تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية في العاصمة الليبية طرابلس مؤخرا في مؤشر على تطورات كبيرة قد تحملها الأيام القادمة.حيث كثف سلاح الجو التابع للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر منذ أكثر من يومين من وتيرة الغارات الجوية على امتداد محور القتال من أطراف طرابلس حتى مدينة سرت مرورا بمصراتة موقعا خسائر كبيرة في صفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق.

وأعلن الناطق باسم الجيش الليبي أحمد المسماري أن سلاح الجو شن غارة على عناصر إرهابية جنوب العاصمة طرابلس.وقال المسماري عبر صفحته بموقع "فيسبوك" إن سلاح الجو تمكن من تدمير 2 آلية مسلحة و2 سيارة استيشن تحمل قيادات ارهابية وأجهزة تشويش للعناصر الإرهابية وذلك جنوب العاصمة طرابلس بالقرب من منطقة السبيعة.

ومن جهتها،أعلنت شعبة الإعلام الحربي أن سلاح الجو استهدف اليوم الخميس عدة مواقع تابعة لحكومة الوفاق.وبينت شعبة الإعلام الحربي عبر صفحتها بموقع "فيسبوك" أن سلاح الجو استهدف عدة مواقع تابعة لحكومة الوفاق منها مواقع لمقر القوة الوطنية المتحركة بمنطقة جنزور موضحة أن الضربات حققت أهدافها.

ونجح الجيش الليبي في وقت سابق في توجيه ضربة موجعة للقوات الموالية لحكومة الوفاق وذلك بعد أن نفذ سلاح الجو الليبي غارات على غرفة العمليات التركية داخل مطار الكلية الجوية في مصراتة، وذلك في إطار القصف المكثف الذي تشنه المقاتلات الحربية على أماكن تواجد العسكريين الأتراك في طرابس ومصراتة.

وقالت شعبة الإعلام الحربي، إن إنه تم استهدفت مبنى لإقامة الأتراك في مطار مصراتة ليلة أمس الأربعاء، وغرفة العمليات الخاصة بالطائرات دون طيار ومخازن للذخيرة.وأفاد الإعلام الحربي أيضا باستهداف الطائرات لمطار معيتيقة في طرابلس بسلسلة من الغارات، وبضرب مواقع لـ"العدو" من بينها غرفة التحكم "التركية" في الطيران المسير.

ووجه الجيش الليبي في وقت سابق ضربات ضد أهداف تابعة لحكومة الوفاق في مدينة سرت التي تقع على الساحل الليبي مناصفة بين مدينتي بنغازي وطرابلس.وقال الجيش الليبي: "إن قرابة 50 آلية وأكثر من 20 قتيلا هي الحصيلة الأولى لمجموعة الغارات الجوية التي نفذها سلاح الجو على سرت"، لافتا إلى انسحاب المليشياوي محمد الحصان بـ60 آلية تجاه مدينة مصراتة.

وكان الجيش الوطني الليبي بدأ حملة قصف جوي واسعة، بعد مقتل اثنين من القادة التابعين له في ضواحي طرابلس مؤخرا،وهما محسن الكاني القائد الميداني لقوات اللواء التاسع التابع لمدينة ترهونة الواقعة جنوب غرب طرابلس، وآمر اللواء عبد الوهاب المقري.وذلك بعد استهدافهما عبر طائرة مسيرة تركية.

وتتزايد المؤشرات حول وجود مرتزقة أتراك في صفوف المليشيات،حيث كشف المركز الاعلامي لعمليات الكرامة بالمنطقة الغربية عن حمولة طائرة "الانتنوف" والتي هبطت في قاعدة معيتيقة فجر الأربعاء رغم إيقاف الملاحة الجوية بالمطار.وقال المركز إن تركيا نقلت جثامين أربعة قتلى لعسكريين أتراك لقوا مصرعهم في قصف جوي على قاعدة معيتيقة في طرابلس.

وأشار المركز إلى أن العسكريين متورطون في قيادة طائرات مسيّرة، ويقومون بقيادة العمليات العسكرية للميليشيات المسلحة التابعة لحكومة قوات الوفاق ضد قوات الجيش الليبي.وأفاد المركز أن ثمة أنباء عن الاستعداد لنقل عدد من الجرحى الأتراك الموجودين الاآن في مدينة مصراتة والقادمين من جبهة مدينة سرت.

وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلن المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري تمكن قوات الجيش من صد هجوم مدعوم بطائرات تركية مسيرة، نفذته ميليشيات طرابلس في محيط العاصمة طرابلس.وكان المسماري أوضح في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن "المتغير في معركة طرابلس هو دخول الأتراك بشكل مباشر، ولذلك قمنا بقصفهم بشكل مباشر"، مشيرا إلى أن هناك "معركة مفتوحة بين الجيش الوطني الليبي والأتراك" في العاصمة الليبية.

من جهة أخرى، أعلن الجيش الليبي مقتل أحد قيادات الإرهاب في مدينة الزاوية "قيس بن لابح" نجل عميد بلدية الزاوية، وذلك بعد استهدافه بوابل من الرصاص أثناء تواجده في شارع تقاطع الحضارة بمنطقة الحرشة الزاوية من قبل مسلحين ليلة الثلاثاء.

