سلط برنامج «أجزاء مجهولة» الذي تبثه محطة «سي أن أن» الأميركية،  الضوء على اشياء ايجابية في عاصمة الليبيين طرابلس ،بعد ان تصدرت واجهة عناوين الصحف كعاصمة غير مسقترة ومضطربة امنيا. 

وفي حلقته «الطرابلسية»، ينقل البرنامج الأميركي صورة مختلفة عن تلك التي تقدمها وسائل الإعلام عن ليبيا، فمن المرات القليلة التي نرى فيها برنامجاً تلفزيونياً غربياً يركز على الجوانب العادية من حياة المدينة، متجنباً تكرار صورتها النمطية المقرونة بالصراع الدموي. ربما بسبب طبيعة البرنامج نفسه المهتم بالطعام وإعداد الأكلات، لكن ظلال الحرب وفي مدينة مثل طرابلس لم يمضِ على تخلصها من حرب طاحنة إلا مدة قصير لا بد من أن تظهر عليها، والسؤال في هذه الحالة سيكون عن الزاوية التي سيتناول بها أي برنامج كان الموضوع الإشكالي، و «أمكنة مجهولة» هو الذي اختار الذهاب أولاً إلى المطاعم بصحبة ليبيين شرحوا له طريقة إعداد الطعام التقليدية، وفي شكل خاص الأسماك التي تشتهر بها سواحلها. في أحد المطاعم الخالية من قائمة الطعام، والتي تعتمد في تلبيتها للطلبات على منح الزبون حرية اختيار الأسماك الطازجة التي يحب أكلها، ليتم إعدادها له وفي الحال. أثناء تناول «المشويات» الشهية كان الحديث يجري عن حقبة  القذافي و تطلعات الشعب الليبي إلى مستقبل أفضل.

 صادف مجيء البرنامج والمدينة تحتفل بذكرى المولود النبوي الشريف كما يظهر في حلقته المعادة ، فاندهش بوردين من حالة الفرح الطاغية في الشوارع وحضور الشباب اللافت ولعب الأطفال في الأزقة من دون خوف. لم يُفوت فريق العمل على نفسه فرصة تناول الحلويات المعدة بالمناسبة ولا تسجيل معالم المدينة ومؤشرات عودة الحياة السوية إليها، ببطء، صحيح، ولكن بثقة بالمستقبل. لقد ترسخت هذه القناعة عند معد البرنامج حتى بعد زيارته مدينتي بنغاري وسرت. فالتوق إلى العيش بسلام يشترك في حبه كل من التقى بهم وعلى مختلف انتماءاتهم القبلية والجهوية. ثمة تغيير على مستوى المطاعم والأكلات غير التقليدية حدث في طرابلس لاحظه البرنامج تمثل في فتح الكثير من مطاعم الوجبات السريعة الجديدة مثل: دجاج كنتاكي وغيره مما كان ممنوعاً في عهد القذافي حاله حال أشياء كثيرة ذكرها له مضيفوه خلال جلوسهم معه في مقهى شعبي ما زالت بعض تأثيرات إعداد الحلوى والقهوة الإيطالية موجودة فيه.

جال البرنامج في الكثير من المناطق السياحية وكانت خالية من السياح لأسباب تتعلق بما يجري في البلاد من صراع بين الفصائل والمقاطعات، والتي تبعد السائح وتخيفه من المجيء إليها، لكنه أبدى أمله في أن تعاد الحركة فيها ليكتشف العالم جمالها ويتعرف إلى التغيير الجديد في البلاد.