أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، 6 يونيو 2020 خلال مؤتمر صحفي مع رئيس مجلس النواب عقيلة صالح وقائد الجيش خليفة حفتر عن مبادرة لحل الأزمة الليبية، وقال السيسي إن "المبادرة تدعو إلى وقف إطلاق النار اعتبارا من الاثنين 8 يونيو 2020، وإلزام الجهات الأجنبية بإخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها، إلى جانب استكمال مسار اللجنة العسكرية 5+5 في جنيف"، كما تنص المبادرة أيضا على ضمان تمثيل عادل لكافة أقاليم ليبيا الثلاث، في مجلس رئاسي ينتخبه الشعب تحت إشراف الأمم المتحدة، للمرة الأولى في تاريخ البلاد... وللحديث بشكل أكثر تفصيلا حول المبادرة المصرية "إعلان القاهرة"، كان لبوابة إفريقيا الإخبارية هذا الحوار مع الباحث والمحلل الليبي ورئيس مؤسسة سلفيوم للأبحاث والدراسات، جمال شلوف، وإلى نص الحوار 


كيف تابعتم إعلان المبادرة المصرية؟

إعلان القاهرة كان جهد موفق جدا، وفي توقيت ممتاز لتجميع الجهود الوطنية الليبية وتجميعها في إطار عمل سياسي موحد يتوافق مع الجهود الدولية السابقة من ناحية ويهدف لتحقيق الأهداف الوطنية الليبية.


ماذا بشأن المبادرة وبنودها وأهدافها؟

إعلان القاهرة يمكن تعريفه بأنها الوثيقة التنفيذية لمخرجات برلين، فهو تفسير لبرلين وتحديد لآليات تنفيذ مخرجاته بما يحقق الأهداف الوطنية العليا (الوحدة الوطنية، وتفكيك الميلشيات، والتوزيع العادل للثروة) وأهمية توقيت المبادرة هي أنها كأنت بمثابة المواجهة السياسية لمشروع الغزو التركي لليبيا وتوقيتها تناسب مع عودة الحراك والاهتمام العالمي بالأزمة الليبية بعد فتور أشهر بسب أزمة جائحة كورونا.

وتناول إعلان القاهرة المسارات الثلاثة لمخرجات برلين العسكري، والسياسي، والاقتصادي إذا كانت بنود المبادرة متكاملة.


ما تقييمكم لردود الأفعال حول المبادرة على الصعيد الداخلي والخارجي؟

ردود الفعل الدولية كانت مرحبة في أغلبها فلا يمكن معارضة مخرجات برلين التي دعمها قرار مجلس الأمن 2510 والتي حولها إعلان القاهرة إلى إطار زمني، وخطوات، وآليات محددة، لذا رحب بها الجميع باستثناء دعاة الفوضى و داعمي الإرهاب الذي يرعاه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأتباعه في ليبيا.


ما رأيكم في موقف حكومة الوفاق وتركيا من المبادرة؟

كان لابد لحكومة الوفاق أن ترفض لأن إعلان القاهرة خارطة طريق للقضاء على الفوضى والتدخلات الخارجية، وهاتان النقطتان هما الأساس التي توجد لأجله حكومة الوفاق التي تدعم بالغزو التركي و"الوجود الميلشياوي" الراعي للفوضى، وطالما مصالح اردوغان والميلشيات تتعارض مع إعلان القاهرة فكان لابد من رفضه.

اما تركيا فهي لم تحقق أي مكاسب سياسية أو اقتصادية من غزوها لليبيا فهي بعيدة عن السيطرة على منابع النفط والغاز الليبي من ناحية، وأيضا بعيدة عن الشاطئ الذي أدعت أنه يجاورها بحريا من ناحية أخرى لذا فأن كل أهدافها لم تتحقق من محاولة غزوها وإعلان القاهرة يمنعها من الاستمرار في الغزو ويفرض عليها المغادرة رفقة مرتزقتها.


برأيك.. هل تمثل المبادرة المصرية حل فعلي للأزمة الليبية؟

نعم المبادرة شاملة وتفرض حل حقيقي فهي نتاج اتفاق دولي من الدول المنغمسة في ليبيا في برلين من ناحية وتحقق آمال الليبيين في الحل السياسي والاقتصادي، وأيضا إنهاء الفوضى الأمنية المتمثلة في "الميلشيات"، لذا نجد أن معارضيها فقط هم من دعاة الفوضى والتدخل الأجنبي.


كيف يمكن تطبيق المبادرة المصرية عمليا في ليبيا؟

عمليا إعلان القاهرة يأخذ 3 مسارات وهي نفسها مسارات برلين:

-أمني عسكري.. في مباحثات 5+5 وتوحيد الجيش حسب اتفاق القاهرة.

-سياسي.. عبر مجلس رئاسي وحكومة منفصلة ودستور من خلال متابعة مجاميع انتخابية.

-اقتصادي.. هو استكمال للحوار الاقتصادي الذي ترعاه الأمم المتحدة لتوحيد المؤسسات الاقتصادية.

وبالتالي فإن إعلان القاهرة يعد بمثابة خارطة طريق متكاملة. 


ما هو الفرق بين المبادرة المصرية وبين بقية المبادرات والمؤتمرات المتعلقة بالأزمة الليبية؟

الفرق بين إعلان القاهرة وما سبقه هو الآليات والجداول الزمنية الذي تجعله أكثر واقعية وقابل للتطبيق فهو كما أسلفت خارطة طريق متكاملة.


في حال فشل المبادرة ما هو السيناريو المنتظر لليبيا؟

في رأيي.. إعلان القاهرة هو أخر الحلول السياسية ولن يكون بديل له الا العودة للحسم العسكري وهو ما نتمنى عدم حدوثه.