تعتبر طبرق  من أهم المدن الصانعة للتاريخ في ليبيا قديمه وحديثه ، تغنى بها الشعراء والفنانون ، ووصفها الرحّالة بأبدع الأوصاف ، ولأهلها صفات الشهامة والكرم والبطولة والنقاء البدوي الفطري ، وهي مدينة ساحلية تقع على  شبه جزيرة يحيط بها البحر الأبيض المتوسط لمسافة 8 كم تقريبا. وهي تقابل جزيرة كريت اليونانية  تماما من الجهة الأوروبية ، تتميز بالمناظر الطبيعية البحرية وبهضاب وخلجان.

وتنتمي طبرق  الى إقليم برقة التاريخي و تبعد عن العاصمة طرابلس بمسافة 1500 كيلو متر شرقا، يبلغ عدد سكانها حوالي 120.000 ألف نسمة تقريبا في العام 2011 ،  كانت  تبعد عن مدينة بنغازي حوالي 470 كم شرقا عبر الطريق الساحلي الليبي، غير أن هذه المسافة تم اختصارها إلى 450 كم بعد تعبيد طريق الخروبة–التميمي الصحراوي. كما تم تقليص المسافة بينها وبين أجدابيا من 620 إلى حوالي 410 بعد تعبيد طريق طبرق-أجدابيا،  وتعتبر طبرق بوابة ليبيا الشرقية حيث تبعد عن الحدود المصرية بمسافة 150 كم،

تتعدد التركيبة العرقية للسكان في مدينة طبرق بين عرب و -قريتلي (كريت) - أقليات امازيغ - الكراغلة - زنوج. بالإضافة إلى جاليات عربية الكبيرة مثل مصرية، وسورية، وأفارقة، وبعض الأجانب، وغيرها.

وتتكون المدينة من عدة أحياء.. أقدمها : الحطية. جبيلة النور. باب درنة... الجبيلة الشرقية.. سوق العجاج.. المطار القديم.. حي المختار.. المنارة.. شاهر روحه..أمريرة..... جبيلة النور..الجبيلة حمراء...وشارع فلسطين.. سيدي يونس..السنينات.. حي بوضو.. العمارات.. الحرية..النصر. كما أستحدثت بعض الأحياء في السنوات الماضية مثل الحدائق... حى الخليج... الطبقة... الزهور... أشبيلية.

ومن الناحية الشرقية يمكن الوقوف عند :باب الزيتون..القعرة.الحاج اكريم. كمبوت - بئرلاشهب. زاوية ام ركبة. قصرالجدي. بوفرجاني. زاوية جنزور. مرسى لك. الساحل. الغرابات. البردي -امساعد. 

ومن الناحية الغربية :: عكرمه.. المرصص.. بلخاثر.. القرضبة.. عين غزالة. الي الجنوب بدء من منطقة باب الزيتون :: مطار العدم الشهير ,بئر الغبي، وادي الشعبة، الجغبوب وهناك العديد من القرى الأخرى ،وبالمدينة أسواق عدة منها سوق الزجاج ،  سوق الخضار الرئيسي ،  سوق النسر الأخضر،  سوق العرب ،  سوق الجمعة ،  سوق ليبيا الغد الحديث ،  سوق الحوت ،  سوق أفريقيا ،  سوق بلال ، وبطبرق أربعة موانيء هي ميناء طبرق البحري و  ميناء مرسى الحريقة النفطي و  ميناء رصيف شركة البريقة - طبرق ، و ميناء الاتراك للصيد السمك

ويوجد بالمدينة مطار  يبعد عن وسط المدينة بحوالي 25 كم جنوبا، وهو مطار مدني يسمى الآن مطار طبرق الدولي ومطار عسكري في آن، به رحلات محلية ودولية من وإلى طرابلس والى بنغازي

