تتابع التقارير الإعلاميّة المحليّة والدّولية حول "المرتزقة" الأجانب الذين تستعين بهم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، في صفوف قوّاتها ضمن المعركة التي تخوضها ضد الجيش الليبي في العاصمة طرابلس.

فقد تحدّثت تقارير إعلاميّة عدّة وجود مقاتلين سودانيين في صفوف الميليشيات المنضوية تحت حكومة الوفاق، كما كشفت العديد من التحقيقات عن تجنيد المهاجرين الغير شرعيين في هذه الحرب لفائدة الميليشيات. 

كما كشف الجيش الليبي عن هويّة أحد "الطيارين المرتزقة" بعد العثور على بقايا الطائرة ميراج F1 التي أسقطها قرب قاعدة الوطية الجوية جنوب طرابلس، ووفق الناطق الرسمي بإسم القيادة العامة للجيش الليبي العميد أحمد المسماري، فقد تم العثور على كرسي الطيار والباراشوت ومتعلقات الطيار، أثناء فحصها لحطام الطائرة. وتضمنت المتعلّقات، بعض الطعام وشارة الاسم كتب عليها اسم "بوريس رايس "وهو طيار من دولة الإكوادور يقاتل مع قوات حكومة الوفاق.

هذه المعطيات أكّدته صحيفة Paris Match الفرنسية في تقرير لها الإثنين بعنوان "مرتزقة إكوادريون يقاتلون في معركة طرابلس" قالت فيه بأنّ مهندسين وطيارين من دولة الإكوادور ظهروا في العام 2016 من خلال المشاركة في المعارك ضد داعش في ليبيا. 

مضيفةً أنّ طائرة ميراج F1 كانت تقلع ومن قاعدتهم في مصراتة، باتجاه سرت لقصف ما كان آنذاك عاصمة الدولة الإسلامية في إفريقيا. 

مؤكدة بالقول: "ثم قدم الطيارون أنفسهم لمعركة جديدة في أبريل 2019 ولكن هذه المرة ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر".

وكانت "بوابة إفريقيا الإخبارية" قد نشرت تحقيقا، أمس الإربعاء، حول هؤولاء الطيارين الأجانب الذين يعملون في قاعدة مصراتة الجويّة والذين وصفهم تقرير الخبراء التابع للأمم المتحّدة بـ"الطبارين المرتزقة"، حيث كشف التحقيق كافة التفاصيل المتعلّقة بهؤولاء المهندسين والطيارين، من عقود ومرتبات، والذين يعملون في صيانة وقيادة طائرات الميراج وقصف المواقع داخل ليبيا.

للإطلاع على التحقيق: 

 


** الدّور القطري والتركي في توظيف الطيارين المرتزقة: 

إلى ذلك كشف موقع Mena Defense المختص في الشؤون العسكرية بشمال إفريقيا والشرق الأوسط تقريرا بعنوان "عندما تدفع قطر وتركيا للطيارين المرتزقة لقصف ليبيا" تحدثت فيه عن دور القطري والتركي في توظيف طيارين أجانب لفائدة الميليشيات الإسلاميّة لمهاجمة قوّات الجيش الليبي. 

وقال التقرير متحدّثًا عن هؤولاء الطيارين بأنّه قد"قام بنشر صور له على رأس طائرة اعتراضية من طراز Mirage F1ED بألوان ليبيا، مختبأ خلف إسم مستعار للحفاظ على هويته على موقع مشاركة الصور التي سجل عليها . وبالبحث قليلاً يمكننا اكتشاف هويته، إنه أمريكي يبلغ من العمر 42 عامًا يعرف باسم فريدريك جوزيف شرودر والذي عمل حتى وقت ليس ببعيد في الصين لشركة طيران في شنزن".

وكشف التقرير قائلا أنّ هذا الطيار الأمريكي "حاصل على العديد من المؤهلات على الطائرات الشخصية VIP وحتى على طائرة بوينج 737NG. وعلى حساب لينكدن، يعترف بأنه متحمس للطيران والسفر، حيث زار أكثر من 100 دولة وعاش في 13. ويؤكد أنه، بالإضافة إلى عقود طيارين للخطوط، يقبل أيضًا عقودًا خارجة عن المألوف، مثل عقد طائرة Mirage F1 في ليبيا".

وأضاف الموقع: "بالنسبة للصور الغنية بالمعلومات التي نشرها، أضاف بعض المعلومات عن حالة الأسطول الجوي لفصيل مسلح ليبي. ووفقا له، فإن الصيانة هي صداع حقيقي للناجين من الميراج، سيكون الفنيون من أمريكا الجنوبية (من المحتمل أن يكونوا من الكولومبيين) هم المسؤولين عن صيانة هذين الجهازين في حالة التشغيل بأي وسائل ممكنة".

وتابع تقرير الموقع العسكري النختص قائلا بأن تمكّن من تحديد وجود طيار ثانٍ من جنوب إفريقيا. متسائلا: "إذن كيف انضم أميركي وجنوب إفريقي إلى سلاح الجو غير الرسمي في شمال إفريقيا؟ وما هي هذه القوة؟"

ويجيب التقرير قائلاً : "يقدم لنا شرودر بعض التفسيرات، في رسالة منشورة على منتدى أمريكي محترف".

أولاً، لصالح من يعمل؟  

يجيب التقرير: قوات فجر ليبيا في مصراتة هي من يجند الطيارين والفنيين الأجانب.

 ثم كيف وصل إلى ليبيا؟ 

يجيب التقرير: "من خلال ترخيصه المدني التجريبي ودليل تعليمات F1 mirage الذي تم شراؤه عبر الإنترنت، سينتهي به الأمر في ليبيا بمجرد الرد على إعلان التوظيف، الذي نشرته شركة قطرية، والتي كانت تبحث عن سائقين مع أكثر من 1000 ساعة الطيران وقادرين على قيادة الطائرات المقاتلة. وفقًا لشرودر، تمت المقابلة في الدوحة، وكان الانطلاق من إسطنبول، وأمام العدد القليل من المرشحين الذين توافدوا كان سيجد نفسه سريعًا في مصراتة، وهو آخر مطار ليبي يشغّلُ من قبل شركة أجنبية (الخطوط الجوية التركية)".

موضوع العقد؟ 

يجيب التقرير: "أمام راتب مذهل، كان على الطيارين الانضمام إلى القوات الجوية الليبية، والمساعدة في تدريب الطيارين وبالمناسبة، كما ادعى الطيار الأمريكي، قصفُ داعش والقاعدة. حتى كان ذلك، وفقا له، دافعه الرئيسي. قلقه الرئيسي الذي اتجاه ميليشيا فجر ليبيا، والتي رغم أنها ليست داعش، فإنها ميليشيا إسلامية قريبة من جماعة الإخوان المسلمين التي تدعمها وتمولها أنقرة والدوحة. علاوة على ذلك، أعرب عن أسفه لأنه وجد نفسه يعمل في قصف قوات حكومة طبرق".

وتابع التقرير بالقول "ووفقا له، فقد صودرت أوراقه وكان لديه مشكلة في المغادرة".

وختم الموقع تقريره بالقول هذه المعلومات، على الرغم من أنها تافهة، تشير إلى أشياء كثيرة حول ما يحدث في ليبيا.. والدور الجاد الذي تلعبه دول مثل قطر أو تركيا، على المستوى العسكري"

مشيرًا إلى أنّ "قضية فريدريك شرودر هي دليل على الحرب القذرة التي تدور الآن في ليبيا" بحسب تعبيره.