ازداد المشهد السياسي في تونس سخونة عقب انطلاق الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية أمس في ظل احتدام المنافسة بين 26 مرشحا ما بين مستقلين وممثلين لأحزاب سياسية أو ائتلافات حزبية مختلفة، وبدأت اللافتات الانتخابية تزين شوارع وأزقة تونس بشكل لافت للأنظار، فكل مرشح يسعى بشتى السبل الى كسب أكبر عدد ممكن من الأصوات في ظل منافسة حامية الوطيس.

وسارع بعض المرشحين إلى القيام بالزيارات الميدانية لكسب ود الناخبين، بينما اتجه البعض الآخر إلى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية لطرح برنامجهم الانتخابي في مسعى لإقناع الناخب بمدى صلاحيتهم لهذا المنصب بالغ الأهمية والذي يتربع على قمة هرم السلطة.

ومن بين المرشحين في هذه الانتخابات شخصيات سبق وأن تولت حقائب وزارية في الحكومة الحالية والحكومات السابقة، ومن أبرز هؤلاء وزير الدفاع المستقيل عبد الكريم الزبيدي، ورئيس الوزراء الحالي يوسف الشاهد ورئيس الوزراء الأسبق مهدي جمعة ووزيرة السياحة السابقة سلمى اللومي.

ويرى أبو بكر الصغير الكاتب الصحفي والمحلل السياسي التونسي – في تصريح خاص لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى تونس – أن عبد الكريم الزبيدي يتميز عن بقية المرشحين بمجموعة من الخصال أهمها أنه شخصية مخضرمة، حيث عاش تقريبا جميع المراحل السياسية التي مرت بها تونس، وهو يتسم بروح المسئولية وروح الدولة.

وأضاف أنه ليس صدفة أن يتم اختياره مرتين كوزير للمؤسسة العسكرية التي بقيت بمنأى عن كل التجاذبات السياسية، وتتولى دورا مهما في حماية البلاد، لافتا إلى أنه عاصر أهم القيادات والرموز السياسية التي كان لها الدور الأكبر والفضل في بناء تونس الحديثة وتكريس مقومات دولة المؤسسات والقانون.

وأضاف أن الزبيدى لايملك في ماضيه الكثير من الملفات التي قد تثير رد فعل سلبي لدى الناخب، كما أنه بطبيعة المرحلة فان التونسيين يرغبون في اختيار رجل دولة بإمتياز يضمن لهم عودة هيبة الدولة وقوتها.

أما لطفي الحيدوي الكاتب الصحفي التونسي، فيري أن يوسف الشاهد هو الأقرب للفوز، حيث أن لديه طموحا كبيرا، كما أنه تولي رئاسة الحكومة وهو المنصب الذي يمتلك صلاحيات أكبر من تلك التي يمتلكها رئيس الجمهورية بحسب الدستور التونسي، ومر بعدة أزمات خلال توليه الحكومة وتمكن من تجاوزها.

ورجح الحيدوي أن يتمكن الشاهد من الفوز في الجولة الأولى من الانتخابات بالرغم من أن الاخفاقات الاقتصادية لحكومته قد تؤثر على حظوظه في الانتخابات.

من جهته، قال محمد أبو عود الكاتب الصحفي والمحلل السياسي التونسي إن "مهدي جمعة مارس في عام 2014 الحكم في وضعية انتقالية صعبة، واستطاع خلالها أن يسهم في اجراء بعض الاصلاحات في إدارة الدولة، وبعد خروجه من الحكومة، عمل بصمت وأسس حزبا جديد، لكن في خطاباته السياسية مازالت صورة رئيس الحكومة متطابقة مع شخصيته أكثر من رئيس الدولة.

ورجح أبو عود أن يحتل جمعة مركزا في المربع الذهبي خلال الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، إلى جانب كل من يوسف الشاهد وعبد الكريم الزبيدي وعبد الفتاح مورو مرشح حزب النهضة.

وعن المرشحة سلمي اللومي، فيري أبو عود أنها وافدة على الساحة السياسية، حيث انها لم تتعاط مع السياسة سوى في السنوات الثلاثة الأخيرة، ويؤخذ عليها تذبذبها بين الأحزاب، إلا أنها تمتلك خبرة قصيرة في إدارة الديوان الرئاسي بحكم عملها بقصر الرئاسة لفترة تقل عن العام .. لكنه استبعد ان تحصل على عدد من الأصوات يؤهلها لخوض الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

وأعرب ابو عود عن اقتناعه بأن المنافسة محتدمة بين الشاهد والزبيدي، مع وجود أسبقية للزبيدي.

وانطلقت الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية أمس الاثنين ومن المقرر ان تستمر حتى 13 سبتمبر الجاري، بينما من المقرر أن يكون يوم 14 سبتمبر يوم صمت انتخابي، فيما ستجرى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية في 15 سبتمبر الجاري.