وتشتهر منطقة طبرق بصيد الصقور والأوز والغزلان والارانب البرية والأسماك. ومشاريع تربية الحيوانية.كالنعام الضان والماغز والإبل والأبقار والدواجن ، وهي معروفة  بأسراب الطيور المهاجرة  مثل اليمام. الاوز والحجل والبجع والطيور البحرية كالنورس وطائر الغاقو طائر الفلامينقو  وغيرها

ويوجد بالمدينة نادي الصقور وهو أقدم ناد ليبي..تأسس عام 1922

 

أصل التسمية 

 

وأصل تسمية  طبرق هو شبه الجزيرة المارماريكية أو إقليم مارماريكي الذي أشار إليه الجغرافي كلاوديوس بطوليميوس،  وهي تحريف للتسمية الاغريقية أنتِيپرقوس وتعنى المقابلة  أو لبيرجوس وهي مدينة في جزيرة كريت.

تم تأسيس طبرق  قبل الاستيطان الاغريقي لليبيا ثم جاء الاغريق وبعثوا  فيها حضارة اخرى من خلال مدينة « أنتِيپرقوس »  التي قامت عليها حضارات قديمة منها الملكة بردية بعد عهد الملك سليمان علية السلام. وإكتشف العلماء اسما لقبيلة ليبية حكمت مصر في إحدى نقوش معابد في حضارة وادي النيل كانت تسكن منطقة طبرق

ومن يزور طبرق سيجد نفسه أمام العديد من الآثار الاغريقية والرومانية والإسلامية داخل وخارج المدينة. منها سور جستنيان البيزنطي  الذي لا تزال بقاياه قائمة الى  اليوم ،ومدينة أثرية تبلغ مساحتها أربعة كيلومترات مربعة بها أكبر أرضية فسيفساء عرفت بالمنطقة الشرقية من ليبيا اضافة الى آثار الكنائس البدائية والتي انتشرت بالكهوف أثناء الدعوة للديانة المسيحية والتي أهمها كنيسة وادي السهل

وفي العهود القديمة كان الحجاج من ليبيين وإغريق يتجمعون في طبرق من كل أنحاء العالم القديم، ثم يرحلون براً عبر الجغبوب إلى سيوة ( جنوب غرب مصر )الذي اعتمدت عبادة  الإله  زيوس – آمون  ليكون إلاهاً مشتركاً لليبيين القدامى والإغريق

معالم وآثار 

خلال العهد العثماني ،  صارت طبرق مديرية، وشيدت بها قلعة دفاعية أطلق عليها اسم " الناظورة " لأنها أعلى مكان في المنطقة، كما شيد بها قصر مقر المديرية هدم مؤخراً، ولم يعد له من أثر، . كما شيد بها في العام 1880 مسجد جامع، أزيل هو الآخر موخراً، واقيم في مكانه مسجد طبرق العتيق القائم حالياً، وفي عام 1897 جاءت هجرة من كريت إلى طبرق، حينما نقلت السلطات التركية عدداً من العائلات المسلمة إلى بعض المدن الليبية لإنقاذها من الاضطهاد الصليبي

وتحتوي مدينة طبرق على معالم تؤرخ للحرب العلمية الثانية منها القلعة الألمانية، والمقبرة الألمانية وتضم رفات حوالي 7000 جندي ألماني وهي على هيئة قلعة قديمة ،والمقبرة الفرنسية وتضم رفات حوالي 200 جندي من الفرنسيين ، و مقبرة طبرق الحربية (كومنولث) وتضم رفات حوالي 2479 جندي من الحلفاء وأغلبهم من الاسترالين ،ومقبرة عكرمة الحربية(ايت بريد) جسرالفرسان وتضم رفات 3649 جندي من الحلفاء معظمهم من الإنجليز وجنوب أفريقيا ونيوزيلندا ، و غرفة عمليات الحرب العالمية الثانية وتقع وسط مدينة طبرق وهي عبارة عن مجموعة من الغرف تحت الأرض استغلت في الحرب العالمية الثانية من قبل القوات المتحاربة بالأضافة لمقر اقامة رومل الرئيسي ومخبأ الذي كان يدير منه المعارك الحرب العالمية الثانية في شمال أفريقيا ، إضافة الى  المستشفى الأسترالي «كرموسة اقويدر » وهي عبارة على منطقة عرفتر بشجرة تين تم إستغلالها  في الحرب العالمية الثانية كمستشفى ميداني لاسعاف وعلاج جرحى الحرب الأستراليين

