تواجه حكومة جوزيبي كونتي، انتقادات واسعة من قبل المعارضة ووسائل الإعلام الإيطالية بعد منع الأتراك لضباط من لواء جولياني الطبي من الهبوط بمطار القاعدة العسكرية بمدينة مصراتة الليبية حيث يوجد المستشفى الميداني الذي أنشأته روما في العام 2016، ووصل الأمر الى أن تنشر صحف إيطالية مقالات تتساءل فيها «هل أصبحت بلادنا جمهورية موز ليتعاملوا معنا بهذا الشكل ؟» معتبرة أن ما حصل يمثل إهانة وطنية لإيطاليا لابد من الرد عليها.

وقالت وزارة الدفاع الإيطالية، في بيان لها أن منع قواتها الدخول إلى مدينة مصراتة، من قبل ضباط أتراك، شيء مهين لإيطاليا ولقواتها المسلحة، واصفة الأتراك بـ “معدومي الضمير”،

وأشار البيان إلى أن ” السلطات التركية رفضت السماح لبعض الجنود من كتيبة سيليو وجوليا بالهبوط، لأن تأشيرة الدخول كانت مفقودة في جوازات سفرهم”.

ويرى المراقبون أن ما ورد في بيان وزارة الدفاع الإيطالية، يؤكد أن روما أدركت أخيرا أن مستعمرتها القديمة باتت تحت احتلال إيطالي مباشر ، وهو ما يدفع بها الى إعادة النظر في مواقفها السابقة التي تبدي فيها دعما لسلطات طرابلس

وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية وزعيم حزب فورزا إيطاليا السيناتور إنريكو إيمي: “عادت قواتنا بعد بضع ساعات بنفس الطائرة. الأخبار لا تصدق، وتعكس أن بلدنا لم يعد يحسب لها حساب على المستوى الدولي مقارنة بالولايات المتحدة”.

وأضاف أن هذا التصرف يسخر من إيطاليا، ويضفي الشرعية على العالم ليعاملنا كـ “جمهورية موز”، على حد تعبيره، مردفًا “سوف أطرح سؤالاً على الوزراء المعنيين لطلب توضيح، حيث إنه من واجب الحكومة أن تقدم تفسيرات على الفور لهذه القصة غير المقبولة”.

وتابع قائلا : “ليس هذا فقط، ففي طرابلس، يتم نزع سلاح رجال البعثة العسكرية الإيطالية بما في ذلك المكلفة بحراسة السفارة الإيطالية ، لأن الليبيين لم يأذنوا لهم بتاتًا”، منوهًا إلى أن ذلك إشارات صغيرة وكبيرة لكنها خطيرة أيضا، حيث تؤكد أن “الأتراك لا يريدوننا في ليبيا”، وفق قوله.

وختم زعيم حزب فورزا إيطاليا تصريحه، بالإشارة إلى مقال كتبه فوستو بيلوسلافو، يفيد بأن الأتراك، وضعوا أنظارهم في مصراتة على المطار، حيث كان لروما مستشفى ميداني عسكري لسنوات.

وكانت وسائل إعلام إيطالية، تداولت، السبت الماضي أن 40 جنديا إيطاليا ممن يعملون في المستشفى الميداني العسكري الإيطالي قد منعوا من دخول مدينة مصراتة بناء على أمر من القوات التركية المسيطرة على مطار الكلية الجوية بمدينة مصراتة، بحجة عدم امتلاكهم تأشيرات دخول.

وكانت لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيطالي، إستنكت  ما حدث للقوات الإيطالية في مدينة مصراتة، على خلفية منعهم من الدخول من قبل ضباط أتراك، واصفة إياه بـ«السخيف». وقا لجنة الخارجية بالبرلمان الإيطالي، وفقا لقناة «ليبيا الحدث» الإخبارية، أن ما حدث لقوات إيطاليا في مصراتة «أمر غير مقبول»، مطالبة الحكومة الإيطالية بتقديم إيضاح فوري.

وأثارت الحادثة التي أغضبت الإيطاليين جدلا واسعا في الأوساط الليبية التي إعتبرتها دليلا على تحول مدينة مصراتة الى مستعمرة تركية ، فيما لم يصدر أي تعليق عن الحدث سواء من قبل القيادة العامة للجيش أو البرلمان أو الحكومة المؤقتة.

ورد مصدر ذلك بالقول  أن « إيطاليا لم تكن واضحة في مواقفها من التدخل التركي السافر ، بل كانت تبدو أقرب الى وجهة نظر حكومة فائز السراج، وهي اليوم تدفع ثمن ذلك » متابعا « أن ما حدث يأتي ضمن مشروع تركي لسحب البساط من تحت إيطاليا في غرب ليبيا».

كما لوحظ أن حكومة الوفاق بطرابلس لم تعلق على حادثة طرد الضياط الإيطاليين من مصراتة ، ما يشير الى خضوعها المطلق للقرار التركي.

 وقال الناشط على أوحيدة: ” ليبيا تحت الاحتلال التركي، والادلة لم تعد بحاجة لبراهين: انتشار عسكري، تصريحات رسمية موثقة بتبني التدخل العسكري المباشر، اتفاقيات مشبوهة دون موافقة البرلمان، تبذير ونهب الاموال العامة، السيطرة على المؤسسات. هذ الامور توثق وترسل من البرلمان الى الهيئات الدولية وتقدم للمحاكم”.

من جانبه، قال الناشط الإعلامي هادي البركي: “توتر داخل الحكومة الايطالية بعد رفض تركيا نزول جنود داخل مصراتة. وزارة الدفاع التركية تمنع بالقوة نزول ضباط ايطاليين بالقاعدة الجوية مصراتة وتعتبر مصراتة إرث تركي ممنوع بقاء اي قوة فيه عدا تركيا”.

أما الكاتب الصحفي، محمد رؤيا ناظم قنبر، فعقب قائلاً: “الأتراك يطلبون تأشيرات مسبقة للطليان لدخول مصراتة.. مصراتة التركية أصبحت دولة داخل الدولة .. وضعت لها قوانينها الخاصة التي لا يجوز القفز عليها .. حتى الطليان وهم الأقدم في مصراتة والذين يشكلون القوة الأكبر في ميناء مصراتة أصبحوا غرباء على مصراتة ومنعهم الجنود الأتراك من التردد على مستشفى مطار مصراتة للعلاج .. بل واشترطوا على الطليان حصولهم على تأشيرة مسبقة لدخول مصراتة .. ولم يوضحوا هل التأشيرة من القنصلية الليبية ام التركية في الخارج “.