مثلت ليبيا منذ سنة 2011 محطّة مركزية للتنظيمات المتطرفة التي استغلت حالة التفكك الأمني الذي عاشته البلاد و غياب الدولة الكلي، حيث سيطر تنظيم داعش الإرهابي على مدينة مصراتة معلنا إياها إمارة إسلامية قبل أن يقوم الجيش الليبي بتحريرها.

وفي إطار سياق دولي متكامل يفقد التنظيم المتطرّف قوته في مختلف الأقطار التي يتركز فيها إلا أنها لازال يهدّد إستقرار سكان المنطقة بمن فيهم الليبيين. وقد صدرت عدة تقارير دولية كثير منها استخباري تقول على هيئة تحذيرات إن تنظيم داعش الذي تلّقى  هزيمة موجعة في ليبيا، ومن دون دعم دولي يُعيد تنظيم صفوفه في عدة مناطق من ليبيا، وأن الانقسام السياسي مضافة إليه الفوضى الأمنية وفقا لمضمون التقارير من شأنهما أن يُعيدا انطلاقة داعش في ليبيا، لكن هذه التقارير التي عززها أحدث تقرير أصدره موقع  بلومبيرغ المتخصص بالتقارير الاقتصادية والسياسية لا تثير شهية المجتمع الدولي لوضع   مقاربة خاصة بليبيا لضرب تحركات داعش.

يرى مراقبون أن المجتمع الدولي لعب دور كبير في توريط ليبيا في حالة اللإستقرار و الخراب الذي ثم لم يتدخل بالشكل الكافي لإنقاذ حيث مثلت لم تخرج تحركات الدول الكبرى عن دائرة الصراع المكشوف حول خيرات و حالها يزداد سوءا يوما بعد يوم.

في نفس السياق، حذّر المختصون في مكافحة الإرهاب من أن تنظيمي "داعش" و"القاعدة" لا زالا يشكلان تهديداتٍ هائلةً في أماكن مثل الصومال واليمن وغرب إفريقيا وليبيا وهو ما يدفع نحو استمرار العمليات العسكرية في هذا البلد الممزق بالأزمات. 

وفي الـسادس من مارس الماضي، قال الجنرال والدهاوسر، قائد أفريكوم ، في شهادته أمام الكونغرس:"نحن متورطون بشدة في عملية مكافحة الإرهاب" داخل ليبيا. أمّا داخليا، فإن التنظيم الإرهابي يتغذى من عملية الإنقسام السياسي الذي تعيشه البلد حتى يجد ضالته فهو لا يعيش إلا في مناخات الفوضى.

من ذلك يقر المحللّ السياسي كمال الشريف ل"العربية نت"، أن التقدّم الميداني الذي حققه تنظيم داعش في ليبيا ضد الأجهزة الأمنية، إلى الانقسام الداخلي في البلاد سياسياً وعسكرياً، مؤكداً أن التنظيم يستفيد من هذا العامل ليعود من جديد ويتجاوز هزائمه السابقة وأي تأخر في التسوية سيعزز من وجوده، لافتاً إلى أنّ التشظي في الجهود يضر بعمليات مكافحة الإرهاب والتصدي للجماعات المتشددة المنتشرة في معسكرات متفرقة على مختلف أنحاء البلاد.

ويبدو أن عناصر من داعش تتعمد التوجه صوب مناطق الفراغ الأمني في مناطق جنوب الصحراء لأنها قد أكملت إعادة بناء هيكلتها الجديدة على أسس مختلفة عن الأسس السابقة تقوم على حرب عصابات تستنزف المجموعات التي تعاديها.

ولا تزال المفاوضات بين الأطراف السياسية عمليّة معقدة في الوقت الحالي، نظرا لعدم وجود طرق توافقية بين الأطراف السياسية الرئيسية في البلاد رغم إقدام المبعوث الأممي غسان سلامة على تنظيم المؤتمر الوطني الجامع الذي من المقرر أن ينبثق عنه موعدا للانتخابات.