مدينة الحسم خلال الحرب العالمية الثانية 

وكان حصار طبرق من أهم المواجهات العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية بشمال افريقيا  حيث دامت 241 يومًا بين قوات المحور وقوات الحلفاء أثناء ما سمي بحملة الصحراء الغربية

بدأ الحصار في 11 أبريل 1941، بهجوم قوات إيطالية ألمانية بقيادة الفريق إرفين رومل على طبرق، وانتهى في 27 نوفمبر 1941، عندما نجح الجيش الثامن التابع لقوات الحلفاء في فك الحصار أثناء ما سمي بعملية كروسيدر (عملية الصليبي)

ففي 21 يناير 1942 بدأ رومل هجومه الذي كان مفاجئاً للبريطانيين، لذلك اتخذ القائد البريطاني نيل ريتشي قائد الجيش الثامن قراراً بالانسحاب، واستمر تقدم حتى 3 فبراير عندما وصل إلى خليج البمبة، ثم استولى على التميمي و المخيلي، وتوقف رومل في مواقعه الجديدة أكثر من ثلاثة أشهر كان ينظم فيها خطوط إمداداته .

في 18 يونيو وبينما كانت القوات البريطانية تنسحب نحو الشرق، أكملت قوات رومل عزل طبرق، وكان فيها حامية من 35,000 جندي يقودهم القائد كلوبر  مع كمية كبيرة من الوقود والذخيرة، وكان يُعتقد أن رومل سيفشل في احتلالها كما حدث في العام الماضي.

في فجر 20 يونيو شن رومل الهجوم الكبير على طبرق، ولم تستطع حاميتها الصمود طويلاً، إذ استسلمت في مساء يوم 21 يونيو وقد رقي رومل مكافئة له على هذا الانتصار إلى رتبة الفيلد مارشال (المشير)، لكنه ولحبه للعمل، تمنى لو حصل بدل ذلك على فرقة أخرى.

كان سقوط طبرق نصراً كبيرأ لرومل، فهو أولاً حلمه الذي راوده منذ العام الماضي بالاستيلاء على طبرق، كما أن الوقود والذخيرة التي حصل عليها عوضته إلى درجة كبيرة عن النقص في الإمدادات، مما سمح له بالتقدم حتى قرية العلمين في مصر.

لكن هذا الانتصار كان قصير الأمد إذ انتقل زمام المبادرة لدى البريطانيين، ثم شنوا المعركة الحاسمة التي ساهمت في إلحاق الهزيمة بقوات المحور في شمال أفرقيا وهي معركة العلمين الثانية.

وكان للسيطرة على مدينة طبرق ومينائها أهمية قصوى في دفاع الحلفاء عن مواقعهم في مصر وعن سيطرتهم على قناة السويس؛ إذ كانت سيطرة الحلفاء على طبرق ستجبر العدو على الحصول على الإمدادات برًا انطلاقًا من ميناء طرابلس، الذي يبعد 1500 كيلومترًا، كما كانت هذه السيطرة ستوقف تقدم قوات المحور. ولذلك كانت طبرق هدفًا لهجمات برية متعددة وقصف جوي مستمر من جانب قوات المحور، في مقابل استماتة شديدة من القوات الأسترالية المدافعة عن المدينة.

وتعتبر معركة عين الغزالة في طبرق رمزا لسلسة من العمليات الحربية حدثت في شرق ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية ما بين 26 مايو و21 يونيو سنة 1942، ما بين قوات المحور، والجيش الثامن البريطاني، وانتهت بانتصار المحور، واستيلائهم على مدينة طبرق.

