عيد الأضحى أو كما يسميه الليبيون العيد الكبيرة يختلف تمام عن عيد الفطر من حيث التجهيزات والإمكانيات وقضاء أيامه فعيد الأضحى لايحتاج لبرستيج وزبون وحذاء جديد 

العيد محتاج لجهد في التجهيز وجهد في الأكل، عيد الأضحى هو أيام للأكل والشرب

قبل أن ندخل في بعض تفاصيل العيد في البيت الليبي كما رواها لنا الآباء والأجداد وبعض من عاصروا حقبة السبعينات وبداية الثمانينات وبعض الوقت الذي عصرناه نحن مواليد السبعينات. ان هذا العيد بالنسبة لسكان العاصمة فيه مهجرين ونازحين وبيوت مدمرة فكم بيت وأسرة ستحرم فرحة العيد وايامه الجميلة. بين تأخر الراتب وبين أسعار الاضاحي التي وصلت لسعر  سيارة قديمة وكل المربين يقولون ان السبب غلاء علف الخراف وأسعار مرتبات الرعاة وسعر الأدوية التي كانت زمان مجانا والان أسعارها غالية جدا

ناس زمان قالوا.. 

اللي مايذبح شاته ويحكم في مراته وما يقوم بصلاته موته خير من حياته..

واللي مايعرف لا ذبيحة لا سليخة ماخدته ببنت الناس فضيحة..

واللي ماتعرف تخدم الدوارة زواجها بوليد الناس خسارة..

إن المناطق في ليبيا تتميز فيما بينها بعادات وتقاليد و طقوس تختلف عن بعضها

أهل الجنوب وبالتحديد فزان  فقبائل التبو والطوارق  يلتقون في أيام العيد الثلاثة لدى بيت الوالد ويذبح الجميع خرافهم حسب الأولوية الكبير ثم الذي يليه بعد ذبح أضحية الوالد والوالدة اولا.

نشرت عدد من المواقع الإلكترونية بعض تفاصيل عادات التبو والطوارق تكاد تكون غريبة أردنا أن يطلع عليها قراء البوابة لغرابتها وتمسك أهل تلك القرى البعيدة بهذه العادات لحد الان حسب الأقاويل.  

فبعد ذبح الأضحية عند التبو  يعطى لحم الصدر بالكامل لأبن الأخت الكبرى  والقلب يعطى لابنتهم المتزوجة أو لبنت الأخ الأكبر أو بنت الأخت الكبرى. ويعطى الفخذ للأب أو العم.

اما الطوارق فينتظر أهالي المنطقة أمام المسجد إلى أن ينتهي من ذبح أضحيته ويعرف ذلك برش الإمام دم أضحيته على شعب النخيل أمام بيته.

يروي لنا الأستاذ كمال احد سكان المدينة القديمة انه في عهده كانوا يشترون الأضحية من سوق الجمعة وكانت والدته وأخواته يحضرن الخضروات ويقطعنها استعدادا  للعصبان غداء اول يوم في العيد على أن تكون الفاصوليا غداء ثاني أيام العيد

كمال أضاف أن العيد في ليبيا إمام هو لم العائلة كان هناك ترابط اجتماعي كبير لها طعم خاص تعيش خلالها لحظات جميلة جدا من جراء ما يفعله الناس فيما بينهم من تعاطف وتآزر وتعاضد

قائلا زمان كان والدي يربط الخروف أمام البيت لكي اتفاخر به انا وأخوتي على أصدقائي وكذلك هم يفعلون كانت هناك عائلات تدهن رأس الخروف بالحنة. زمان كنا نقوم بشوي الكبد وبعض من اللحم وتترك الأضحية كما هي معلقة مغطاة لثاني يوم نقطعها ويذهب جزء كبير منها قديد وهو يتم التركيز عليه ويعتبر مخزون مهم لفصل الشتاء 

وأضاف أيضا نذهب لحضور خطبة الجمعة مع والدنا والتي كانت تدعوا الترابط واللحمة الوطنية.

