تساءلت صحيفة ناشونال إنتيريست الأمريكية، اليوم الجمعة، بعد شن الطائرات الفرنسية غارات على مواقع داعش بالعراق، عن مقدرة الجيش الفرنسي الذي هزم القاعدة في مالي، على تحقيق نفس النصر على داعش.

وذكرت الصحيفة أنه في بداية العام الماضي، تدخلت فرنسا ضد تنظيم متفرع عن القاعدة في مالي، اتخذ من شمال أفريقيا ملاذاً له، فضربت مجموعات جهادية بعنف بواسطة القوة الجوية والقوات الخاصة، ولاحقتهم خارج مالي بواسطة قواتها البرية.

ومن أجل خفض كلفة العملية، خفضت فرنسا تدريجياً عدد قواتها في ذلك البلد، إلى أن حلت مكانها قوة دولية.

ونجحت خطة فرنسية بمنع تمرد جهادي من السيطرة على مالي، وطردت الجهاديين خارج ذلك البلد، وأوقعت بهم ضربة كبيرة قضت على قدرتهم بتهديد المنطقة عامة وفرنسا بالذات.

دروس هامة
وترى الصحيفة أن فرنسا حققت وعلى مستوى أصغر، شيئاً مشابهاً لما يأمل الاستراتيجيون الأمريكيون تحقيقه خلال العمليات ضد داعش.

رغم أن التحدي في مالي كان أقل تعقيداً من أية عملية ستشن ضد تنظيم داعش، لكن النجاح الفرنسي يقدم دروساً مستفادة حول النقاش الدائر، في الإدارة الأمريكية حول كيفية التعامل مع داعش.

وأثبت الفرنسيون أن القوات العسكرية المعاصرة تستطيع إنزال هزيمة، وغالباً بسهولة، بتنظيمات مسلحة تسعى للقتال كقوات تقليدية، إذ قتل الفرنسيون مئات الجهاديين خلال بضعة أسابيع، ودمروا بنيتهم التحتية، ما أدى للقضاء على قدراتهم القتالية.

ومن هنا، تتوفر لدى الولايات المتحدة وحلفائها، سبب وجيه لتوقع تحقيق انتصار مماثل خلال المرحلة الأولى من استراتيجية مشابهة تنفذ ضد داعش.

تعقب الجهاديين
ومن الناحية أخرى، كان للقوات البرية دوراً هاماً في تحقيق الإنجاز الفرنسي، ومن المؤكد أن القوة الجوية والقوات الخاصة لعبا دوراً أساسياً خلال الأيام الأولى للعملية في مالي، إذ شنت فرنسا غارات بواسطة مقاتلاتها من طراز رافائيل وميراج ٢٠٠٠-دي، والتي انطلقت من تشاد ودمرت معسكرات تدريب ومستودعات ذخيرة ومراكز لوجيستية للعدو، لتقضي تماماً على بنيته التحتية.

كما أجرت فرقاً تابعة للقوات الفرنسية الخاصة، غارات خلف خطوط النيران، ما أدى لإنزال خسائر كبيرة في صفوف الجهاديين، الذين فروا على أعقابهم.

ورغم ذلك، كان للقوات البرية دورها الرئيسي، إذ مع تقدم القوات الخاصة عبر المناطق التي سيطر عليها الجهاديون، تجمعت قوات فرنسية برية في باماكو المجاورة لمقراتهم، وخلال أيام بدأت تلك القوات في التقدم نحو مناطق الجهاديين، وسرعان ما أمنوا تامباكتو وسواها من المدن، بينما تراجع عدوهم باتجاه الصحراء.

وفي أقل من شهرين، مضت القوات البرية الفرنسية في مطاردة ما تبقى من الجهاديين، وإخراجهم من مخابئهم في جبال ايفوغاس بموازاة الحدود الجزائرية.

تواجد دولي
وختمت الصحيفة أنه" على الرغم من لعب قوة استقرار دولية دوراً هاماً، في حماية المكاسب التي حققها الفرنسيون، وسماح لهم بتوجيه أنظارهم نحو مناطق أخرى، فإن التعهد الفرنسي بإبقاء قوات عسكرية شمال أفريقيا، يؤكد جدية فرنسا بالتعامل مع الخطر الجهادي، وفي حالة الحرب ضد داعش، تتعامل القوات الأمريكية بجدية تامة مع هذا الخطر الإرهابي الكبير، إذ بدأت استراتيجيتها في تحقيق إنجازات سريعة، بحسب رأي كبار العسكريين الأمريكيين.

 

 

*نقلا عن 24 الاماراتي