كانت خطة رومل أن يقوم القائد الألماني لودفيغ كروفيل  بهجوم تضليلي على عين الغزالة بقوات أغلبها إيطالية، في حين يقوم الفيلق الأفريقي مع فرقة أريتي الإيطالية بالتفافة حول الجنوب.

أما الجيش الثامن فكان محتمياً خلف خط من الألغام يمتد من الغزالة على البحر إلى بير حكيم إلى الجنوب لمسافة 69 كم تقريباً.

بدأ كروفيل هجومه في الثانية بعد ظهر يوم 26 مايو، وفي التاسعة من ليلة نفس اليوم تحركت قوات رومل إلى الجنوب حسب الخطة المتبعة، لكنها واجهت مقاومة عنيفة، خصوصاً في حامية بير حكيم التي تحميها القوات الفرنسية الحرة (جنودها فرنسيون، وجزائريون، ومغاربة، ومن مستعمرات أفريقية أخرى). أما كروفيل فقد سقط أسيراً يوم 29 مايو.

كانت القوات البريطانية تقاتل في منطقة سمتها المرجل وهي تقع ما بين غوط الأوالب وسيدي مفتاح (ما بين الغزالة وبير حكيم)، وسقطت غوط الأوالب في يد قوات المحور في 1 يونيو.

في 2 يونيو شنت القوات الإيطالية بدعم جوي ألماني هجوماً عنيفاً على بير حكيم، واستمرت مقاومة الحامية ببسالة حتى ليلة 10 يونيو حيث انسحبت عبر خطوط قوات المحور، وفي اليوم التالي تم الاستيلاء على بير حكيم.

ما بين 11 إلى 13 يونيو اشتبكت الدبابات في معركة عنيفة نتج عنها تفوق قوات رومل، إذ خسر البريطانيون 120 دبابة في يوم 12 يونيو فقط.

في 16 يونيو تلقى ريتشي إذنا من قيادة كلود أوكنلك في القاهرة بالسماح لترك طبرق تواجه الحصار، وبدأت القوات البريطانية الانسحاب نحو الشرق، وفي يوم 17 يونيو لم يكن أمام القائد البريطاني نوري (قائد الفيلق الثلاثين) خيار سوى الانسحاب من كمبوت (32 شرق طبرق).

في 18 يونيو وبينما كانت القوات البريطانية تنسحب نحو الشرق، أكملت قوات رومل عزل طبرق، وكان فيها حامية من 35,000 جندي يقودهم القائد كلوبر Klopper، مع كمية كبيرة من الوقود والذخيرة، وكان يُعتقد أن رومل سيفشل في احتلالها كما حدث في العام الماضي.

في فجر 20 يونيو شن رومل الهجوم الكبير على طبرق، ولم تستطع حاميتها الصمود طويلاً، إذ استسلمت في مساء يوم 21 يونيو.

مدينة عمر المختار 

ومدينة طبرق الشهيد عمر المختار  (20 أغسطس 1858 - 16 سبتمبر 1931)المُلقب بشيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وأسد الصحراء، هو قائد أدوار السنوسية في ليبيا] وأحد أشهر المقاومين العرب والمسلمين.  وهو عمر المختار محمد فرحات ابريدان امحمد مومن بوهديمه عبد الله – علم مناف بن محسن بن حسن بن عكرمه بن الوتاج بن سفيان بن خالد بن الجوشافي بن طاهر بن الأرقع بن سعيد بن عويده بن الجارح بن خافي (الموصوف بالعروه) بن هشام بن مناف الكبير. من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة أو المنيف والتي ترجع إلى عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن أولى القبائل الهلالية التي دخلت برقة. أمه هي عائشة بنت محارب.

وعمر المختار مُقاوم ليبي حارب قوات الغزو الإيطالية منذ دخولها أرض ليبيا إلى عام 1911. حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في عدد كبير من المعارك، إلى أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان، وأجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا، فنُفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان كبيرًا عليلًا، فقد بلغ في حينها 73 عامًا وعانى من الحمّى. وكان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهى الأمر بأن طُرد الطليان من البلاد.