جماعة الإخوان المسلمين تيار سياسي لديه أذرع عسكرية تغلغلت في الداخل الليبي وأثرت على المشهد في البلاد للحديث عن دور الجماعة في ليبيا التقينا الباحث المصري المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية صلاح الدين حسن .


كيف تنظر إلى دور الأجنحة العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين في العاصمة طرابلس؟

جماعة الإخوان المسلمين لا تجعل لها فصيل عسكري مباشر يتبعها بشكل علني رسمي وجميع المقاتلين المنبثقين عنها لا تدعمهم علنا وإنما تعمد لتسليحهم للقيام بأدوار تخدم أهدافها وهي حاليا تعمد إلى مساعدة التشكيلات المسلحة في طرابلس لإظهار أنها تملك الشرعية لتتمكن من تأسيس ما تطمح لجعله جيش يقوم على الولاء لها.

لماذا لا تجهر جماعة الإخوان بدعم هذه التشكيلات المسلحة؟

لأنها تدرك جيدا أنها في مراحل معينة ستحاول أن تتنصل من هذه الجماعات المسلحة والظهور بالمظهر الدعوي البعيد عن العنف والتاريخ هو ما يؤكد ذلك فعندما تتهم الجماعة بارتكاب أعمال عنف تتنصل من مرتكبي هذه الأعمال وتدعي أن دورها دعوي أو سياسي فقط بعيدا عن السلاح.

كيف تنظر إلى مستقبل جماعة الإخوان في ليبيا خاصة وأنها تحصل على دعم من تركيا وقطر؟

أي دعم خارجي لن يفيد كثيرا عندما تتحد الإرادة الشعبية فالشعب الليبي هو من سيحدد شكل نظام الدولة فالأجندات الخارجية التركية والقطرية لن تتمكن من تقرير مصير الشعب الليبي.

ما رأيك في الحرفية السياسية التي تتمتع بها الجماعة للوصول للسلطة خاصة وأنها فازت في الانتخابات التشريعية عام 2012 لكنها خسرت في انتخابات 2014؟

جماعة الإخوان لديها القدرة على الحصول على ثقة الشارع لكن هذا يكون في البداية فقط لتنحدر بعد ذلك شعبيتها ويكتشف الشارع أنها لا تملك إلا الشعارات فقط وليس لديها برنامج عمل حقيقي لذلك فإن الديمقراطية تفيد الإخوان مرة واحدة فقط ثم تلجأ الجماعة إلى إزاحة سلم الديمقراطية الذي أدى لصعودها للسلطة واللجوء لمختلف الحيل للبقاء في السلطة بغير إرادة شعبية.

هل نجح الإخوان كجماعة دعوية أو سياسية برأيك؟

جماعة الإخوان تقوم على فكرة أنها جماعة شاملة تجمع الجانب الرياضي والاجتماعي والدعوي وهذا شعار كان يهدف حسن البنا مؤسسة الجماعة من ورائه إلى جمع أكبر قدر من الناس من سلفيين وصوفيين ومحبين للنشاطات الاجتماعية وغير ذلك لكن النتيجة أن الجماعة لم تنجح في أي من تلك النشاطات ولم تفرز عناصر ناجحة في أي مجال فمثلا ليس لديها أدباء أو شعراء كبار أو برلمانيين عظام لان عناصرها يتربون على فكرة الشمولية ما يجعلها جماعة عقيمة ليس لديها قدرة على توليد أفكار جديدة ناجحة.