واصلت ميلشيات « فجر ليبيا » قصفها أمس الأربعاء لمناطق الجفارة التي تقطنها قبائل ورشفانة غرب وجنوب غرب طرابلس ، وإستهدف القصف بصواريخ الغراد والهاوزر مناطق نجيلة والماية و صياد والطويبية  وقرقوزة وطينة مما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى بين المدنيين وخاصة بين  القاطنين بالعمارات السكنية بمنطقة نجيلة ، وقال شهود عيان  أن مسلحي غرفة ثوار ليبيا بقيادة أبي عبيدة الليبي والجماعات المتشددة المتحالفة معها والمحسوبة على تنظيم أنصار الشريعة بمدينة الزاوية أحرقوا العشرات من المساكن في منطقتي  الطويبية وصياد بعد تهجير أصحابها منها ، في  حين تمركز مسلحو ميلشيات مصراتة وسوق الجمعة وتاجوراء وجنزور على عدة محاور إستعدادا لإقتحام مناطق ورشفانة 

ومساء أول من أمس الثلاثاء ، إستعمل مقاتلو لواء ورشفانة العسكري لأول مرّة صواريخ حرارية متطورة للرد على قصف ميلشيات « فجر ليبيا » حيث نجح في تدمير منطقة متحركة لصواريخ الغراد ودبابة وتحقيق إصابات مباشرة في قوات أبي عبيدة الزاوي على خط التماس بالمنطقة الغربية ، وأعلن لواء ورشفانة أن مقاتليه قاموا بالعملية ردا على قيام مسلحي فجر ليبيا بإعدام جريح من ورشفانة كان في طريقه داخل سيارة للعلاج بتونس عندما إعتقلته ميلشيا مسلحة من مدينة نالوت وسلمته لعناصر من درع المنطقة الوسطى قانوا بتصفيته جسديا 

معركة الحسم 

في الأثناء ، ينتظر أن تشهد الساعات القادمة إنطلاق معركة الحسم في منطقة غرب ليبيا ردا على سيطرة ميلشيات فجر ليبيا على العاصنة طرابلس ، وإنضم أكثر من ألفي مقاتل من مختلف المناطق الى قوات المجلس العسكري للقبائل الذي دخل في تحالف مع قوات الزنتان ولواء ورشفانة العسكري ، وقالت مصادر قبلية مطلعة ل « البيان » أن « القبائل الليبية دخلت في تحالف من أجل تطهير طرابلس من الميلشيات التكفيرية والإخوانية ،وقد وصلت الى إتفاق مع مقاتلي الزنتان والرجبان بالتنسيق مع الجيش الوطني الليبي الذي ينفذ عملية الكرامة في منطقة شرق ليبيا » 

وأضافت المصادر أن مقاتلين من قبائل الوسط والجنوب والغرب إلتحقوا بمنطقة ورشفانة ذات المساحة الجغرافية الواسعة ، إستعدادا لمعركة الحسم ، وأن تنسيقا يجري بين المجلس الأعلى للمدن والقبائل الليبية والجيش الوطني ومجلس النواب لمواجهة ميلشيات قوى الإسلام السياسي التي تسعى الى السيطرة على الحكم في طرابلس والإنقلاب على شرعية البرلمان الليبي الجديد 

تحالفات 

وتشهد منطقة غرب ليبيا تحالفات في إطار عملية « فجر ليبيا » بين ميلشيات من مدن الخط الساحلي مثل مصراتة وطرابلس والزاوية وصبراتة وزليتن والخمس  إضافة الي ميلشيات من غريان والمشاشية بالجبل الغربي وثوار مناطق الأمازيغ كزوارة وجادو ونالوت ،في حين تجتمع قبائل المناطق الغربية والجنوبية والوسطى في إطار عملية يعتبرها المراقبون معركة دفاع بدو ليبيا عن مصيرهم ، ويتكون جيش المجلس العسكري للقبائل من مقاتلين من أغلب قبائل ليبيا مثل ورفلة وترهونة والصيعان والأصابعة والرياينة والعجيلات والمقارحة والنوايل والقذاذفة والتبو والطوارق وغيرهم ، 

وقال مصدر من داخل المجلس العسكري للقبائل ل« البيان » أن « معركة الحسم إقتربت ،وقبائلنا تجد نفسها اليوم في مواجهة التحالف الإخواني التكفيري المدعوم إقليميا ، والحاصل على أحدث الأسلحة ، ولكن قوتنا تكمن في أن الأغلبية الساحقة من الليبيين معنا ،وأن معركتنا هي معركة الدفاع عن سيادة ليبيا وإستقلالية قرارها الوطني وعن الدولة المدنية التي نؤمن بها وعن الشرعية التي تحاول ميلشيات الإسلام السياسي القفز عليها » وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن هويته أن « العالم يحاول أن يتجاهل جرائم الميلشيات التي هجّرت عشرات الآلاف من مناطقهم منذ بداية عملية فجر ليبيا وهي اليوم تواصل قصفها الوحشي لمناطق ورشفانة ،وتتعمد إطلاق الصواريخ من مناطق آهلة مما يجعلنا نتجنب  الرد عليها حتى لا يصاب المدنيون بأذى ،ولكننا أعددنا خططا قتالية سيكون له القول الفصل ميدانيا خلال الإيام القادمة »