نشرت صحيفة ذا دالاس مورنينج نيوز الأمريكية اليوم الأحد تقريرا حول تداعيات فشل حرب الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على ليبيا وإمكانية أن تصبح الدولة الواقعة في شمال أفريقيا معقلا لتنظيم داعش الإرهابي ينشأ فيها دولته المزعومة.

وقالت الصحيفة هناك خطر كبير بأن تصبح ليبيا مقرا للدولة المزعومة لتنظيم داعش الإرهابي ، موضحة أنه منذ حرب الرئيس باراك أوباما في عام 2011 والإطاحة ومقتل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي انتشرت الفوضى في ليبيا. أصبحت ليبيا ملاذاً آمناً لقادة تنظيم داعش الفارين من الهزيمة المحققة من قبل القوات الأمريكية في العراق وسوريا.

وكشفت الصحيفة  أن انحدار ليبيا ، الدولة السادسة عشرة في العالم من حيث المساحة ، تقلق وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون. وفي مارس الماضي  صرح الجنرال توماس د. والدهاوزر قائد القيادة الإفريقية  في شهادة الكونجرس بأننا "نشارك بشكل كبير في عملية مكافحة الإرهاب" في ليبيا، تعترف القيادة الأفريقية بأربع غارات جوية ضد قواعد تنظيم داعش في ليبيا ، لكن التقارير الموثوق بها تضع العدد الفعلي في ضعف ذلك.

ويسيطر تنظيم داعش بالفعل عن بعض أجزاء ليبيا  -وهي بلد لديه عشر أكبر احتياطي نفطي في العالم - ومن المحتمل أن مليارات من براميل النفط لم تكتشف بعد. مع انهيار حكومة مركزية  تخضع أجزاء مختلفة من البلاد للميليشيات المحلية.

لم يكن تدخل أمريكا في ليبيا في عام 2011  تحت رعاية الناتو ناجحًا حتى ولو بشكل جزئي. لا يرى أي محلل الأحداث في ليبيا السنوات الست الماضية سوى على أنها كارثة كبيرة.

وكانت وزيرة الخارجية  الأمريكية  السابقة هيلاري كلينتون قد سخرت من  مقتل الزعيم القذافي  قائلة "لقد جئنا ورأينا ومات"، لكن قتل القذافي كان له ثمنا باهظا بعدما أصبح من الواضح أن لا أحد لديه الشجاعة لاستبداله، وسرعان  ما تتبع ذلك  بث التلفزيون الأمريكي لقطات من الليبيين الشباب الأصحاء الذين يباعون في الأسواق الخارجية للعمال مثل العبيد، المشكلة تمثلت في عدم وجود سيناريو لما بعد الإطاحة بنظام الزعيم القذافي فلم تكن الولايات المتحدة ولا الأوروبيون على استعداد للمساعدة في العثور على قيادة كفؤة.

ولقد أصبح الحصول على معلومات دقيقة عن طرابلس  -عاصمة ليبيا- أكثر صعوبة منذ عام 2011. وتقديرات وكالة الاستخبارات المركزية تشير إلى أن هناك ما بين 20 ألف إلى 30 ألف  مقاتل ينتمون إلى تنظيم داعش ما لا يقل عن  5 الاف منهم وصلوا  إلى بر الأمان في طرابلس.

وفي 13 نوفمبر 2014  أصدر زعيم تنظيم داعش  أبو بكر البغدادي  شريطًا تقبل فيه تعهدات الولاء من مؤيدين في ليبيا. وشهد البغدادي مرحلة جديدة رائعة للنصر إذ أصبح لديه مود يدر عليه مليارات الدولارت عبر مبيعات البترول المهرب.

واليوم تسود الفوضى ليبيا، وقليلون هم الأفضل في استغلال الفوضى من داعش. وكما كتب أوباما في مذكراته  من المرجح أن تكون ليبيا غلطته الأكبر، إذ قال في مذكراته  "لقد فعلت الكثير من الاعتماد على دول أخرى للمساعدة في دعم تشكيل الحكومة في ليبيا ، والآن إنها نوع من الفوضى".

وقالت الصحيفة أن هدفها  من جمع هذه الصور المرعبة هو زيادة الوعي بالمشكلة التي قد تنفجر قريباً، وإلى مفاجأة جميع الأمريكيين تقريباً  -بمن فيهم أولئك الذين يستهويهم الأخبار- تخيلوا إذاعة تعلن أن ليبيا ليست ليبيا بعد الآن إنها دولة داعش المزعومة وأنها الأرض المقدسة  الاستعاضة عن سوريا والعراق المدمرتين. والبغدادي  أو شخص من أمثاله  هو المسؤول الآن.

وتابعت الصحيفة أن عبارة "جنود على الأرض" هي عبارة تستخدمها إدارة ترامب نادرًا. ولسبب وجيهفقد  قتل 25625 جنديا أمريكيا منذ عام 2001  ونحو 45.170 قد جرحوا هذا ثمن باهظ. نحن بالفعل منخرطون في محاربة داعش في سوريا والعراق.

ولكن إذا لم نفعل شيئاً  فسوف تتوقف ليبيا عن الوجود كدولة. تخيل  -إذا استطعت- قيام دولة لتنظيم إرهابي  على شواطئ البحر الأبيض المتوسط ليست بعيدة عن إيطاليا إنها رؤية قاتمة.