أكد الفنان الكبير سمير صبري أن التربية الموسيقية كانت جزءًا من اهتمامات المدارس في السابق، الأمر الذي اختفى في الفترة الأخيرة، وبما أثَّر في الذوق العام في مصر، مشيرًا إلى أنه كان من فريق التمثيل في المدرسة التي تخرج فيها يوسف شاهين وأحمد رمزي وعمر الشريف، وكان مُدرِّس اللغة الإنجليزية حينها يشجع الطلبة على قراءة مسرحيات شكسبير، وطلب منا الذهاب إلى المكتبة لقراءة 20 كتابًا حول عدم قدرة هاملت على اتخاذ قرار ضد قاتل والده على الرغم من علمه بأن عمه هو القاتل.

وتابع صبري قائلاً: «هذا الأمر قام بتربية البحث والقراءة وتكوين الرأي داخلنا، ومن خلال عملي في الإذاعة مع الفنانة لبنى عبدالعزيز، بالإضافة لكوني جار الفنان عبدالحليم حافظ، تعرفت على رموز كبيرة من الفن والمذيعين، فتعلمت مواجهة الجمهور في المسرح منذ صغري، وكل هذا الأمر يأتي بالممارسة، ولعملي في التلفزيون المصري ومعايشتي إذاعيين وعظماء التلفزيون».

وحول مسلسل «المرافعة» المقرر عرضه في رمضان، قال: «هناك تشابه بين المسلسل وبين حادث مقتل الفنانة سوزان تميم، ولكن المعالجة ذكية جدًّا وسريعة الإيقاع، وأجسد دور إعلامي يتابع تفاصيل القضية طوال المسلسل، وهو الدور الذي قمت به في الحقيقة عندما سافرت إلى لندن بعد أن توفيت الفنانة سعاد حسني، لمعرفة الحقيقة، وكنت على معرفة بدكتور الأسنان الذي قام بـ 28 عملية لها، وقامت بتخفيض وزنها وكانت لديها الرغبة أن تعود إلى مصر، ولدي قناعة بأنها قُتلت ولم تنتحر، والأمر كله في رأيي الشخصي هو أن هناك عملية سرقة تمت في المنزل تطورت لقتلها، لأن تقرير الطبيب الشرعي يقول إن هناك كدمات زرقاء في جسمها ولديها كدمة في رأسها، وأرى أنها قُتلت في الشقة وهناك مَن حملها وقذف بها من الشرفة لتلقى حتفها».

وحول برنامجه «النادي الدولي» الموقوف سنة 1979 كشف صبري عن تفاصيل منعه قائلاً: «وزير الإعلام أوقف البرنامج بسبب اختلاف في وجهات النظر بيني وبينه، ولا أحب أن أذكر اسم الوزير، وكانت لدي رؤية معينة في الإعلام، وهي مثلاً عندما قال السادات إن الأحزاب السياسية ستعود وقام بعمل منابر سياسية، فذهبت للتسجيل مع جميع الأحزاب حينها، وعندما علم الوزير قال إن ما سيُذاع هو حوار مع محمود أبووافية، المتزوج من شقيقة جيهان السادات، وسجلت مع الملكة فريدة عند عودتها إلى مصر ساعتين وكانت رائعة وحديثها كان رائعًا، واعترض أيضًا الوزير، بحجة أن الملكة تتحدث بشكل جيد، وتعجبت من هذا الكلام، وقال لي أيضًا إنها تريد عودة الملكية على الرغم من أنها لم تدعو لهذا».

واستطرد قائلاً: «وبالفعل تم إيقاف البرنامج، وأعاده الرئيس الأسبق أنور السادات بعدها بأسبوع، ولكن الوزير لم ينفذ هذا الأمر، وبسبب إشاعات أن السادات غاضب مني لم أعمل ثلاث سنوات وكنت مصدومًا صدمة كبيرة لأني أعطيت هذا البرنامج حياتي، وكان لدي عشقٌ للبرنامج وللضيوف وللحديث، وتعلمت كثيرًا من جميع الضيوف».

وأشار الفنان الكبير في حواره مع الإعلامي محمد علي خير في برنامجه «مساء الخير» إلى أن السينما مختلفة عن السابق، وكانت أرحم كثيرًا عن السائد الآن، وأن الرقابة على الأفلام صرَّحت بأفلام أميركية بها مشاهد القتل والاغتصاب والجريمة، وشاهدها الجميع دون رقابة، وأيضًا أفلام «البورنو» التي يشاهدها الشباب، الأمر الذي وضح جليًّا في الجرائم الحالية من طرق السرقة المختلفة، وكل هذا نتيجة الأفلام المُصَرَّح بعرضها.

وتابع: "عملت مع عظماء الجيل، مثل عماد حمدي والجيل الصغير يتعامل معي باحترام كبير، وأتمنى أن يستفيد هذا الجيل منا كما استفدنا ممَن قبلنا".

 

*نقلا عن "بوابة الوسط"