من بين الشعارات المرفوعة في الحملة الدعائية للإنتخابات الرئاسية التونسية التي ستنتظم في الخامس عشر من شهر سبتمبر الحالي ، يوجد شعار كان قد رفعه سابقا الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي

وهذا الشعار هو « نحن هنا » الذي يرفعه المرشح الرئاسي التونسي المستقل الصافي سعيد المدعوم من حزب حركة الشعب القومي.

وقال سعيدأن «  نحن هنا هي مقولة تنتمي الى صنّاع التاريخ الكبار، قالها تشرشل عندما ربح نصف الحرب العالمية الثانية وقالها كروتشيف في الأمم المتحدة ثمّ كتبها معمرّ القذافي على كراس الأمم المتحدة، وهو الشعار ينتمي أيضاً لفئة من المبدعين بعد الحرب العالمية الثانية من كتاب وأدباء ومناصرين للحريات، "نحن هنا" هذا هو خط رد العدوان بكل أشكال العدوان، يعني كل أشكال الهيمنة، نحن موجودون على هذه الأرض، نحن أي الشعب، وهنا أي هذه الأرض »

وفي 23  سبتمبر 2009 قام الزعيم الليبي معمر القذافي،بجولة مساء الثلاثاء في الأمم المتحدة في نيويورك شملت مقر مجلس الأمن، حيث جلس في مقعد الجماهيرية العظمى في المجلس ودوّن عبارة: نحن هنا، باللغتين العربية والانجليزية، وختمها بتوقيعه.

وحيّا القذافي أبناء الجالية الليبية والأمريكيين الأفارقة المحتشدين أمام مقر إقامته، حيث التحموا به وهم يرددون الهتافات الثورية المدوية بحياته وحياة ثورة الفاتح، والمؤكدة على أن الفاتح في كل مكان.

والصافي سعيد وأسمه الحقيقي أحمد الصافي سعيد من مواليد  يوم 22 سبتمبر 1953 بالقطار من ولاية قفصة. وهو خريج صحافة وعلوم سياسية في لبنان، ومتحصل على شهادة في المستقبليات من جامعة محمد الخامس بالمغرب.

وهو صحفي وكاتب وخبير في العلاقات الدولية، بدأ مسيرته المهنية والسياسية والفكرية في صفوف اليسار العربي والدولي، انتقل إلى عالم الصحافة ثم الكتابة في مجال المستقبليات التي طبقها على تونس في رؤيته الإستراتيجية "المعادلة التونسية: كيف نصنع المستقبل؟". التقى سعيد خلال مسيرته الصحفية والسياسية بزعماء وقادة عرب وأجانب. أصدر عددا من المجلات في بيروت وباريس ثم في تونس مثل "وعي الضرورة"، "الرواق4"، "أفريكانا"، "جيوعرابيا"، "جون أفريك بالعربية" و"عرابيا" التي ظهرت بعد الثورة في شكل صحيفة أسبوعية ناطقة باللغة العربية.

له أكثر من 21 مؤلفا تبحث في التاريخ والعلاقات الدولية والمذكرات والمستقبليات منها "بن بلة يتكلم"، "العتبات المدنسة في الشرق الأوسط"، "بورقيبة سيرة شبه محرمة"، "جدل ما بعد الثورة"، "حوارات الثورة والكيتش". وكان قد ترشح للانتخابات الرئاسية سنة 2014. وهو متزوج وله ثلاثة أبناء.

وإرتبط سعيد بعلاقات وطيدة بالقذافي وإصدر عنه في العام الماضي كتاب « القذافي : سيرة غير مدنسة » وقال أنهحاول من خلاله معرفة من حاول شيطنة القذّافي وطرح استفهام "هل يقوم الحلف الطلسيّ بالثورات مستخدما صواريخه؟"، مؤكّدا أنّ ما حدث في ليبيا هو إسقاط دولة ولا يعدّ انتصارا لواحد من المشاريع الفكريّة المختلفة الموجودة في ليبيا، وأضاف« إنّنا نجهل أصل المعركة والرابح والخاسر، وأوجدنا نفسنا على الخازوق بعد حماسة وفورة ما يسمّى بالربيع العربي »