ذكرت مراسلة صحيفة لالزاس مارلين ديماس بطرابلس في تقرير نشر يوم 30 يوليو2014 بعنوان : "ليبيا على حافة الحرب الأهلية" أن ليبيا مرت في الأسابيع القلية الماضية من بلد غير مستقر إلى بلد على حافة الحرب الأهلية.

يأتي ذلك في ظل إغلاق مطار طرابلس الدولي وإحراق ملايين اللترات من البنزين بعد حرق مخزنين للمحروقات وصلت إلى حد المخاوف من حدوث انفجار ضخم، في الوقت الذي تغادر فيه البعثات الدبلوماسية للبلاد.

ويقول الصحفي المختص في شؤون الشرق الأوسط جنان موسى أنه لفهم خطورة الوضع في ليبيا يكفي النظر إلى العراق، حيث ماتزال المطارات مفتوحة والسفارة الأمريكية تعمل.

يذكر أن التوتر كان قد انطلق يوم 13 يوليو الجاري ، عندما أطلق تحالف مكون من كتائب إسلامية وأخرى من مصراتة هجوما على كتائب الزنتان التي تسيطر على مطار طرابلس الدولي منذ ثلاث سنوات، بينما لم تلق طلبات الحكومة ومحاولات وقف إطلاق النار وتهدئة التوتر بين المتصارعين أذانا صاغية.

وتخلص ديماس إلى القول ألا أحد بإمكانه إيقاف قطار القتال، الذي أدى الاثنين إلى نشوب حريق في خزانين للمحروقات يحتويان 16 مليون لتر من البنزين ، على خلفية استهدافهما بصاروخ.

وتضيف ديماس أن الكتائب تشعر بأنها فوق القانون ، في بلد يمتلك 5 أشخاص من أصل ستة أسلحة نارية.

ويقول المحلل السياسي محمد الجهر إن "الكتائب تعتقد أنها تمتلك الشرعية الثورية التي تفوق في نظرها شرعية مكاتب الاقتراع".

صعوبات

ويعاني السكان انعكاسات الوضع الأمني المضطرب، في ظل صعوبات الحصول على البنزين والغاز واشتعال الأسعار، حيث قفز سعر قارورات الغاز من 2.3 يورو إلى 89 يورو، بينما أصبح انقطاع الكهرباء والماء أمرا بديهيا ومنتظما.

أما في شرق البلاد فمايزال الغموض يلف الوضع غداة عملية "الكرامة" التي أطلقها اللواء المتقاعد خليفة حفتر منذ 16 مايو الماضي ، حيث لم تؤد إلى حد الآن سوى إلى إسقاط المئات من الضحايا، في الوقت الذي ما مازال فيه تنظيم "أنصار الشريعة" بعيدا عن الهزيمة.

وتخلص ديماس إلى القول إن عملية حفتر ومن ورائه كتائب الزنتان الداعمة له بالإضافة إلى عدد من القبائل على غرار التبو والنومديين جنوب البلاد، قد تـؤدي إلى تقسيم البلاد في مواجهة كتائب تاجوراء وسوق الجمعة وغريان، التي تساند الإسلاميين وكتائب مصراتة.

وتقول الصحفية والباحثة المستقرة في ليبيا هدى ميزدوات : إن الحرب الأهلية مازالت مستبعدة، ولكنها حذرت من أنه في صورة عدم تدخل أية طرف ، ستنحدر ليبيا إلى "الجحيم".