أما الأخت وداد من منطقة الحرابة والتي لازالت عائلتها تحتفظ بما ورتثه عن الأجداد فيما يخص ايام العيد تبدأ قبل العيد بثلاثة أيام بتنظيف البيت كاملا وضم الفرش الرئيسي لكي لايشوه بالدم ونحرص على سن أمواس الذبح وشراء صحون جديدة والحبال وتحضير عالة الشاهي وشراء الخضروات والمشروبات

تروي وداد أن أول يوم يذهب في اكل القلاية والشواء والعصبان بخبزة الفرن وتضيف أنهم يأكلون لحم كتف الخروف فقط للغذاء والأفطار ويذهب ثاني يوم في التقطيع والغذاء فتات مع السلطات ويذهب ثالث يوم لزيارة كبار   العائلة والاطمئنان عليهم.

اما صبري وهو في الخمسينيات تقريبا ومن سكان سوق الجمعة يقول لما زحف البناء وارتفعت الأسعار أصبحنا نشتري الاضاحي من السوق

سكان سوق الجمعة أغلبيتهم كانت لديهم سواني ومساحات لتربية الأغنام نبدأ أول أيام العيد بالصلاة ثم الذبح ونفطر على لحم أضحيتنا قلاية أوشواء. على أن تكون العائلة قد حضرت وجهزت مايلزم لحشو العصبان والغذاء يكون فاصوليا من لحم الأضحية ومن الضروري أن نترك جزء كبير من الاضاحي لكي نوزعها على الخالات والعمات والجيران يضحك فيها الكبار مع الصغار ونود بعضنا البعض ويعود الجميع سعداء لبيوتهم.

محمد يقول من أجمل الأشياء في العيد زمان انها تجمع كل العائلة قريبها وبعيدها حتى المتخاصمين يرجعون لبعض  نذبح عند كبير العائلة ونقضي يوم جميل ويعود الجميع أخوة متحابين.

يقول الرأي العام في الشارع أن العيد لم يعد عيد الأخوة كل واحد يذبح لوحده في بيته والآخر يذهب باضحيته لجزار والآخر يعد لدى أنسابه وأيضا أن وفاة رب الأسرة قد يترك فراغ بينهم هو والأم من كان يجمعهم في (جنان الحوش).

هناك عادات عربية سواء في شمال أفريقيا أو دول الخليج تجتمع مع عاداتنا في العيد إذ نشر موقع نون بوست بعض تفاصيل هذه العادات

اليمنيين إذ يقوم أهل اليمن بارتداء الثوب والجنبية والشال والكوت للذهاب للصلاة وبعدها الذبح وأهم ما يميز العيد في اليمن هو الطريقة الشهية لتحضير الاكل فالاضحية اما ان تصبح أطباقا شهية من المدفون وهو أن تدفن الوجبة في الرمال الساخنة لتزداد نضوج أو أن يضاف عليها العسل اليمني المميز

اما في المغرب فيرتدي المغاربة الزي المزركش أو المنقوش بالنقوش المغربية المميزة

تبدأ  ربات البيوت في إعداد الأطباق المتنوعة ومن أهمها شرائح اللحم المجفف تحت أشعة الشمس (القديد) والذي يتناوله المغاربة مع الشاي الأخضر

اما في مصر  الأضاحي تذبح امام البيوت وعند الجزارين وتقسم الأضحية على من يستحق وتعد ربات البيوت الفتة مع الرقاق أو البشاميل على الطريقة المصرية.

على الرغم من سعادتهم الناقصة لقضاء العيد والتي سيقضونها بين حواجز التفتيش الإسرائيلية على بوابات المسجد الأقصى أو المعبر الحدودي الذي يغلق في وجوههم. فالعيد في فلسطين له طابعا مميزا حيث اعتادت العائلات بعد الصلاة وقبل الذبح أم تتجه المقابر لقراءة الفاتحة على أرواح الراحلين من عوائلهم ويوزعون الكعك والحلوى على المارين ثم يذهبوا للذبح.

رغم معاناة الأسر في ليبيا اجمع والعاصمة خاصة من ترهيب واعتداء ونقص في الكهرباء والماء والسيولة والأمن والأمان سيحتفل الليبيون بالعيد ويذهبون للصلاة ويذبحون الاضاحي وسينشرون القديد ويتلذذ الجميع بالعصبان والقلاية مع السلطة المشوية وخبزة الفرن والفاصوليا المدهنة وطبعا مسحت البتري الباردة وطاسة شاهي العالة