سجلت مدينة سبها ، بالجنوب اليبي، إرتفاعا مفاجئا لعدد الإصابات بفيروس كورونا إذا أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض عن بلوغ الحصيلة الإجمالية للإصابات بالمدينة 64 حالة إصابة من جملة 156 إصابة مؤكدة بليبيا، أي بنسبة تفوق 41 %.
و بذلك تصبح مدينة سبها بؤرة جديدية لانتشار الوباء في ليبيا خاصة بعد تسجيل 12حالة محلية يوم السبت  30 مايو، ثم 14 حالة محلية و 3 حالات وافدة  لليوم الثاني على التوالي أمس الأحد 31 مايو 2020. أرقام تطلق جرس الإنذار لمزيد تأزم الوضع الوبائي و تفشيه بمدينة سبها خاصة مع النسب المحلية العالية مجهولة المصدر.
سارعت الحكومة الليبية إلى فرض حضر تجول عام بسبها و أغلقت المدن المجاورة حدودها في محاولة للحد من انتشار الفيروس بمدن الجنوب الليبي خاصة مع توتر الأوضاع بوجود عناصر من تنظيم داعش ،في حين أعرب مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض بدر الدين النجار، في تصريح إعلامي أمس الأحد 31 مايو، عن قلقه الشديد من سرعة انتشار الفيروس التاجي في سبها. 

موضحا أن الوضع الوبائي في مدينة سبها متطور بسبب تسجيل عدد كبير من الحالات حيث تجاوز العدد 35 حالة، مشيراً إلى أن فرق الرصد و التحري الوبائي التابعه لمكافحة الأمراض تتبع المخالطين وتجمع العينات لتحدد مدى إنتشار المرض في سبها.
وأضاف في ذات التصريح،"أن الوضع قلق وغير مطمئن وفي نفس الوقت كمركز وطني لمكافحة الأمراض لازال يعتبر الوضع تحت السيطرة طالما أن فرق التقصي مستمرة بتتبع المخالطين ونشطة في الكشف المبكر عن الحالات، لافتاً إلى  أن كل المحاولات الآن تجري على الأرض لإحتواء المرض و منع إنتشاره." 


وقال النجار أن سبب مخاوفه تعود أساسا إلى البينة التحتية للنظام الصحي و  الخدمات الصحية في الجنوب بصفة عامة  حيث تعتبلر"دائماً على المحك و لا شك أن الجهوزية و الإستعداد الآن لا زال يحتاج لإهتمام وهناك سعي كبير لتوفير كل النواقص و الإمكانيات".
و أكد أن فرق الرصد والتقصي الوبائي وكذلك فرق الاستجابة السريعة التابعة المركز الوطني لمكافحة الأمراض تبذل قصارى جهدها لتتبع المخالطين للحالات وحصرها وأخذ العينات اللازمة للكشف عن فيروس كورونا المستجد وإحالتها إلى المختبر الطبي لفرع المركز بسبها.

كما اعتبرت اللجنة الطبية الاستشارية التابعة للحكومة اليبية ن الحالة الوبائية بمدينة سبها استثنائية باعتبار الحالة الوبائية محلية وهو ما يصعب السيطرة عليها خاصة أمام ضعف الإمكانيات و هشاشة البنية الصحة و النقص الفادح في الفرق الطبية حسب تصريحها.

عزل سبها و اغلاق الحدود المجاورة و تكثيف التحاليل و التقصي عن الفيروس، ربما يبطيء قليلا سرعة انتشاره، لكن ضعف البنية التحتية للنظام الصحي و غياب خدمات صحية  ناجعة إضافة إلى غياب مراكز متنقلة للتحاليل و معدات التنفس الصناعي و حتى مركز مختص في علاج الحالات يجعل الوضع في سبها عى شفا كارثة وبائية حقيقية تتطلب حلولا عاجلة و فعالة تنقذ المدينة خاصة و الجنوب الليبي عامة من "فيروس كوفيد 19 المخادع و الفتاك".