يواصل باستاردو رحلته فتتدهور صحته بفعل ذبذبات الهوائي مقابل تحسن وضعيته الاجتماعية الجديدة، ومضايقات لرنوبة له فتقتله بنت "السنقرة " ليخلو له الجو، تنتقم خضراء أم لرنوبة بجلبها لزعماء جدد من حي مجاور فينشب ما يمكن وصفه بـ"ثورة" ويفوز أصحاب الحيّ..

عند عودة الروح إلى "لرنوبة" يذهب كأي طاغية للانتقام من الذي افتك منه الزعامة فيجده ميتا جراء تلك الذبذبات التي أودت ببصره في بادئ الأمر ثم أخذت روحه.هذا البعد السحري في الفيلم والذي تنقلب فيه الموازين وتصوغ الشخصيات ماهو لامعقول أدى إلى سفر الحاضرين إلى أبعاد أخرى تسخر من الواقع وتهزأ به فعلى الرغم من أن في صيغة الأحداث هناك إشارة إلى الثورة وانتصار المفقرين على الظلم وتهافت قوتين على السلطة إلا أن طريقة الطرح ابتعدت عن المباشرتية الفجة والسطحية المنمقة لتجمح في الخيال وتعطي سينما تونسية مختلفة.وعُرض "باستاردو" لأوّل مرّة على المستوى العالمي في المسابقة الرسمية للمهرجان العالمي للفيلم بتورونتو، كما كانت له مشاركة متميزة في مهرجان الفيلم بأبوظبي في نوفمبر/ تشرين الثاني2013.