ولابح هو قيادي ميداني لدي "سرايا الفاروق" بمدينة الزاوية ومنها قائد ميداني أيضا في"غرفة ثوار ليبيا" والتي أسسها القيادي الإرهابي "شعبان هدية" والمكنى أبوعبيدة واعتمدت من قبل رئيس المؤتمر الوطني المنتهي ولايتة نوري بوسهمين إلى جانب رئاسة مجلس الشورى بها في يوليو 2013 

شارك قيس في ما يعرف بحرب "فجر ليبيا" الانقلابية وكان قائدا ميدانيا بها خلال العام 2014، وهو مقرب جدا من قيادات الجماعة الليبية المقاتلة باﻹضافة لعلاقته الوطيدة بعناصر مجالس الشورى الهاربة من مدن الشرق والمتواجدة في مدينة الزاوية بعد تقديم المأوى لهم وللعناصر الأخرى والتي فرت من مدينة صبراتة.

وقدم لابح مساعدات لوجستية وخاصة الإمداد بالسلاح والذخائر لصالح عناصر مجلس شورى ثوار بنغازي الإرهابي أثناء المواجهات ضد القوات المسلحة الليبية في مدينة بنغازي وتحديدا خلال العامين 2015 و 2016 .كما يملك قيس سجلا حافلا من الجرائم الجنائية والتي تشهدها مناطق مدينة الزاوية وخاصة منطقة "الحرشة" بها من عمليات خطف وابتزاز وقتل وأعمال أخرى غير مشروعة من تهريب الوقود والزيوت والاتجار بالأسلحة والذخائر وتهريب الهجرة غير الشرعية للحصول على الأموال.

ويعتبر مقتل بن لابح دليلا جديدا بحسب المتابعين للشأن الليبي على تعويل حكومة الوفاق على العناصر الارهابية في قتالها ضد الجيش الليبي.فمنذ بداية العمليات العسكرية في الرابع من أبريل/نيسان الماضي، انتفضت قيادات إرهابية وشخصيات مطلوبة محليا ودوليا في العديد من الجرائم، وحشدت قواتها العسكرية، معلنة عودتها إلى ساحات القتال، لمساندة قوات حكومة الوفاق، والوقوف ضد تقدّم قوات الجيش الليبي إلى وسط العاصمة طرابلس.

ورغم الدعم الكبير الذي تحضى به المليشيات المسلحة والعناصر الارهابية من قبل الدول الداعمة لها وعلى رأسها تركيا وقطر،فان واقع الأرض يؤشر الى أفضلية متواصلة للجيش الليبي في ظل تقدمه المتواصل.وكانت شعبة الإعلام الحربى التابعة للجيش الليبي،كشفت الأحد،إن الوحدات العسكرية بالقوات المسلحة العربية الليبية، تُحرز تقدمًا كبيرًا في مختلف المحاور، وأن كافة الوحدات والفصائل تسيطر على المنطقة.

وأكدت شعبة الاعلام أن الوحدات العسكرية نصبت عدّة كمائن مُحكمة لمجموعات الحشد الميليشياوي في محاور العاصمة، كما أعلنت عدة قيادات عسكرية بالجيش الليبي، وعلى رأسهم اللواء فوزي المنصوري قائد محور "عين زارة"، أن الجيش الليبي تمكن من إحراز تقدمات واسعة بعد التصدي لهجوم الميليشيات وتكبيدهم خسائر كبيرة.

والأحد، قال الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري: "إن معركة طرابلس ستشهد خلال الأيام القليلة القادمة ارتفاعا في وتيرة الاشتباكات في العاصمة طرابلس، وستدخل المعركة مرحلة حاسمة جدا".وأوضح "المسماري"، في مؤتمر صحفي من بنغازي، أن تركيا لا تزال تواصل دعم المليشيات الإرهابية في طرابلس، خاصة الدعم العسكري بالطائرات المسيرة، مشيرا إلى خطين جوي وبحري مفتوحين بين أنقرة ومصراتة.

وكشف "المسماري" عن رصد الجيش لتركيب المليشيات لهوائيات توجيه الطيران التركي بمنطقة "فشلوم" فوق المؤسسات المدنية، كما تم رصد إحداها فوق مبنى الشرطة، وآخر فوق مسجد تسيطر عليه "مليشيا النواصي" الإرهابية.

وتتواصل المعارك في العاصمة الليبية حيث يصر الجيش الوطني الليبي على دخول المدينة وانهاء نفوذ المليشيات والعناصر الارهابية فيها.ويرى مراقبون،أن القبض على القيادات البارزة أو القضاء عليها،يمثل ضربة موجعة للمليشيات وهو ما يسهل بشكل كبير عمليات تحرير العاصمة،والذي يمثل بحسب المتابعين للشأن الليبي خطوة هامة في طريق تحرير كامل الأراضي الليبية واستعادة الأمن والاستقرار في البلاد.