رأى الباحث الليبي ورئيس مؤسسة السليفيوم للأبحاث والدراسات، جمال شلوف، أن جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا نجحت في السيطرة على القرار الاقتصادي بالبلاد، من خلال تولي عناصرها مناصب عليا في مصرف طرابلس المركزي، والسيطرة على الاعتمادات المصرفية بالسعر الرسمي للدولار، كما وصف شلوف الإخوان بأنهم "مجرد قطعة من جسد الأفعى في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين" بحسب تعبيره.

وللمزيد من التفاصيل حول دور جماعة الإخوان في العملية السياسية وتأثيرهم على الأوضاع الليبية خاصة فيما يتعلق بملفي الثقافة والتعليم، كان لنا هذا الحوار مع المحلل السياسي الليبي جمال شلوف.. وإلى نص الحوار:

 

بداية ما هو دور الإخوان السياسي في ليبيا.. وهل برأيك نجحوا في بسط نفوذهم وسيطرتهم على ليبيا؟

تغلغل الإخوان المسلمين في المشهد الليبي مع انطلاق مشروع ليبيا الغد، وكانت لرموزهم علاقات مميزة مع سيف القذافي، وعرف الشارع الليبي هذه الرموز عبر قناة الليبية التي كان مديرها سليمان دوغة، ويقدم برامجها الدينية صلابي وبوفارس، بخلاف اندماج رموزها في برامج ليبيا الغد وأواخر حكومات عهد القذافي ومشاريع مراجعات الجماعة الليبية المقاتلة والتي افضت إلى إطلاق سراحهم، قبل أن ينطلقوا بأكثر قوة بعد ثورة 17 فبراير ليستغلوا ظهورهم اﻹعلامي المكثف إلى سيطرتهم شبه التامة عبر تحالفهم مع إسلاميين آخرين وفاسدين على الجهات التشريعية والتنفيذية أثناء فترة حكم المؤتمر الوطني وتغلغلهم في حكومة الإنقاذ في الإدارة الوسطى والمحلية لينتهي بهم الأمر حاليا برئاسة خالد المشري أحد رموزهم لمجلس الدولة ووجود كاجمان وعماري زايد كممثلين لتيارهم في المجلس الرئاسي بخلاف سيطرتهم على عدد من الميلشيات، واللاتي هن الحاكم الفعلي لطرابلس.

 

ماذا عن دورهم المؤثر على الاقتصاد الليبي؟

اقتصاديا نجح الإخوان المسلمين في السيطرة على القرار الاقتصادي، بتوليهم مناصب عليا في مصرف طرابلس المركزي، كذلك وكمكافأة للعديد من الميلشيات التي خاضت معهم انقلاب على مخرجات صناديق الانتخاب في فجر ليبيا فقد تم الزج بعدد من قادة الميلشيات ليتولوا إدارات مهمة في وزارة المالية، كذلك سيطرتهم على الاعتمادات المصرفية بالسعر الرسمي للدولار والذي وصل سعره في السوق السوداء إلى 8 أضعاف سعره الرسمي، مما منح العديد من قادة الميلشيات والتجار التابعون للإخوان فرصة التحكم بالسوق خاصة وأن ليبيا دولة ريعية غير منتجة، لذا فأن السوق هو في أغلبه للمنتجات المستوردة التي تتحكم الإخوان وميلشياتهم في استيرادها بالسعر الرسمي، وبذلك تمكنوا من السيطرة على السوق وفرض أنفسهم حتى اللحظة كالمورد الرئيسي لأغلب احتياجات السوق، كما أن سياسة الفساد الممنهج التي عمت كل القطاعات التي تديرها حكومة الوفاق التي يشارك فيها الإخوان ويتحكمون في مفاصلها كانت لها المساهمة الأكبر في الاختناقات الاقتصادية التي يعاني منها المواطن الليبي حتى الآن.

 

برأيك هل تتلقى الجماعات الإرهابية تمويلا من الخارج عبر التنظيم الدولي للإخوان؟

اعتقد أن الإخوان يسيطرون على الأوضاع في طرابلس بأسلوبين، الأول هو تواجد كوادرهم في الرئاسي ووزارات الوفاق والمركزي وحتى البلديات، والثاني هو استخدام الميلشيات وهي الحاكم الفعلي في طرابلس لتنفيذ غاياتهم عبر السيطرة الفكرية أو من خلال الإغراء بالمال، وهم يستخدموا المال العام والاعتمادات المصرفية في ذلك.

 

من خلال وجود هذه الجماعة في بعض مفاصل الدّولة ودوائر صنع القرار السياسي... برأيك هل ساهم الإخوان في التأثير على مجالي الثقافة والتعليم في ليبيا؟

السيطرة اﻹعلامية واحتكارهم لتمثيل الوفاق إعلاميا عبر قنوات عامة وخاصة مكن الإخوان من التغلغل الفكري والثقافي، ومحاولة التدليس الثقافي وتقديم مفاهيم مغلوطة، كما أن لجان وضع المناهج الدراسية كانت تضم كوادر منهم، لكني أؤمن بأن الشعب الليبي الذي غفل في السنوات الأولى بعد الثورة عن مآرب هذه الجماعة قد انتبه منذ فترة ليست بالقصيرة إلى مشروعهم الخبيث للسيطرة على ليبيا، وإحالتها إلي بيت مال لجماعتهم الدولية، فهم الآن رغم اجتهاداتهم أبعد من أي وقت مضى عن عقل المواطن الليبي.

 

أخيرا.. كيف ينظر الشارع الليبي إلى الإخوان؟

الشعب الليبي الذي أحسن الظن لفترة بالإخوان المسلمين، وتوقع أنهم تيار ليبي وطني، انتبه لاحقا إلى كونهم مجرد قطعة من جسد الأفعى في التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، لذا فالشعب الليبي في معظمه لا يعتبرهم ليبيون، وإنما يعتبر كوادرهم حملة للجنسية الليبية لكنهم بفكر وإيدلوجية أجنبية تستهدف السيطرة عليهم واستنزاف مواردهم لذا فإنهم عدو حقيقي لمشروع الدولة الوطنية واستثمار الليبيون لمواردهم بما يعود عليهم بالتنمية والرخاء، فالإخوان المسلمين هم مشروع دولة الفوضى يكونون فيها وكلاء للأجنبي لتنفيذ أجنداته ومشاريعه الأجنبية في ليبيا.