قد يؤدي استئناف القتال بين الميليشيات المتناحرة جنوبي طرابلس إلى تقويض عقد مؤتمر وطني.


انهار اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم توقيعه في سبتمبر تحت رعاية الأمم المتحدة، الأربعاء 16 يناير في طرابلس. وقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وأصيب 41 في قتال جديد بين ميليشيات متنافسة جنوبي العاصمة الليبية.


** 117 قتيلا وأكثر من 400 جريح

بين أواخر آب وأوائل أيلول/سبتمبر، أسفر القتال بين أربع ميليشيات من طرابلس وجماعات مسلحة قادمة من مدن غربية أخرى عن مقتل 117 شخصاً على الأقل وجرح أكثر من 400 شخص.   وبالإضافة إلى وقف إطلاق النار، تم التفاوض على "ترتيبات أمنية" جديدة ولكنها لم تنفذ في ضواحي طرابلس الكبرى.وقد احتفظ "اللواء السابع"، وهو ميليشيا من بلدة ترهونة، وهي بلدة تقع جنوب شرق طرابلس (غرب)، بمواقعها جنوب العاصمة الليبية، لا سيما في محيط مطار طرابلس الواقع في 25 كم جنوب العاصمة.

ويرى "اللواء السابع" أن منطقة المطار الدولي، المقرر إعادة فتحه هذا العام، تعود إليه لأن جزءًا من السكان المحليين يأتي من ترهونة. وفي الواقع، فإن "اللواء السابع"، المعروف أكثر باسم "كنيات"، في إشارة إلى الإخوة الثلاثة لعائلة الكاني الذين يديرونه، يطالب بنصيبه من الكعكة. فالسيطرة على المطار الدولي ستمنحه الثقل في ميزان القوة لتقاسم الموارد في العاصمة.


** "إعادة التفاوض العنيف" للترتيبات الأمنية
 
 
ووفقاً لـولفارام لاشر وهو خبير في ليبيا في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمن (SWP)، فإن استئناف الاشتباكات هو نتيجة هجوم منسق من قبل ائتلاف من ميليشيا الزنتان بقيادة  أسامة الجويلي وحلفاء محليين وأربعة ميليشيات من طرابلس، متحدة في قوة حماية طرابلس، ضد "اللواء السابع" من ترهونة.
 
وفي صفحتها على الفيسبوك، قالت قوة حماية طرابلس إنها تعتزم "صد الهجوم من الجماعات المهاجمة" لأنها "لم تحترم التزامها بالانسحاب خارج حدود المنطقة".

ويحاول وزير الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية، فتحي باشاغا، منذ عدة أسابيع، تنفيذ ترتيبات أمنية تم التفاوض عليها في بداية سبتمبر مع الميليشيات، بدعم من الأمم المتحدة. يقول ولفرام لاشر: "ما يحدث ليس تنفيذا للترتيبات المتفق عليها ولكنه إعادة تفاوض عنيفة".

من جانبها، حذرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا من "أي انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 4 و 9 سبتمبر 2018، والذي من شأنه أن يعرض استقرار العاصمة للخطر، والأهم من ذلك سيعرض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر. أي جهة تبدأ في المواجهة ستتحمل المسؤولية الكاملة". 

وقام غسان سلامة، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، بتنظيم اجتماع يوم الخميس 17 يناير، في مقر البعثة، بين وفد من وزارة الداخلية بقيادة فتحي باشاغا وسفراء المجتمع الدولية. وقال إن هذا الاجتماع "رسالة واضحة للدعم القوي من المجتمع الدولي لتنفيذ المهام الموكلة إليه وتوسيع سلطة الدولة". 

وقد يؤدي استئناف القتال في طرابلس إلى تقويض عقد مؤتمر وطني في ليبيا  "خلال الأسابيع الأولى من عام 2019"، كان قد أعلن عنه غسان سلامة في نوفمبر / تشرين الثاني.


** هجوم لقوات خليفة حفتر في الجنوب
 
 
في غضون ذلك، أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، القوة المهيمنة في الشرق، عن عملية عسكرية "لتطهير الجنوب من الجماعات الإرهابية والإجرامية". وبحسب الناطق باسم الجيش الوطني الليبي، الجنرال أحمد المسماري، فإن الهدف من العملية هو "ضمان أمن سكان الجنوب الغربي ضد داعش أو إرهابيي القاعدة والعصابات الاجرامية"، فضلا عن تأمين مواقع النفط ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

وأصبح الجنوب الليبي ملاذا للجهاديين والمُهربين في السنوات الأخيرة، فضلاً عن كونه منصة ونقطة عبور للمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. وقد أنشأت فيه الجماعات المتمردة التشادية والسودانية قواعدها الخلفية.


*"بوابة إفريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة