غم أن الوزير الأول الحالي عبد المالك سلال من مواليد عاصمة الشرق الجزائري بتاريخ 1 أوت 1948، إلا أن جذوره قبائلية خالصة، لذلك يقال عن الرجل في الصالونات السياسية إن سلال يجمع بين كونه ابن الشرق كونه ينحدر من منطقة الشمال القسنطيني والتي كانت دائما فاعلة ومؤثرة في صناعة القرار السياسي بالجزائر منذ الاستقلال وإلى غاية اليوم، وبين كونه “قبائلي” خالص بما أن عائلته تنحدر من عرش “إيغيل علي” والذي يمتد جغرافيا من ولاية برج بوعريريج إلى ولاية بجاية، وهو نفس عرش وزير المالية الأسبق عبد الكريم حرشاوي. كما لا تبتعد المنطقة التي تنحدر منها عائلة سلال سوى بكيلومترات قليلة عن بلدية ڤنزات التابعة لولاية البرج.

قدمت عائلته إلى قسنطينة سنة 1921 حيث أقامت بغار الرصيف بالمدينة العتيقة لقسنطينة، ثم سنة 1934 غيرت الوجهة إلى حي سيدي مبروك الداخلي، وفي سنة 1939 قام والده بالشراكة مع أحد جيرانه الذي ينحدر من نفس عرش سلال ويسمى “بوجمعة” بتأسيس مخبزة كانت آنذاك من أشهر المخابز على مستوى قسنطينة، عرف عن والد سلال “موسى” تواضعه الكبير واحترامه لجميع جيرانه وحتى بعدما أصبح أبنه وزيرا، لم تتغير تعاملاته معهم، حيث وبشهادة الجميع فإن “والد سلال” والذي توفي سنة 2008 كان جميع أبناء حي سيدي مبروك يكنون له كل الحب والاحترام لتواضعه وتخلقه الشديد. فيما توفت والدة سلال سنة 2010.

تتشكل عائلة عبد المالك سلال من 11 ابنا، 3 بنات و8 ذكور، واحد من أشقائه توفي سنة 1974 عندما كان يمارس هواية التزحلق بتكجدة بتيزي وزو، وكان حسب العديد من أصدقائه نابغة في العلم، وهو ما ترك أثرا بالغا على والد الوزير الأول سلال .

سلال، درس في ثانوية رضا حوحو والتي كانت تعرف سابقا بـ “ليسي درمان”، وهي نفس الثانوية التي درس بها المغني اليهودي “أنريكوا ماسياس”، ووزير الصحة السابق يحيى قيدوم. فيما درس رئيس الحكومة السابق بن فليس وبن بوزيد وهيشور وعلي بن محمد ورزاق بارة وأسماء أخرى بثانوية حيحي مكي والتي كانت الأكثر شهرة بقسنطينة.

يعرف عن الوزير الأول حضوره الدائم والمنتظم للأقراح والأفراح التي تعرفها عائلته، خاصة مناسبات أشقائه، حيث ورغم أنه كان في زيارة عمل ميدانية إلى باتنة لتفقد مشاريع التنمية بالولاية وكذا كان على موعد على السفر إلى العاصمة الإثيوبية أديسا بابا لحضور القمة الإفريقية وتمثيل الرئيس، إلا أنه أصر على حضور زفاف بنت أخيه “سليم ” الذي أقيم بقسنطينة، وذلك رغم ارتباطه بموعد السفر إلى القمة الإفريقية يوم واحد بعد زفاف بنت أخيه، حيث نقل عن الوزير الأول أنه بعدما قالت له العروس بنت أخيه إن الشك راودها بخصوص عدم حضوره لزفافها لارتباطاته الكثيرة، كونه أصبح الآن وزيرا أول، أجابها بالقول إن عمك “سيحصر زفاف بنت أخيه حتى ولو كان رئيسا وليس وزيرا أول”.

سلال متزوج من بنت عمه فريدة سلال والتي كانت رئيسة جمعية الأمزاد المعتمدة من طرف اليونيسكو، ومباشرة بعد صعود زوجها إلى منصب الوزير الأول تقدمت باستقالتها من رئاسة الجمعية واحتفظت بالرئاسة الشرفية، وفريدة سلال لها مساهمات كتابية في مجلة الجزائر كوم. وهو أب لطفلين وبنت متزوجة ومستقرة خارج الوطن فيما أبناءه الذكور مستقرين بالجزائر.