قال حسان خليفاتي المدير العام لشركة "أليانس للتأمين"، إن المجموعة تنوى الانسحاب من بورصة الجزائر، بسبب آليات عمل البورصة، التي وصفها بانها تفتقد بالشافية.

وقال خليفاتي في مؤتمر حول السوق المالية بالجزائر، اليوم الاثنين، إن الانسحاب من البورصة من الخيارات المطروحة أمام المجموعة، للحد من خسائر أسهمها المدرجة في البورصة، منذ ثلاث اعوام، مضيفا أن دخول شركته إلى البورصة كان خيارا استراتيجيا، وواجبا، من أجل تعزيز ديناميكية السوق المالية بالجزائر.

يذكر أن "أليانس للتأمين"، ثاني أهم شركة مملوكة للقطاع الخاص، في سوق التأمينات الجزائري.

وأضاف خليفاتي أن إدراج الشركة في البورصة، لم يأتي بالنتائج المرجوة، وبالتالي بات من الافضل الانسحاب كآخر الحلول في حال تعذر على وزير المالية الجزائري، محمد جلاب، التدخل لإصلاح طريقة عمل البورصة.

وتوقع خليفاتى أن يؤدى انسحاب أليانس للتأمين من البورصة الجزائرية، إلى عواقب سلبية في اوساط الاعمال، وخاصة في اوساط شركات القطاع الخاص التي تنظر بعين الريبة للسوق المالية المحلية.

يبلغ عدد المؤسسات التي طرحت جزء من رأسمالها في بورصة الجزائر 4 مؤسسات ، منها شركتين حكوميتين وشركتين مملوكتين للقطاع الخاص، وذلك منذ بداية نشاط البورصة في نهاية التسعينيات، وهي شركة "صيدال" للصناعات الدوائية وفندق الاوراسي المملوكتين للحكومة، بالإضافة إلى كل من شركات "أليانس للتأمينات"، وشركة "رويبة" العاملة في قطاع الصناعات الغذائية.

ولا تتعدى القيمة السوقية للشركات المدرجة في بورصة الجزائر 170 مليون دولار ، ما يعادل 0.02 % من الناتج الداخلي للبلاد. وفي عام 2013 ، احتلت الجزائر المرتبة 143 من أصل 148 دولة شملها التصنيف الخاص بكفاءة أسواق المال ، والذي يندرج في إطار تقرير المنافسة الدولية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.

وتفضل الشركات الجزائرية اللجوء للبنوك عادة بدلا من البورصة للحصول على التمويل، وذلك عبر الإقتراض، خاصة مع سهولة الحصول على قروض من البنوك الحكومية، وبمعدلات فائدة لا تتجاوز في المتوسط 5%، وشروط سداد ميسرة.

وفي عام 2013، قدم المدير العام لبورصة الجزائر مصطفى زكارة، استقالته للسلطة المشرفة على تسيير السوق المالية.

وقال زكارة إن سبب الاستقالة، يرجع إلى غياب الظروف المواتية لعمل السوق وتطورها. وحاولت وزارة المالية الجزائرية في ذلك الوقت إقناعه بالعدول عن القرار ولكنه تمسك بموقفه.

وبلغ حجم أعمال شركة أليانس للتأمينات 41.5 مليون يورو، وصافى أرباحها 3.67 مليون يورو في عام 2013.

وتحاول السلطات الجزائرية منذ سنوات العمل على تنشيط السوق المالية، ولكنها لم تفلح حتى الآن، رغم الاعلان المتكرر عن ادراج شركات حكومية في بورصة الجزائر.